كتب: لطفي عطية
طالبت دراسة أزهرية بالبحث والتنقيب في شعر فحول الشعراء الجاهليين الذين أثروا الشعر العربي بدواوينهم الجميلة والغنية بجمالات اللغة العربية، مبينة أن الشعر العربي به من الكنوز التي لا تحصى والإ بداعات في جميع فنون الشعر المختلفة ومذاقاته، تثريها وتعمقها، وتكشف عن جوهر الإنسان العربي والشاعر العربي في نظرته لكل ما يحيط به في الكون.
وأشار الباحث أحمد شوقي محمد بطحيش المعيد بقسم البلاغة والنقد في كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بدسوق من خلال أطروحته بعنوان «ديوان الأسود بن يعفر النهشلي دراسة بلاغية نقدية " لنيل درجة الماجستير والتي نوقشت في كلية اللغة العربية بالزقازيق، وحصل على تقدير ممتاز مع التوصية بطبع الرسالة وتداولها بين الجامعات، إلى أن الشاعر الأسود بن يعفر النهشلي من أشهر هؤلاء العرب الذين لهم باع كبير في الشعر العربي.
وقال الباحث إن الرسالة تهدف إلى التعرف على خصائص هذا الشاعر من خلال التحليل البلاغي لشعره، وإبراز أهم القضايا النقدية فى ديوانه، والموازنة بين معانيه ومعاني الشعراء الذين تأثر بهم أو أثر فيهم. وتوصلت الدراسة إلى بعض النتائج أهمها: إن شعر الأسود بن يعفر غرض الوصف أكثر الأغراض شيوعا فيه، ووصف الشباب من أبرز الموضوعات التي تناولها في الوصف، وظهرت خاصية التعبير عن المعنى الواحد بصور متعددة في شعره بشكل لافت، مشيرًا إلى أن ظاهرة الترقي في عرض المعانى كانت ملازمة للشاعر في معظم أغراضه، وبخاصة في وصف الشباب، وأتى وصف الفرس والناقة والثور الوحشي معبرًا عن نفس الشاعر وذلك من خلال إشارات ضمنها حديثه في هذه الموضوعات الشعرية.
وبين بطحيش أن ما يميز شعر الأسود غياب المقدمات الطللية الذى كان سمة له في مقدمات قصائده، واستبدل الوقوف على الطلل بالشكوى من الدهر، والبكاء على الشباب في كثير من مطالع قصائده، وأن شعره جاء في المدح والفخر والرثاء والهجاء معبرًا عن نظرته تجاه مجتمعه، ولكن غلبت عليه النزعة الذاتية، فكانت هذه الأغراض تجسيدا لفلسفته في الحياة.
وأوصت الدراسة بتتبع شعر الأسود بن يعفر النهشلي من النواحي اللغوية والنحوية والصرفية، فديوانه مجال خصب لهذه الدراسات، وبتتبع شعر الطبقة الخامسة التي صنف فيها الشاعر والمقارنة بين شعر هذه الطبقة، والوقوف على العوامل المشتركة التى دفعت محمد بن سلام إلى ضمهم في طبقة واحدة.