كتب – حامد سعد:
حصل الباحث حسن مصطفى حسين أحمد، بكلية الإعلام جامعة الأزهر بالقاهرة، والصحفي بـ "صوت الأزهر" على درجة التخصص الماجستير في الاعلام في موضوع بعنوان "صورة مصر في المواقع الإلكترونية الأجنبية الموجهة باللغة العربية بعد ثورة يناير 2011م".
وأعلن الباحث أن موضوعه يوضح بناء وتكوين صورة إعلامية لدى شعوب الدول النامية تجاه دول العالم المحيطة بهم من الموضوعات المهمة في بحوث الإعلام حول العالم، حيث تتعامل دراسات الصورة في مجال الاتصال مع ما تقدمه وسائل الإعلام من خصائص معينة للدول أو الشعوب أو الأفراد، موضحاً أن الاهتمام بالتخصص تزايد مؤخراً مع تعاظم دور وسائل الإعلام الحديثة، وما أفرزته ثورة المعلومات والاتصالات من أشكال مختلفة من تلك الوسائل الإعلامية كالمواقع الإلكترونية الإخبارية، والفضائيات الرقمية، زاد تأثير الإعلام بشكل ملحوظ، وأصبح له أثر كبير في التأثير على اتجاهات وأفكار الشعوب، وأصبح المتحكم في رسم صورة الدول والشعوب بشكل كبير، ولهذا توسعت دول العالم في دراسة صورتها، بشكل خاص في أوقات الأزمات، كالثورات، والقلاقل السياسية للتعرف على طبيعة صورتها في العالم.
وأوضح الباحث أن المواقع الإلكترونية الإخبارية الدولية الموجهه شأنها كافة وسائل الإعلام الدولية الأخرى، وتعتبر أداة من أدوات السياسة الخارجية للدول التي توجهها، لأنها تمارس دورا يزداد أهمية في الشرح والتفسير والتعليق على الأحداث الدولية، خاصة عندما تثور متغيرات دولية كبرى، تتطلب تحليلا مستفيضا، مشيراً إلى أنه في ظل التحدي بين وسائل الإعلام بما فيها الوسائل الإلكترونية، وأصبحت تشكل مظهرا هاما وأوليا من الصحافة الإلكترونية، لافتاً إلى أن دراسة الصورة التي ترسمها تلك الوسائل الإعلامية الجديدة، تعني أهمية كبيرة في فهم بعض جوانبها، وكيفية التعامل معها.
وكشف مصطفى أن الدراسة تضمنت كيفية صناعة الصورة الدبلوماسية والشعبية، وصانعو الصورة الإعلامية ومخططو السياسات الإعلامية، كما ألمت الدراسة مبحثا خاصا عن ثورة 25 من يناير، بالإضافة لفصل كامل عني بالمواقع الإلكترونية من حيث النشأة والتطور، كما ألقت الدراسة الضوء على المواقع الإلكترونية عينة الدراسة، مشيراً إلى أنها سعت إلى التعرف على ملامح صورة مصر الإيجابية والسلبية وأهم القضايا والمواقف التى تبرزها المواقع الإلكترونية الإخبارية الدولية لمصر بعد أحداث ثورة يناير, والكشف عن اتجاهات هذه الدول من الأحداث الجارية فى مصر ومدى انعكاس صورة مصر بعد الثورة، بالإضافة إلى مضمون محتوى المواقع الإخبارية الدولية الموجهة باللغة العربية من دول العالم، منذ قيام ثورة 25 يناير وحتى 2015م، بهدف تفسير وتحليل طبيعة الصورة التي تقدمها تلك المواقع الإخبارية عن مصر.
أهداف الدراسة
و تسعى الدراسة إلى تحقيق جملة من الأهداف أبرزها تحديد الأبعاد والسمات الرئيسة لصورة مصر وفق ما ترسمه المواقع الإلكترونية الإخبارية العالمية الموجهة، و الوقوف على حدود التطابق والتباين في الصورة المرسومة لمصر وفق الدور الذي تقوم به المواقع الإلكترونية الإخبارية الموجهة في رسم تلك الصورة، مع تشخيص ميادين ومجالات الشأن العام الذي تركز عليه المواقع الإخبارية الموجهة في مجال رسم الصورة الإعلامية وملامح وأبعاد صورة كل ميدان منها، والكشف عن صورة القوى الفاعلة المصرية في المواقع الإلكترونية الإخبارية الموجهة بعد ثورة يناير والتي شكلت صورة مصر، ورصد محتوى المواقع الإلكترونية الإخبارية الموجهة للوقوف على ملامح صورة مصر في الداخل والخارج.
التوصيات
وتوصل الباحث إلى عدة توصيات أهمها أنه لابد من إجراء المزيد من الدراسات البحثية والإعلامية على المواقع الإلكترونية الإخبارية الموجهة باعتبارها مصدرا إعلاميا مهما ذو تأثير كبير، نظراً لما تتمتع به المواقع من يسر الاستخدام وسهولة الوصول، ونقل الحدث بشكل مباشر من خلال الإمكانيات التكنولوجية العالية التي تتيح نقل البث بسرعات عالية، والاهتمام بتطوير موقع وكالة أنباء الشرق الأوسط وتعديد اللغات التي يتضمنها الموقع وإتاحته من خلال تطبيق على الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب المتطورة، والاهتمام بمحتواه نظرا لأن القوى القادمة والمسيطرة هي القوى التكنولوجية والإعلامية، مع الاهتمام بدراسة صورة مصر واستكمال ماتوقف عنده البحث لإظهار صورة مصر في الوسائل الإعلامية الحديثة، بجانب الاهتمام بدراسة الدبلوماسية العامة والعلاقات الدولية وعلاقة الإعلام بالسياسة العالمية، وإنشاء أقسام خاصة بكليات الإعلام تعني بدراسة الدبلوماسية العامة والشعبية ودورها في تحسين العلاقات الدولية، مشددا على أهمية دراسة صورة مصر في المواقع الالكترونية الإخبارية والموجهه بلغات أخرى لدول العالم لمعرفة ماذا يبث الغرب للغرب عن مصر والعالم العربي، وإجراء المزيد من الدراسات الإعلامية حول دور القوى الناعمة والدبلوماسية العامة والشعبية في تحسين صورة مصر في العالم، والتصدي للتشويه الدائم لصورة مصر والعرب، بجانب إنشاء قنوات عربية موجهة، وموقع إلكتروني شامل للهيئة المصرية العامة للاستعلامات بلغات متعددة إلى العالم الغربي بجميع اللغات الأجنبية للتصدي لمحاولات التشويه التي يتهم بها العرب، وشرح القضايا المصيرية الخاصة والرد على الاتهامات الموجهة إلى 30 يونيو، واستخدام الدبلوماسية الشعبية وتقويتها ودعمها لمساعدة الدبلوماسية الرسمية في مهامها.
وقررت اللجنة المشكلة منح الباحث حسن مصطفى حسين أحمد، درجة التخصص الماجستير فى الإعلام بتقدير عام ممتاز، وأشادت بموضوع الرسالة وجهد الباحث، في حضور الدكتور محمد أبوزيد الأمير، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية.
أشرف على الرسالة وناقشها الدكتورة فؤادة البكري، أستاذ الإعلام بكلية الآداب جامعة حلوان، مشرفا ورئيسا، والدكتور أحمد زارع، وكيل كلية الاعلام بجامعة الأزهر، والمتحدث الرسمى للجامعة، مشرفا مشاركا، والدكتور عرفة أحمد عامر، وكيل كلية الإعلام السابق بجامعة الأزهر، مناقشا داخليا، والدكتورة ابتسام الجندي، عميد إعلام جامعة MSA مناقشا خارجيا.