الموضوعات

12 فبراير, 2019

رئيس جامعة الأزهر يؤكد على ضرورة تعزيز التعاون مع الجامعات الإفريقية

رئيس جامعة الأزهر يؤكد على ضرورة تعزيز التعاون مع الجامعات الإفريقية

عقد د. محمد المحرصاوي، رئيسُ جامعة الأزهر، اليومَ الثلاثاء 12 فبراير، مؤتمرًا صحفيًّا، أعلن خلالَه تفاصيلَ الفعاليات التي تُنَظِّمها الجامعةُ بالتعاوُن مع اتحاد الجامعات الإفريقية، خلالَ الفترةِ المُقبِلة، برعايةٍ كريمة من: السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي، وفضيلة الإمام الأكبر، أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر.
وفيما يلي نَصّ كلمة رئيس جامعة الأزهر:
نَصّ كلمة الأستاذ الدكتور/ محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، خلال المؤتمر الصحفى:

فى البداية، أرحب بكم؛ متطلعًا إلى دوركم البنَّاء فى خدمة الوطن، وقد آلَيتُ أن يكون لقائي بكم هو أول اجتماع ينعقد بالقاعة الجديدة لمجلس الجامعة؛ تقديرًا لرسالة الإعلام الوطني الداعمة لرسالة الأزهر؛ جامعًا، وجامعة.

————

إن جامعة الأزهر؛ قيادةً، وأساتذة، وطلابًا، إذ تنظر بعين الامتنان والاعتزاز لثقة الدول الإفريقية وإدراكها للدور المصري المُتعاظِم فى تعزيز رُوح التضامن بين الأشقاء، والسعي الجادّ لتحقيق التكامل المنشود، وضمان التنمية المستدامة؛ تتقدّم بأَسمى آيات التهاني للرئيس/ عبد الفتاح السيسي؛ بمناسبة تَوَلّيه رئاسةَ الاتحاد الإفريقي، وتُعرِب عن تقديرها لما أعلنه في الإستراتيجية القارية، من ركائزَ تُجَسِّد أولوياتٍ مُستحَقّةً، تُراعي فقه الواقع، وفقه الأولويات، وتنطلق من مبدأٍ راسخ: «قوتنا في وَحدتنا.. معًا نستطيع قهر المستحيل».

واضطلاعًا بالرسالة العالمية للأزهر، بمُختلِف أبعادها التعليمية والدعوية والاجتماعية والإنسانية؛ انطلقت جامعة الأزهر، برعايةٍ كريمة وتوجيهاتٍ مباشرة من فضيلة الإمام الأكبر، الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، للقيام بواجبها في تبليغ أمانة العلم الشرعيّ، عَبْرَ منهجٍ رصين، يُعَدّ ترجمةً صادقةً أمينةً لرُوح الإسلام بمنهجه الوسطي؛ عقيدةً، وشريعة، وأخلاقًا، وتعزيز عَلاقات التعاون مع أشقائنا في إفريقيا، وتوفير كل سُبُل الرعاية لمَن توافدوا إلى الأزهر لتَلَقّي العلم، وإيفاد البعثات العلمية والقوافل الدعوية والطبية والاجتماعية إلى بلدان قارتنا الحبيبة.

وإنه لمن دواعي السرور، أنْ تَصَدّرت جامعةُ الأزهر نتيجةَ التصنيف الإفريقي للجامعات، ثم تمّ اختيارُها عضوًا بمجلس إدارة اتحاد الجامعات الإفريقية، مُمَثِّلًا عن إقليم شمال إفريقيا، وعلى ضوء ذلك قررتُ إطلاقَ عِدّة فعاليات، تُسهِم في احتضان شباب الجامعات الإفريقية، وترسيخ قيَم الحوار، وشرعية الاختلاف، والتسامح، والمواطنة، والتعايش المشترك، والاندماج الإيجابي؛ بما يُسهِم في صنع السلام العالمى، وإرساء دعائم الأخوة الإنسانية، بما يُحقق الثراء الحضاري في خدمة البشرية جمعاء.

وقبل أن أذكر تفاصيل هذه الفعاليات، أُعلن أن جامعة الأزهر؛ قيادةً، وأساتذة، وطلابًا، تتقدّم بأسمى آيات الشكر والتقدير والامتنان، إلى الرئيس/ عبد الفتاح السيسي؛ لموافقته على الرعاية الكريمة لهذه الفعاليات، التي نتطلّع أن تكونَ هي وغيرها من الأنشطة المُزمَع عقْدُها بجامعة الأزهر، من الإسهامات الفَعَّالة ضمن الإستراتيجية القارية، التي أعلنتْ مصرُ تنفيذَها خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي.

أمّا عن الفعاليات، فأبدأ حديثي، معلنًا:

أوّلًا: افتتاح المَقَرّ الإقليمي لاتحاد الجامعات الإفريقية بشمال إفريقيا، بجامعة الأزهر، في احتفالٍ رسمي، يوم ١٢ مارس المقبل.

ونتطلّع عبْرَ هذا المَقَرّ الإقليمي الدائم، إلى مَدّ جسور التواصل المُثمِر بين الاتحاد، وجامعات شمال إفريقيا، وتعزيز عَلاقات التعاون العلمي والثقافي، وبناء شراكاتٍ جادّة بين مؤسسات التعليم العالي، تنطلق من الإيمان الكامل بدَور التعليم في بناء وتَقَدُّم الأمم، وتَجاوُز عثراتها؛ إعلاءً لمبدأ «الحُلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية».. شراكات تهدف إلى صناعة الأمل في غدٍ أفضلَ يشهد ارتقاء بلداننا إلى مَصافّ الدول المتقدمة، وترتكز على مشروعاتٍ بحثية ثرية، تُدرك الواقع بإشكالياته، وتسعى للإسهام الفعَّال في تحقيق التنمية المستدامة، من خلال الإستراتيجية القارية التي تتبنّاها مصر، خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي.

ثانيًا: تنظيم الأولمبياد الأول لاتحاد الجامعات الإفريقية، خلال الفترة من ١٤ إلى ١٨ مارس المقبل، في كرة القدم، والسلة، وألعاب القوى، بمشاركة ٦٦٠ طالبًا، يُمَثِّلون جامعاتِ القارة بمُختلِف أقاليمها، ويَنتمون إلى ٢٢ دولةً إفريقية، ونأمُل أن يكون فرصةً للتلاقي، وترسيخ أواصِر المحبة والأُخوّة بين الشباب الإفريقي، وأن يبعثَ برسالةِ سلامٍ للعالم، من مصرَ، أرضِ المحبة والسلام، تعكس وَحدةَ الصف الإفريقي بين قادة المستقبل؛ بما يَتناغَم مع ما تسعى إليه مصرُ خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي؛ ترسيخًا للشراكة الإفريقية.

ثالثًا: تنظيم المؤتمر الدولي للتعليم العالي بالقارّة الإفريقية، بمركز الأزهر الدولي للمؤتمرات، في الفترة من ٨ إلى ١١ يوليو المقبل، الذي يعقده اتحاد الجامعات الإفريقية، كلَّ عامين؛ لمناقشة الخُطّة الإستراتيجية للتعليم العالي، بالاتحاد الإفريقى، بحضور وزراء ورؤساء مؤسسات التعليم العالي بإفريقيا وأوروبا.

ونتطلّع إلى أن يخرجَ هذا المؤتمرُ بتوصياتٍ قابلةٍ للتنفيذ، تُسهِم في تحقيق الجَودة الشاملة للتعليم العالي، وإرساء دعائم تَبادُل الخبرات الأكاديمية؛ من خلال إنشاء بنكٍ للمعرفة، يَضُمّ الرسائلَ العلمية بمُختلِف الجامعات الإفريقية، وتشجيع ثقافة البحث العلمي والإبداع والابتكار، خاصّةً في المجالات التنموية؛ لمواجهة التحديات القارية، وتعزيز التنافُسيّة العالمية، وزيادة فرص التعليم والتدريب التقني والمهني؛ بما يُلَبّي احتياجاتِ سوق العمل، إلى غير ذلك من الأُطروحات الطَّموحة.

ومن ناحيةٍ أخرى، أَنتهزُ هذا اللقاءَ، في أن أتوجّه، بجزيل الشكر والتقدير والامتنان، للرئيس/ عبد الفتاح السيسي؛ لاستجابته السريعة وتَدَخُّله الفَوريّ، بتوجيهاتٍ مباشرة، بإيجاد مَسارٍ آمِنٍ، يَعبر من خلاله طلابُ جامعة الأزهر بمدينة نصر بالقاهرة الطريقَ إلى كلياتهم؛ حرصًا على سلامتهم، وتَلافيًا لوُقوع أيّ حوادث.

وقبل أن أختتمَ كلمتي، أودّ الإشارةَ إلى ما يلي:

أوّلًا: انطلق الفصل الدراسي الثاني، وهناك تعليماتٌ واضحة بضرورة انتظام الدراسة منذ الأسبوع الأول، وقد تمّ، لأول مرة، إعلانُ نتيجة امتحانات الفصل الدراسي الأول، الأمر الذي لمستُ استحسانًا طلابيًّا منه، خلال جولاتي المَيدانيّة.

وأؤكّد أنني وجَّهتُ عمداءَ الكليات بعقد منتدياتٍ للحوار والتواصل المباشر، مع طلَّاب العلم؛ لتحصينهم من الانزلاق إلى براثن الفكر المتطرف، أو الوقوع فريسةً لمَن يَسعَوْنَ لهدم الوطن بإثارة الشائعات، وتربيتهم على استيقاء معلوماتهم من مصادرها الصحيحة عبر قنواتها الرسمية.

ثانيًا: تحتفل جامعة الأزهر، بالتعاون مع وزارة الداخلية، يوم ١٩ فبراير الحاليّ، بعيد الشرطة، وتُعلِن إطلاقَ أسماء شهداء الوطن على بعض مباني المدن الجامعية؛ تخليدًا لذكراهم، وتقديرًا لتضحياتهم في حفظ أمن الوطن والمواطنين، ودَحْر قُوى الشر.

ثالثًا: هناك لجانٌ علمية متخصصة بجامعة الأزهر، في حالة انعقادٍ دائم، تَعكف على مراجعة المناهج الدراسية المُقَرَّرة على الطلاب بمُختلِف الكليات، خاصّةً ما تُعنى بالعلوم العربية والشرعية؛ للتأكد من اتّساقها مع المنهج الأزهري الوسطي، والتَّوصيف الدراسي المُقَرَّر، وما يستهدفه من نواتجَ للتعلُّم؛ بما يضمن الجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويُواكب آخِرَ ما وصل إليه العلم، ويُلَبّي احتياجاتِ العصر.

وتتخذ الجامعة ما يلزم من إجراءاتٍ فورية رادعة نحو مَن يثبت خروجه عن المنهج الأزهري، وقد أحالت الجامعةُ، منذ فترةٍ، البعضَ إلى التحقيق؛ لعدم التزامهم بتدريس المواد الدراسية للطلاب وَفقَ التوصيف الدراسي المُقَرَّر، الذي يَتّسق مع المنهج الأزهري، ويُجَسِّد صحيحَ الإسلام بقيَمه الوسطية السمحة.. ولكن ليس من المُلائِم الحديث عن تفاصيلِ أيّ موضوعاتٍ، ما زالت قَيدَ التحقيق.

رابعًا: انطلاقًا من أنّ وثيقة «الأُخوّة الإنسانية»، التي وَقَّعَ عليها فضيلةُ شيخ الأزهر، وبابا الفاتيكان؛ تعكس الفهمَ الحقيقي للدين الإلهيّ الواحد، وتُجَسِّد الإدراكَ الواعيَ للمنهج الأزهري؛ فإننا قررنا ترسيخَها بوِجدان طلاب العلم، في قاعات الدرس، وعَبْرَ أنشطةٍ فكرية مُتبايِنة داخل الحَرَم الجامعي.

خامسًا: إنّ نجاح تَجرِبة الامتحان والتصحيح الإلكتروني بنظام «البابل شيت»، التي تمّ تطبيقها في بعض الكليات، خلال الفصل الدراسي الأول، دفَعنا إلى التفكير الجادّ فى التوسُّع المُنضبِط في هذه التجرِبة، وَفقَ جدولٍ زمنيّ مُحَدَّد، بمراعاة تدريب أعضاء هيئة التدريس، في إطار سَعينا إلى التحوُّل التدريجيّ لمنظومة الجامعة الذكية؛ لضمان تَكافؤ الفرص، ودقة وسرعة تقدير الدرجات؛ بما يُسهم في قياس المستوى التعليمي الحقيقي للطلاب، وتنمية القدرات الإبداعية لديهم.

سادسًا: تَعقد الجامعةُ دَوراتٍ تدريبيةً لرفع قدراتِ أعضاء هيئة التدريس والهَيئة المُعاوِنة والجهاز الإداريّ، ودَوراتٍ أخرى للطلاب، في مجال ريادة الأعمال.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قراءة (14036)/تعليقات (0)

بحث