الموضوعات

22 أكتوبر, 2017

بيان هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف بشأن أحداث منطقة صحراء الواحات

بيان هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف بشأن أحداث منطقة صحراء الواحات

(ولاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ).

     إنه في يوم الأحد 2 من صفر 1439هــ الموافق 22 من أكتوبر 2017م، اجتمعت هيئة كبار العلماء في جلستها الدورية، برئاسة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وناقشت عددًا من القضايا، ثم أصدرت البيانَ التاليَ:
تابعت هيئة كبار العلماء، بكل اهتمامٍ، الأحداثَ الأخيرة التي شهدتها منطقة صحراء الواحات في الجيزة، وما سبقها من تفجيراتٍ وهجماتٍ إرهابية إجرامية في سيناء، وتودّ التأكيد على الآتي:
تنعى هيئة كبار العلماء، ببالغ الأسى والألم معًا، إلى الشعب المصري أجمعَ، تلك الثُّلّةَ الطاهرة من شهداء الشرطة البواسل، الذين ارتقَوْا إلى جِنان ربهم، وهم يؤدون واجبهم الوطني المقدس، في سبيل توفير الأمن والاستقرار للعباد والبلاد، وإفشال مخططات تلك الحُفنة من الإرهابيين المفسدين في الأرض، المحاربين لله ورسوله، الذين استباحوا الدماء والأموال، وروّعوا الأبرياء والآمِنين، لا يبتغون من ذلك إلا الفساد في الأرض.
وتُشدّد هيئة كبار العلماء على أن المدى الذي وصل إليه إجرام هؤلاء الإرهابيين، والوضوح الجَليّ لأهدافهم الإجرامية -خاصّةً بعد الحوادث الإرهابية في سيناء- كل ذلك يوجب على المصريين كافّةً أن يحشدوا جهودهم من أجل دعم مؤسسات الدولة في حربها الشاملة ضد هذه العصابات الإرهابية، التي لم يَعُدْ يخفى على أحدٍ أن وراءها جهاتٍ خارجيّةً لا تريد الخير والاستقرار لمصرَ وشعبِها.
وتؤكد هيئة كبار العلماء ما سبق أن أعلنته في بياناتها، وما أكده الإمام الأكبر شيخ الأزهر مرارًا؛ من أن الإسلام: عقيدةً وشريعةً وأخلاقًا وتاريخًا وحضارة، بريءٌ من تلك الجماعات الإرهابية، وأن هذه القوى الظلامية خائنة لدينها ووطنها، قبل أن تكون خائنة لأنفسها، وأن الدين والعنف نقيضان لا يجتمعان أبدًا. وتلفت هيئة كبار العلماء إلى أن الأزهر الشريف، بكل مؤسساته وبجميع أبنائه، ماضٍ في جهاده، بالفكر والكلمة، ضد هذه الجماعات الإرهابية، مُسخِّرًا لذلك كل إمكاناته وما له مِن قَبولٍ لدى المسلمين في العالَمِ أجمعَ، وأن هذا الجهاد هو فريضةُ الوقت الذي لا تَعلوه فريضةٌ أخرى، ليس فقط لأن مِصرَنا العزيزة، وكثيرًا من بلاد العرب والمسلمين والعالَم، باتت مُهَدَّدةً بسبب هذا الوباء، بل أيضًا لأن الإسلام وشريعته السمحة، أصبحت هدفًا تُوَجَّه إليه سهام الحاقدين والمتربصين نتيجة تلك الثُّغرة الخبيثة.
هذا؛ وتُهيب هيئة كبار العلماء بالنُّخَب والمثقفين ووسائل الإعلام أن تُسَخِّرَ كلَّ جهودهِا من أجل دعم الشعب المصري ومؤسساته في حربه ضد الإرهاب، وأن تكون على مستوى الدماء الطاهرة والأرواح الغالية التي يبذلها جنودنا البواسل من قوات الشرطة والجيش، وأن يلتزموا بشرف المهنة وأمانة الكلمة، فليس مقبولًا أن يأتيَ السّبقُ الإعلامي والإثارة على حساب أمن جنودنا وسلامتهم، ولا أن تُستغلّ مشاعرُ الناس في هذه الحوادث المؤلمة من أجل الغمز واللّمز للنيل من الدولة ومؤسساتها.
وتتوجّه هيئة كبار العلماء إلى أهالي الشهداء بخالص العزاء والمواساة، وتُذَكِّرُهم بقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لأُمّ الشهيد: "إِنَّهَا جِنَانٌ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الْأَعْلَى" ، سائلةً اللهَ –عَزَّ وجَلَّ- أن يُلهِمَهم الصبرَ والسُّلوان. حَفِظَ اللهُ مصرَ من كلِّ سوءٍ ومكروه، وأبقى جنودَها البَواسلَ؛ حصنًا للوطن ودرعًا لأمن المواطنين وأمانِهم، وأسبغ على شهدائها الأبرارِ سحائبَ رحمتِه ورضوانِه، وأَنْعَمَ على المصابين بالشفاء العاجل.

قراءة (17282)/تعليقات (0)

بحث