19 أبريل, 2017

"البعوث الإسلامية".. أمسية دينية بمناسبة ذكرى "الإسراء والمعراج"

"البعوث الإسلامية".. أمسية دينية بمناسبة ذكرى "الإسراء والمعراج"

نظَّمت إدارة رعاية الشباب بمدينة البعوث الإسلامية أمسية دينية بمناسبة "ذكرى الإسراء والمعراج"، بمسجد مدينة البعوث الإسلامية، عقب صلاة المغرب، يوم الأربعاء19/4/2017م.

وقد افتتحت الأمسية بآيات من الذِّكر الكريم تلاها القارئ الشيخ/ عبد اللطيف السيد، وأعقبها كلمة للدكتور/ عبد العزيز عبد اللطيف مبروك، رئيس القسم الثقافي بالمدينة، والتي أكد فيها أنَّ الإسراء لم يكن مجرد معجزة من المعجزات التي أجراها الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم لتكون دليلا على صدق دعوته، وإنما كان الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم مظهرًا من مظاهر تشريف النبي صلى الله عليه وسلم بالمثول بين يدي الله تعالى، وتحقيقًا لكل معاني التكريم والإجلال.

وتحدث الأستاذ الدكتور/ إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر سابقًا، قائلا: إنَّ من الحوادث العظيمة التي وقعت في الإسلام، حادثة الإسراء والمعراج، وذلك بعد اشتداد أذية قريش وتكذيبها للنبي صلى الله عليه وسلم، وموت أم المؤمنين خديجة، فكانت تطمينًا للنبي صلى الله عليه وسلم وربطًا لقلبه.

 وأضاف: ولقد وقع الإسراء والمعراج في ليلة واحدة بالجسد والروح معًا، وفي هذا اليوم ركب نبينا صلى الله عليه وسلم البراق، وهو دابة دون البغل وفوق الحمار، فأُسري به إلى بيت المقدس، حيث التقى بالأنبياء عليهم السلام، وصلى بهم ركعتين، فكانت هذه الإمامة إقرارًا بأن الإسلام كلمة الله الأخيرة إلى خلقه أخذت تمامها على يد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. ثم عُرج به إلى السماء السابعة، مرورًا بالسماوات الست، حيث التقى مرة أخرى بالأنبياء آدم ويوسف وإدريس وعيسى ويحيى وهارون وموسى وإبراهيم عليهم السلام، ووصف لنا النبي صلى الله عليه وسلم ما رآه من آيات ربه الكبرى، فقد رأى البيت المعمور، وهو بيت في السماء يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه إلى قيام الساعة، ورأى سدرة المنتهى، قال تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى}، ووصف لنا أنهار الجنة وبخاصة الكوثر، الذي حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف، وطينه المسك، وأُتي النبي صلى الله عليه وسلم بإناء فيه خمر، وآخر من لبن وآخر من عسل، فأخذ اللبن، فقال له جبريل: هي الفطرة، ولو أخذت الخمر لغوت أمتك، ورأى نبينا صلى الله عليه وسلم أصنافا من الناس يعذبون، فمن ذلك رؤيته لأناس لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم لأنهم كانوا يغتابون الناس في الدنيا ويقعون في أعراضهم، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم أقواما تُقرض شفاههم وألسنتهم بمقاريض من نار، فسأل عنهم فقيل له هم خطباء أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون.

 وتابع: وفي هذه الرحلة المباركة فرضت الصلاة، ففرض عليه خمسين صلاة في اليوم والليلة، وشُرعت في السماء لتكون الصلاة معراجا ترقى بالناس كلما تدنت بهم شهوات النفوس وأعراض الدنيا، ولقد نصح نبي الله موسى عليه السلام نبينا صلى الله عليه وسلم أن يراجع ربه في أمر الخمسين صلاة؛ لأن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أضعف أجسادا وقلوبا وأبصارا وأسماعا، ففعل النبي صلى الله عليه وسلم بمشورة موسى عليه السلام فخفف الله عنه عشر صلوات، ثم أشار عليه نبي الله موسى أن يراجع ربه تارة أخرى، فخفف الله تعالى عشر صلوات أخرى، ثم أخرى حتى بلغت خمس صلوات في اليوم والليلة، بخمسين صلاة في الأجر.

وفي ختام كلمته استعرض الأستاذ الدكتور/ إبراهيم الهدهد، الدروس المستفادة من الإسراء والمعراج،ومنها: أنَّ الصلوات الخمس شرعت فيه، شرعها الله لتكون معراجا يرقى بالناس كلما تدلت بهم شهوات النفوس وأعراض الدنيا، فالصلاة صلة بين العبد وربه، تقوَّي إيمانه، وتنهاه عن الفحشاء والمنكر.

وقال: إننا نلمح أواصر القربى بين الأنبياء كلهم الذين أمرنا الله بالإيمان بهم جميعا وهم الذي بادلوا النبي التحيات والدعوات قائلين: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح.

وأضاف: أنَّ صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء إمامًا؛ تدل على وحدة الأنبياء في دعوتهم، فالكل جاء بالتوحيد الخالص من عند الله تعالى. أيضًا تدل على أن النبوة والرسالة قد انقطعت فلا نبوة ولا رسالة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومع نهاية الأمسية ألقى الشيخ/ عبد الله حجازي، مجموعة من الإبتهالات الدينية.

قراءة (2359)/تعليقات (0)

كلمات دالة: