الموضوعات

23 فبراير, 2017

وكيل الأزهر يشارك في حوار الأزهر المجتمعي بمكتبة الإسكندرية

وكيل الأزهر يشارك في حوار الأزهر المجتمعي بمكتبة الإسكندرية

ــ مصر تحتاج لحراك إعلامي إيجابي يدفع ويساند التنمية التي تتم على أرض الواقع.

ــ د/محمود تهامي: الأزهر لديه قدرة كبيرة لقيادة الحوار المجتمعي مع الشباب، فهو صخرة صلبة منيعة قائمة على فكر ومنهجية ثابتة.

تواصل مشيخة الأزهر الشريف عقد سلسلة الحوارات المجتمعية بشباب المحافظات على مستوي الجمهورية، حيث عقدت اليوم لقاءً حواريًا بمكتبة الإسكندرية تحت عنوان (نحو مستقبل أفضل للشباب) بحضور فضيلة أ.د/ عباس شومان، وكيل الأزهر.

وخلال اللقاء دعا المشاركون إلى ضرورة مشاركة الشباب في العمل التطوعي، والابتعاد عن أصحاب المصالح والأهواء الذين ليس لهم هدف إلا استغلال الشباب، مؤكدين أن الأمن الفكري للمجتمع هو حماية الشباب وتنشئتهم تنشئة فكرية سليمة، تحميهم من الوقوع في براثن الفكر المتطرف، مشددين على ضرورة اكتشاف مواهب الشباب والاهتمام به،م وأن نشعرهم أنهم قيد الاهتمام والرعاية من كافة المسؤولين وكافة المؤسسات.

 وأجاب وكيل الأزهر على أسئلة الشباب، ومنها سؤال حول التجديد في الفكر الإسلامي قائلا :التجديد في الفكر الإسلامي لازمة من لوازم شريعتنا السمحة لا يمكن أن ينفك عنها، ولا يمكن للشريعة أن تساير حاجات الناس وتواكب متطلباتهم من دونه، فالأحكام المحسومة التي لا تقبل التغيير ولا التبديل في الشريعة الإسلامية قليلة جدا؛ حيث تكاد تنحصر في أركان الإسلام وبعض المحرمات المحدودة، وفي المقابل نجد أن ما لا يُحصى من فروع الشريعة الإسلامية مرن يقبل التطويع ليناسب زمان الناس وأحوالهم. ونظرة عجلى إلى تاريخ التجديد والمجددين في الفكر الإسلامي تظهر لنا اتفاق العلماء على أن مجدد القرن الأول هو الخليفة عمر بن عبد العزيز، ويتفقون كذلك في أنه يأتي على رأس القرن الثاني الإمام الشافعي، ثم يختلفون بعدهما هل كان على رأس كل قرن مجدد واحد أو أكثر من مجدد، وإن كان ثمة اتفاق على أن التجديد في الفكر الإسلامي لم ينقطع في عصر من عصور الإسلام قديما وحديثا حتى  انتهى إلى الشيخ شلتوت، ومصطفى الزرقا، وعلي الطنطاوي، والدكتور أحمد الشرباصي، مرورًا بالشيخ محمد عبده وغيره من العلماء الأفذاذ.

وفي الحقيقة إن الناظر المدقق في تاريخ الإسلام والمستوعب لأحكام شريعته يدرك أن الإسلام دين متجدد حتى في وصوله للناس؛ فأركان الإسلام وفرائضه الأساسية لم تنزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دفعة واحدة؛ حيث بدأ الإسلام بركن واحد وهو توحيد الله عز وجل والإيمان برسوله، وقد تمثل ذلك في الشهادتين، ويكاد ينحصر أكثر من نصف مدة الرسالة في إقرار هذا الركن وترسيخه في نفوس المسلمين، ثم يفرض الركن بعد الركن ويتخلل ذلك بيان المحرمات والسلوكيات والأخلاقيات حتى اكتمل الدين قبيل وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم. وبناء الإسلام ركنا بعد ركن وفرض أحكامه حكما بعد حكم هو نوع من التجديد؛ حيث ينحصر الإسلام في فترة ما في ركن معين، ثم يضاف ركن ثان فثالث حتى اكتمل الدين بفرائضه وسننه، وهكذا تعد كل مرحلة من المراحل صورة جديدة للإسلام لا تغني عنها سابقتها.

وأضاف أن الأزهر الشريف أعدَّ مقررًا دراسيًا نسعى لتعميمه على الجامعات المصرية حول الثقافة الإسلامية ويعالج القضايا الملحة، وتم الاتفاق مع المجلس الأعلى للجامعات لإقراره.

وأكد وكيل الأزهر أن مصر اليوم تحتاج لحراك إعلامي إيجابي يدفع ويساند التنمية التي تتم على أرض الواقع، بدلا من توجيه سهام النقد للمؤسسات، فمصر تحتاج من الجميع التكاتف، والإعلام عليه دور كبير في توجيه سلوكيات الأفراد نحو العمل والانتاج ، مشيرًا إلى أن قناة الأزهر تأخرت كثيرًا، وهناك كثير من الأطروحات لكننا اتفقنا على عدم ظهورها إلا إذا كانت قادرة على الصمود محققة لأهدافها، فالعالم وليس المصريون فقط من ينتظرونها لأنها ستكون قناة عامة بعدة لغات، وستكون نقلة نوعية لإعلام صادق هادف.

وحول دور المرأة قال وكيل الأزهر إن الله أثبت للمرأة كل الحقوق وأوجب لها الرعاية الكاملة وأكد أن لها دور أساسي في المجتمع المسلم المتحضر. والرسول (صلى الله عليه وسلم) أكد على أن النساء شقائق الرجال، كما ألزم الرجل ببرها والعطف عليها، مؤكدا اهتمام مؤسسة الأزهر بالمرأة واختيارها في أماكن مميزة تليق بفكرها وتدفع بها نحو المناصب القيادية بقوة.

وعن انتفاد مناهج الأزهر في الفترة الأخيرة قال د/عباس شومان إن الأزهر يدرس كافة المذاهب والأفكار، يدرس الحقيقة وغيرها لنبين بطلان كل ما يخالف الحقيقة؛ لنحذر الناس منه وليس معنى تدريسه أننا نقره ولكننا ندرسه لنحمي الناس ونبين لهم الحق من الباطل بالنصوص الصحيحة، وللأسف اشديد جل من يتصدى بالنقد للمناهج الأزهرية من غير المتخصصين فضررهم أكبر من نفعهم، وهذا ما نواجهه من نقد غير بناء، لكن سيظل الأزهر أبد الدهر أكبر مؤسسة تحتوي التعددية، ولن يكون لدينا منهج واحد يقوم على رأي واحد؛ فمذاهب الرأي الواحد صنعت لنا التطرف، أما التعدد فهو حماية فكرية للمجتمع، مشددا على أن استهداف الأزهر له أهداف كثيرة ويكفينا أن العالم يقدر الأزهر، وواهم من يظن نفسه قادرًا على عرقلة مسيرة الأزهر أو اضعاف جهوده.

 

وقال أ.د/ ممدوح تهامي، نائب رئيس جامعة الإسكندرية، إن مؤسسة الأزهر لديها قوة كبيرة لقيادة الحوار المجتمعي مع الشباب، فهو صخرة صلبة منيعة قائمة على فكر ومنهجية ثابتة، ولها قدرة على مواجهة الأمواج العاتية خاصة في السنوات الأخيرة التي قاد فيها فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، السفينة بحكمة كبيرة ساهمت في حماية الشباب والوطن من فتن كبيرة كادت تعصف بالوطن.

وأضاف أن مفهوم العولمة طرحه الغرب لطبع العالم وفقا لأهوائه، متناسين أن العالم به ثقافات وأفكار متعددة تخالف فكروهدف العولمة التي طرحها الغرب، وهو ما أسهم بشكل كبير  في ظهور التطرف.

وأشار إلى أن مصر كان المجتمع في شبه عزلة حتى بداية السبعينيات بدأت بعدها مرحلة الانفتاح على العالم ولكن كان بطريقة عشوائية، وبدأت معها تتداخل مفاهيم فكرية جديدة غير سوية على الساحة تتخلى عن الأسس التي تبني الأمة بقوة مثل الدراسة والعلم والعمل، وكانت كل الاتجاهات والمخرجات تهدف للترفيه، قابله فكر عنيف من جانب أخر فتسرب فقدان الأمل، حتى جاءت ثورة يناير التي  للأسف استغلتها بعض الجماعات لإشاعة الفرقة بين أبناء الشعب المصري.

مشيرًا إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي فرضت نفسها على المجتمع المصري بقوة، وقد استغلها البعض لنشر الشائعات والأفكار الهدامة، وتندت لغة الحوار بين الجميع، وهو ما وضع الدولة أمام خيارين، الأول: أن  ننحي الخلاف، وإلثاني: أن نتجه لحوار مجتمعي يهدف لبناء الدولة على أسس سليمة، وهو ما اختارته الدولة من خلال أسس واضحة قائمة على الأخلاق؛ للخروج في النهاية إلى الاحترام المتبادل، وإعلاء المصلحة العامة كأساس ثابت، فلابد من تكاتف المؤسسات والقيام بدورها في الحوار المجتمعي خاصة المؤسسات الدينية والاعلامية، وهو ما قام به الأزهر.

وقال القس بولس عوض ممثل الكنيسة المصرية، نحتاج لحوار بناء بين مؤسسات الدولة والشباب؛ للاستفادة من قدراتهم ومؤهلاتهم لصالح مستقبل مصرنا الحبيبة، نحتاج لعمل وفكر إيجابي مشترك يعزز قيم المواطنة ويرسخها في العقول يكون له إسهام كبير في الإصلاح والقضاء على الفساد.

قراءة (10720)/تعليقات (0)

بحث