الموضوعات

28 مارس, 2024

الإمام الأكبر يكشف سر اقتران اسم الله الكبير بالعلي والمتعال

الإمام الأكبر يكشف سر اقتران اسم الله الكبير بالعلي والمتعال

النبي دخل مكة فاتحًا خافضًا رأسه تواضعًا وخضوعًا لله عز وجل

على العبد أن يتخلق بأخلاق الله قدر ما تطيقه طبيعته البشرية

 

     كشف فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، عن سر اقتران اسم الله تعالى «الكبير» باسم الله العلي، واسم الله المتعال، حيث جاء في سورة لقمان في قوله تعالى: {وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}، وقوله في سورة الرعد: {عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ}، موضحًا أن كلمة «كبير» لو أُخذت ماخذًا لغويًّا صِرفًا، سوف نجد أنها تتطرق إليها صفات الحوادث أوالمخلوقات، فتكون بمعنى المسن أو المتضخم أو الأكبر جسمًا، وهي معانٍ حسية، فلما كان هذا الاسم قد يفهم منه بصورة أو بأخرى، أو قد يقود في دلالته أحيانًا -لغير المتنبه- إلى المعنى الحسي، فقد ورد في القرآن الكريم بهذا الضابط، العلي الكبير، والكبير المتعال، لافتًا إلى أن الاثنين يفهم منهما العلو، فهو الكبير المتعالي علوًّا مطلقًا؛ حيث يقطع أي شك في أن يكون هذا الكبير مما يجري عليه المعنى الحسي.

وعن فضل التسبيح بعبارة: “الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا”، أوضح شيخ الأزهر أنها من ذكر الله تعالى وتسبيحه ولها ثوابها، كما أنها وردت في بعض الأحاديث التي وردت فيها تكبيرات العيد، والتي منها حين دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة فاتحًا، ولم يكن حينها مظهره مظهر الفاتح، لكن كان خافضًا رأسه الشريف على ناقته غير متكبر، على الرغم من الإيذاء الذي طاله من أهلها، في حين أنه كان يستطيع بإشارة من أصبعه أن يهلكهم، لكن دخل وكان يقول: (لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده)، وهي مما ورد في تكبيرات العيد عند الإمام الشافعي رضي الله عنه، ولم يضف صلى الله عليه وسلم النصر إلى ذاته، قائلًا: «هؤلاء هم الأنبياء»، حيث تجرد من كل هذه العظمة التي كان هو سبب فيها، وتنطبق عليه لو أراد تماما، لكنه تجرد من الحول والطول وأسنده إلى الله سبحانه وتعالى.

وحول إطلاق اسم الكبير على عميد العائلة كما في صعيد مصر باعتبار أن هذا الشخص كبير في السن والمقام، لفت شيخ الأزهر إلى أن الكبير إذا وصف به العبد فالمعنى يكون ناقصًا جدًّا، حيث إن الكبر هنا ليس بمعنى السن، لكن معناه السيادة والسيطرة، وهي في العبد ناقصة، أما حينما تطلق على الله سبحانه وتعالى فهي مقدسة، ومقدس تعني منزه عن النقص، والناقصة مدنسة مشوبة تعتريها النواقص الموجودة في البشر، كالظلم والمجاملة والتحيز، أما الكبير حينما توصف به الذات الإلهية، فهو الكبير مطلقًا، المنزه عن كل ما يشين الكبير البشري، فالاشتراك في اللفظ وليس في المعنى.

وعن كيفية ترجمة اسم الله تعالى الكبير في حياتنا العملية، أوضح فضيلة الإمام الأكبر أن الإنسان عليه أن يتخلق بأخلاق الله قدر ما تطيقه طبيعته البشرية، مبينًا أن كل اسم من أسماء الله الحسنى له تجلٍّ، وله إيحاءات وإشارات، وأن المسلم الذكي هو الذي يتحقق ويطبق على نفسه قدر ما يستطيع جمال أو جلال هذا الاسم أو ذاك.

قراءة (57)/تعليقات (0)

بحث