28 يناير, 2020

مفكر مغربي: الإسلام دين الجنوح إلى السلم والبحث عن الأمن

قال الدكتور سعيد شبار، أستاذ التعليم العالي بجامعة السلطان مولاي سليمان، ورئيس مركز دراسات المعرفة والحضارة ببني ملال بالمغرب: إنّ الإسلام دين الجنوح إلى السلم، ودين البحث عن الأمن والطمأنينة، ودين الرحمة التي وسعت العالمين، ودين الحرية وعدم الإكراه، ولا يلجأ إلى إعمال القوة وإعلان الحرب إلا لرد عدوان، كما أن الأصل فيه بسط يد التعارف مع الأمم والشعوب وتلاقي الحضارات والثقافات المختلفة.

وأضاف الدكتور شبار خلال كلمته بالجلسة السادسة بمؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي أنه ينبغي تجديد الوعي بالإسلام بوصفه دينًا جاء من أجل الإنسانية جمعاء، وأن من معاني الدين الكبرى اعتباره للناس كلهم مستخلَّفين في الأرض ومكرَّمين من الله تعالى، وهذه المفردات: الاستخلاف، والتكريم، وغيرهما كالعدل، والحرية، والحق، والجمال، والسلم، والأمن وغيرها؛ هي ما ينبغي أن تنطلق منه كل صياغة تجديدية للفكر والعلم والمعرفة.

وحذر رئيس مركز دراسات المعرفة والحضارة بالمغرب من توهم البعض امتلاكه الحقيقة الدينية؛ محذرًا من أن توهم امتلاك الحقيقة الدينية الذي تتبناه جماعات الغلو يورث غرورًا وغلوًّا يجعلان صاحبه في موقع المُصْدر للأحكام على الناس، والمصنِّف لهم إلى طوائف، منها الناجي والهالك، دون أن ينظر إلى مدى تمثله هو نفسه لهداية تلك القيم والأحكام وموجباتها، لافتًا إلى أن جماعات الغلو لو ابتعدت عن هذا التوهم، وجَددت من فكرها ووعيها بالدين، لتجنبت مدخلًا أساسيًّا من مداخل إشاعة التشدد والفتنة بين المسلمين باسم الدين؛ ولأدركت حقيقة اليسر فيه ورفع الحرج وإعنات الناس.

وأكّد الدكتور سعيد شبار أنه لا يجوز بأي حال الاعتداء على أي مواطن نفسًا أو مالًا أو عرضًا أو عقلًا، ولا على أية هيئة من هيئات الوطن، جيشًا أو شرطة أو قضاة أو محامين أو مهنيين أو غيرهم، فضلًا عن الذين أمَّنهم الوطن من السياح وجعلهم تحت حراسته يحفظ وجودهم ويصونه، لافتًا إلى أن الخلاف في حالات اشتداده إنما يكون سلمًا لا عنفًا وبقانون المجتمع والدولة، لا برأي الأفراد والجماعات واختياراتهم.

ويعقد الأزهر الشريف هذا المؤتمر على مدار يومي الإثنين والثلاثاء 27-28 يناير 2020، بحضور شخصيات دينية وسياسية بارزة من 46 دولة، ويتضمن سبعة جلسات نقاشية، تركز محاورها على أطر مفاهيم التجديد، وآلياته، وتفكيك المفاهيم المغلوطة، وقضايا المرأة والأسرة، ودور المؤسسات الدولية والدينية والأكاديمية في تجديد الفكر الإسلامي.


كلمات دالة: مؤتمر التجديد 2020