الموضوعات

05 مارس, 2019

خلال ندوة "الشائعات وخطورتها على استقرار المجتمعات" برواق الجامع الأزهر.. د. عبد المنعم فؤاد: الشائعات من أخطر القضايا التي تُهَدِّد استقرار المجتمع

خلال ندوة "الشائعات وخطورتها على استقرار المجتمعات" برواق الجامع الأزهر.. د. عبد المنعم فؤاد: الشائعات من أخطر القضايا التي تُهَدِّد استقرار المجتمع

-د. إبراهيم الهدهد: مواجهة الشائعات أصبحت فريضةً مجتمعية يجب أن يلتزم بها الجميع

-د. عبد الفتاح العواري: كلمةٌ واحدة غيرُ صادقة كفيلة أن تُدَمِّرَ مجتمعًا بأكمله

-د. عطية لاشين: الإمام الأكبر لم يُحَرِّم ما أَحَلَّ الله تعالى ولم يخالف بكلماته ولا بآرائه أو فكره شرعَ الله تعالى

 

عقَد رواق الجامع الأزهر، مساء أمسِ الاثنين، ندوةً، تحت عنوان: "الشائعات وخطورتها على استقرار المجتمعات"، حاضَرَ فيها: أ.د/ عبد المُنعِم فؤاد، المُشرِف على الرواق الأزهري، وأ.د/ إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، وأ.د/ عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وأ.د/ عطية لاشين، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر.
قال الدكتور/ عبد المُنعِم فؤاد، في بداية الندوة: إن قضية الشائعات وانتشارها أصبحت من أخطر القضايا التي تهدد استقرار المجتمعات، وهي من الأمور التي انتبه لها الإسلام وحذّر منها رسولنا الكريم، حيث قال تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ"، مؤكدًا أن شبكاتِ التواصل الاجتماعي أصبحت مصدرًا مزعجًا للشائعات في الوقت الحاليّ، وأنه من الواجب على الشباب، خاصّةً الإعلاميين وأصحابَ الكلمة، أن يتنبهوا إلى خطورتها على استقرار المجتمع؛ حتى لا يتعرّضَ الوطن إلى هزّاتٍ فكرية واجتماعية.
وأكّد الدكتور/ إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، أن مواجهة الشائعات أصبحت فريضةً مجتمعية يجب أن يلتزم بها الجميع؛ وذلك لخطورتها الكبيرة على المجتمع، مُستشهِدًا بالشائعة التي انتشرت أيّام الرسول صلى الله عليه وسلم عن السيدة عائشة رضي الله عنها، وما أحدثته هذه الشائعة النكراء من تأثيرٍ أشبهَ بالزلزال في جيلٍ يُعَدّ هو أفضلُ ما عرفته البشرية، حتى وصل الأمر أنها أثّرت في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى أن أنزل الله تعالى براءة السيدة عائشة في سورة النور، موضّحًا أن الناس تُغلق عقولهم أمام الشائعة ويعظّمونها بأفواههم حين ينقلونها، حيث قال تعالى: "إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ".
من جانبه، أوضح الدكتور/ عبد الفتاح العواري؛ أن الرسول صلى الله عليه وسلم حارَبَ الشائعاتِ حربًا لا هوادةَ فيها؛ من أجل تحصين المجتمع المسلم من أيّ أكذوبةٍ تعمل على خلخلة استقراره وأمنه وسلامته، حيث جاء في الحديث الشريف عن النبيّ ﷺ: "وَإنَّ الْعبْدَ لَيَتَكلَّمُ بالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ تَعالى لا يُلْقي لهَا بَالًا يهِوي بهَا في جَهَنَّم"، مؤكّدًا أن الكلمة الواحدة التي لا تَمُتّ للصدق بصِلَةٍ كفيلةٌ أن تُدَمِّرَ مجتمعًا بأكمله، في حين أن كلمة صادقة عليها من البراهين والأدلة ما يؤيّد صدق وقوعها تَبني مجتمعًا بأسره وتعمل على أمنه واستقراره.
وعن الشائعة التي انتشرت مؤخرًا بأن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، خلال حلقة الجمعة الماضية من برنامج "حديث شيخ الأزهر"، قد حرّم التعدد في الزواج؛ قال الدكتور/ عطية لاشين، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: إن فضيلة الإمام الأكبر لم يُحَرِّم ما أَحَلَّ اللهُ تعالى، ولم يخالف بكلماته ولا بآرائه أو فكره شرع الله تعالي، حيث كان حديث فضيلة الإمام واضحًا عن فَوضى التعدد وتفسير الآية الكريمة المتعلقة بالموضوع، وكيف أنها تُقَيِّد هذا التعدد بالعدل بين الزوجات.
وتأتي هذه الندوة ضمن سلسلة ندوات "شبهات وردود"، التي يعقدها رواق الجامع الأزهر؛ بهدف تعزيز التواصل بين علماء الأزهر وجمهور الرواق، والحَثّ على تهذيب النفوس وغرْس القيَم والمبادئ الأخلاقية السوية، والإسهام في تَوعية أبناء المجتمع، وذلك في ضوء توجيهات فضيلة الإمام الأكبر، أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، لأبناء الأزهر كافّةً، بمُختلِف تخصصاتهم، بالنزول إلى أرض الواقع ومُعايَشة الجماهير وتَلَمُّس همومهم، والبحث عن حلولٍ ناجحة وواقعيّة للمشكلات المجتمعيّة.

قراءة (2494)/تعليقات (0)

كلمات دالة: الرواق الأزهري

بحث