كتب حسن مصطفى:
عكف الأزهر الشريف طيلة خمس سنوات، على تطوير مناهج التعليم الأزهري بشكل كامل، وذلك منذ أن أصدر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، القرار رقم 8 لسنة 2013 بتشكيل مجموعة من اللجان، لإصلاح وتطوير التعليم الأزهرى فى كل مراحله، وعلى مدار تلك السنوات استطاع الأزهر الانتهاء من أكثر من 90% من التطوير، بفضل جهود لجان تطوير المناهج التى شكلها فضيلة الإمام الأكبر وأسندت رئاستها لفضيلة وكيل الأزهر، وقد انتهت اللجنة تمامًا من مراجعة وإعادة صياغة المناهج بشكل معاصر ومرتبط بالواقع وينطلق من التراث الإسلامى، والطابع الأزهري.
وقد شمل التطوير حذف أبواب معينة فى مادة الفقه على المذاهب المختلفة فى بعض المسائل التى لا تتعلق بواقعنا المعاصر، كما تم ترحيل باب الجهاد من المرحلة الإعدادية إلى المرحلة الثانوية، فيما تم إقرار أبواب معينة في مادة الحديث الشريف، تتصل بالواقع، كما تم دمج بعض المواد مع بعضها كمواد الحديث والتفسير والتوحيد والسيرة، والتي كان لكل مادة منها كتاب مستقل، وقد تم دمجها في كتاب واحد وهو كتاب أصول الدين، كما تم إقرار تدريس مادة تعنى بالثقافة الإسلامية وضعها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وتتضمن العديد من القضايا التى تتصل بواقعنا، مع تنمية روح الانتماء للوطن، والرد على كل الأفكار الهدامة ومعالجة القضايا المعاصرة وتصحيح المفاهيم المغلوطة. كما تم التطوير في طريقة العرض والأسلوب.
وأشار الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، إلى أن اللجنة التى شكلها فضيلة الإمام الاكبر ضمت أكثر من 100 خبير من داخل وخارج الأزهر، وعملت بشكل متواصل طوال الفترة الماضية، فى تطوير وتعديل جميع مقررات التعليم ما قبل الجامعي في الأزهر، بالإضافة لمراجعة مناهج جامعة الأزهر، والتى تضم 80 كلية، منوها عن أنه سيتم تقييم المناهج الدراسية كل ثلاث سنوات.
وأوضح وكيل الازهر أن التطوير الذي تم بالمناهج الجديدة، والمقررات الدراسية بالأزهر، شملت تبسيط العبارات التراثية بعبارات معاصرة سهلة، وحذف الاستطرادات المطولة في الكتب، كما تم حذف بعض الأبواب التى لم تعد مرتبطة بالعصر، بالإضافة إلى ضم فروع العلم الواحد في مادة واحدة فى المرحلة الإعدادية، حيث جمعت المواد في مادة أصول الدين، واللغة العربية، والفقه، مع حذف المتون والإبقاء على الشرح المعاصر، وبالنسبة للمرحلة الثانوية فقد أبقى على المتون مع شرحها شرحا معاصرًا، وتم استبدال النصوص التي يمكن أن يؤولها المتشددون تأويلا خاطئا، واستبدلت بنصوص صريحة.
من جانبه، أكد الدكتور محمد أبو زيد الأمير، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، أن التطوير فى المناهج التعليمية بالمعاهد الأزهرية قد تم بشكل كامل، وتم عرضها على الجمهور العام فى معرض الكتاب الأخير، وأثنى عليها الجميع، مشيرا إلى أنه تم خلال السنوات الماضية تطوير 44 كتابا في مراحل التعليم الأزهري المختلفة، بالتعليم قبل الجامعي، من خلال لجنة تطوير المناهج، والتي بذلت مجهودا كبيرًا في التطوير، ليكون الطالب الأزهري مواكبا لمتغيرات العصر، ووجود استراتيجية شاملة للتطوير والإصلاح وتجديد الخطاب الديني.
واكد الأمير أن المناهج الأزهرية بعد التطوير أصبحت مواكبة للعصر تمامًا، وذلك بفضل اهتمام فضيلة الامام الاكبر، والعمل الدؤوب للجان التطوير على مدار الفترة الماضية، والتى كانت تعمل كخلية نحل من أجل سرعة تحديث وتطوير المناهج لتصبح مناهج عصرية تلبي حاجة المجتمع وتتماشى مع فقه الواقع.