الجامع الأزهر


رواق اللغة العربية للناطقين بغيرها

ملتقى "رمضانيات نسائية" بالجامع الأزهر  يوضح الآداب والأحكام في آيات الصيام
Sameh Eledwy

ملتقى "رمضانيات نسائية" بالجامع الأزهر يوضح الآداب والأحكام في آيات الصيام

عقد الجامع الأزهر اليوم الأحد،  ملتقى (رمضانيات نسائية) بالرواق العباسي تحت عنوان: (وقفات مع آيات الصيام)، بحضور: أ.د/ فريدة محمد علي، أستاذ البلاغة والنقد وعميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة،  ود/ دينا سامي، مدرس التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر، ود/ سناء السيد، الباحثة بالجامع الأزهر.

واستهلت أ.د/ فريدة محمد، حديثها ببيان أن آيات الصيام مليئة بالحِكَمِ والتوجيهات التي تساعد على تحقيق التقوى والانضباط والارتقاء الروحي، وينبغي لكل مسلم أن يقف مع هذه الآيات ويتدبر معانيها؛ ليكون صيامه صيام القلب والجوارح، موضحة أن الغاية الكبرى من الصيام هي تحقيق التقوى، وأنه ليس عبئًا ثقيلًا، بل هو أيام معدودات؛ مما يخفف من شعور المشقة، وقد رخَّص اللهُ الإفطار لذوي الأعذار ثم القضاء لاحقًا؛ وشرع الفدية لمن يجد مشقة بالغة في الصيام، ثم حفِّز الله المؤمنين على الصيام؛ قال تعالى: ﴿وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.

كما أكدت على ارتباط الدعاء بالصيام؛ حيث جاءت الآية الكريمة : ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ وسط آيات الصيام، فالله قريب من عباده، يسمع دعاءهم ويستجيب لهم؛ إذا أخلصوا في طلبهم.

من جانبها، بيَّنت د/ دينا سامي، أن شعيرة الصيام جعلها الله فريضة على السابقين عبر الأزمان والدهور؛ لما لها من أثر في ترقية الإنسان؛ فلم تستثن منها أمة من الأمم؛ مما يستدعي بث روح التنافس، وشحذ الهمم؛ لأداء تلك الفريضة والتحفيز عليها، فمن وفق لصيام شهر رمضان كله، وتلا القرآن، واشتغل بالذكر- وجب عليه الشكر.

وأضافت أن آيات الصيام بينت مدى رحمة الله تعالى بعباده، وإرادته اليسر للناس والتخفيف عليهم، وينبغي أن تنعكس آثار هذه الرحمة على نفس الصائم؛ فتظهر في سلوكه وأخلاقه من خلال إطعامه للفقراء ومواساته للمساكين، وأن أفضل ما يتقرب به المسلم في هذا الشهر هو تلاوة القرآن.

وفي السياق ذاته، أوضحت د/ سناء السيد، الباحثة بالجامع الأزهر، أن الله تعالى جاء بالصيام بين الإيمان والتقوى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ والإيمان: تصديق بالقلب، فليس الإيمان بالتمنِّي، ولكن ما وقر في القلب وصدَّقه العمل، والتقوى محلها القلب، وكذلك الصيام سر بين العبد وربه لا يعلمه إلَّا هو، ويؤكد هذا ما ورد في الحديث القدسي: "كلُّ عمل ابنِ آدمَ له، إلا الصومَ؛ فإنه لي وأنا أجزي به".

وأضافت، أن عِبادة الصوم عبادة عظيمة، لكنها يَسِيرة على مَنْ يسَّرها اللهُ عليه. ومن معاني اليُسْر التي تحفُّ فريضة الصوم، تأخير السحور، وتعجيل الفطر، وأن من أكل أو شرب ناسيًا؛ فليتم صومه، فكأنما أطعمه الله وسقاه، وإباحة الفطر لمن لديهم عذر كالمريض والمسافر، وكذلك الحامل والمرضع، ومن التيسير: تحريم الصوم على الحائض والنفساء، وعدم تكليف الصغير بالصوم حتى يبلغ، فلله الحمد على نعمة الصيام، وعلى هذا التشريع الميسر في جميع الأحكام.

جدير بالذكر، أن ملتقى "رمضانيات نسائية" يأتي في إطار الخطة العلمية والدعوية للجامع الأزهر خلال شهر رمضان، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.


 

الموضوع السابق «الجامع الأزهر» يعلن خريطة العمل طوال شهر رمضان
الموضوع التالي الإعلان عن تدشين مشروع "مدرسة التلاوة المصرية" بالجامع الأزهر
طباعة
238 Rate this article:
لا يوجد تقييم