الموضوعات

05 يناير, 2017

المشاركون في حوار الأزهر المجتمعي بأسوان: تهنئة المسيحين بأعيادهم من البر بهم وإنفاذ لوصايا رسولنا بأقباط مصر

المشاركون في حوار الأزهر المجتمعي بأسوان: تهنئة المسيحين بأعيادهم من البر بهم وإنفاذ لوصايا رسولنا بأقباط مصر

ــ التجديد في الفكر لا في الثوابت.

برعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، يواصل الأزهر الشريف عقد لقاءات الحوار المجتمعي مع الشباب في مختلف المحافظات، حيث نظم ـ اليوم الخميس 5 يناير 2017م- حوارًا مجتمعيًا بمحافظة أسوان، بحضور فضيلة أ.د/ عباس شومان، وكيل الأزهر، والأنبا أرميا عبادي، ممثل الكنيسة، والدكتور أيمن عبدالمنعم، سكرتير عام المحافظة، ومن الشباب الطالب مينا أشرف، والطالبة فاطمة عبده عبدالرحيم.

وأكد المشاركون في الحوار على أهمية استعادة القدوة لدي الشباب، بعيدًا عن النماذج السلبية التي تقدمها وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي التي تعبرعن أراء وأفكار لا تسهم في تقديم رؤية حقيقية تعكس فكر وثقافة الشباب، مؤكدين على أهمية القراءة في تثقيف الشباب وإشراف الأسر على اختيار الموضوعات التي يقرؤها الشباب؛ لنستعيد منظومة القيم والأخلاق التي شوهتها بعض النماذج التي تبث عبر وسائل الإعلام، مشددين على أهمية تنمية فكر وثقافة الاختلاف وتقبل الأخر والتعاون من أجل استعادة فكر وثقافة التنمية.

وفي كلمته، قدم فضيلة أ.د/ عباس شومان، وكيل الأزهر، التهنئة للإخوة المسيحين بأعيادهم، قائلاً: نقدم لكم التهنئة ولو كره الكارهون، مؤكدًا أنه من المعالجات الخاطئة في مجتمعاتنا هو الانشغال بأمور جدلية لا تنتهي فبالأمس القريب كنا نهنئ إخوتنا المسيحين بأعيادهم، ومع ذلك تخرج علينا أصوات تطالب بعدم التهنئة، فهل تخيل هؤلاء أن الأزهر وكافة العلماء يملكون الخروج عن الشريعة؟ لكن للأسف من يتحدث عن ذلك لا يتصدى لأمر من تخصصه وليس مكلفًا بإطلاق حكم فيه، وقد استفز كبار العلماء هذا الأمر كثيرًا، إلا أن الهيئة حسمت الأمر وأكدت أن مثل هذه الأقوال التي خرجت من غير المتخصصين لتحريم تهنئة المسيحيين أقوال باطلة لا تستند على دليل لا معقول ولا منقول، وأكدت الهيئة أن تهنئة المسيحين بأعيادهم من البر بهم، وهو في كتاب ربنا، وهو إنفاذٌ لوصايا رسولنا بأقباط مصر خاصة، ومنها قوله (الله الله في أقباط مصر فإن لكم فيهم رحمًا ونسبًا) فالرحم السيدة هاجر والنسب السيدة مارية القبطية، هذه وصية سيد الخلق، ولا أظن أن أحدًا من المسلمين أحرص على الشريعة ممن أنزلت عليه، وتعلمون ما فعله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب مع عمرو بن العاص وابنه الذي أذى قبطيًا ومقولته الشهيرة (متى استعبدتم الناس وقد خلقتهم أمهاتهم أحرارًا)، وأمر ابن القبطي بضرب ابن عمرو بن العاص بل أمره بضرب عمرو نفسه إلا أنه أبى، فالقضية حسمت ولا ينبغي لأحد أن يتحدث فيها، فكيف لشريعة أجازت لأتباعها الزواج من المسيحيات أن تقبل بألا يهنئ الزوج زوجته.

وأضاف أن مصر تمر بمجموعة من الأزمات وليست أزمة واحدة وتنتشر الإشاعات بمعالجات خاطئة مثل ارتفاع الأسعار، وتروج الإشاعات بفشل وزير التموين مثلاً ويعقدون المقارنات بينه وبين غيره، المسألة أعقد بكثير وليس من حق الناس البحث عن أساب المشكلة فالمسئولين هم من يبحثون، أما عامة الناس واجبهم التخفيف من وطأة الأزمات مثل ترشيد الاستهلاك.

وأجاب وكيل الأزهر على أسئلة الشباب ومنها سؤال عن حقوق المرأة في الميراث قال: إن مسألة الميراث وحق المرأة خاصة في الصعيد يجب أن تتغير ففيها ظلم كبير وهضم لحقها، إلا أن انتشار التعليم ومعرفة الحقوق التي تولى رب العالمين تفصيلها في أيات المواريث حتى لا يترك محلا للاجتهاد ساهمت كثيرًا في وأد هذه المشكلة بنسبة كبيرة، فيجب أن يعمل العلماء على آلية التطبيق يبينون أن هذا ليس اختيارًا أو فضلاً أو أن إعطاء المرأة من الميراث عيبًا فهذا هو فعل الجاهلية، فلا يمكن بحال من الأحوال أن يعيش سليمًا من أكل حق أخته، وقد عرض على كبار العلماء قانون تغليظ العقوبة على من أكل حق امرأة أو يتستر على فاعله، وقد وافقت الهيئة عليه، إلا أننا نريد أن نلتزم بشريعتنا.

وعن حق المرأة في الحصول على إجازة عدة على زوجها قال إن المسألة ليست فتوى لأنها محسومة شرعًا، لكنها تحتاج لتشريع من مجلس النواب.

وعن تجديد الخطاب الديني قال وكيل الأزهر: إن المسألة يتم تناولها بطرق مختلفة، حتى خرجت عن إطارها الطبيعي، ولم يفكر هؤلاء ما معني التجديد حتى، لكن كل ما يعرفونه هو أن الأزهر لا يجدد وهذا تناول مضلل، نتمنى ممن ينتقدنا أن يوضح لنا أمرًا نستفيد منه لكننا لم نجد منهم شيء، مؤكدًا أن الشريعة الإسلامية متجددة بطبيعتها، والثابت في شريعتنا أقل من المتغير بكثير، وهناك ثوابت غير قابلة للتتغير، كما أن هناك كثر من الأمور لا نهائية متغيرة طبقا للزمان والمكان والأحوال؛ فهذه المسائل يجب على العلماء إعادة النظر فيها على فترات، مشيرًا إلى أن هناك متطفلين على الخطاب الديني يجب أن نستعيده منهم، والحقيقة الثابتة أن التجديد في الفكر لا في الثوابت، التجديد في كافة الخطابات الفكرية الإعلامية والثقافية.

وقال الدكتور أيمن عبد المنعم، السكرتير العام لمحافظة أسوان، إن اللقاء يهدف لوضع رؤية وطنية شاملة من خلال الحوار الوطني بين الشباب، واستعادة منظومة الأخلاق في مواجهة الرياح المسمومة للإرهاب، وتقوية الجبهة الداخلية للوطن وحمايتها من قوى التطرف والتعصب، موجهًا الشكر للأزهر الشريف على الجهود التي يقوم به العلماء في توضيح المفاهيم التي تحقق الاستقرار والتقدم الحقيقي للوطن.

وأجاب د أيمن عبدالمنعم، عن خطة المحافظة للاستفادة من قدرات الشباب بالمحافظة، مؤكدًا أن هناك لجنة اقتصادية سيتم إنشاؤها بمحافظة أسوان لانتقاء مجموعة من حاملي الماجستير والدكتوراه؛ للاستفادة منهم في جهود التنمية بالمحافظة، مشيرًا لكثرة الموارد الطبيعية بالمحافظة، وسيكون هناك تفاعل كثير وإيجاد فرص عمل للشباب.

وأعرب الأب أرميا العبادي، ممثل الكنيسة، عن سعادته لعقد الأزهر لتلك اللقاءات الثقافية؛ لتوضح الرسالة الحقيقية للتعايش السلمي ين جميع البشر وفقًا لما جاءت به رسالة الأديان السماوية، مشيرًا إلى أن الأديان جاءت لتوضح حقوق الإنسان وتحقيق السلام والعدل.

وأضاف أن الإعلام غير النقي يسهم في تكريس أفكار وثقافات وافدة ليس لها هدف إلا تخريب العقل المصري، وإذا أردنا خدمة وطننا يجب أن نعمل بجد وإخلاص وأن نتخذ منهج الإبداع في خدمة وطننا، موضحًا أن الشباب هم مستقبل مصر وكل خطوة يخطوها الشباب هي شجرة في بستان تقدم الوطن.

 

قراءة (23961)/تعليقات (0)

بحث