- لم يُكَفِّر الأزهر داعش، لأنك لن تستطيع أن تُكَفِّرَ شخصًا، ولا أن يخرج هو من الإسلام إلا إذا جحد وأنكر شيئًا مما أدخله فيه.
فمن دخل الإيمان بإيمانه بالله وملائكته وكتبه-التوراة والإنجيل والقرآن- ورسله وبالقدر، فإذا أنكر واحدًا من أركان الإيمان فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه.. ولا خلاف في أن قتل النفس التى حرم الله إلَّا بالحق كبيرة بل من أكبر الكبائر، وهنا نتساءل كما تساءل فضيلة الإمام أثناء حواره مع طلاب جامعة القاهرة: ما حكم شخص يؤمن بأركان الإيمان السابق ذكرها، ويشرب الخمر ويرتكب إحدى الكبائر، هل يصبح كافراً؟
فهل نستطيع أن نحكم عليهم بالكفر؟ لا نستطيع أن نكفرهم، ومع هذا فإنهم مفسدون فى الأرض خارجون على أنظمة الدُّوَل ، ويُحْكَم عليهم بأنهم من المفسدين فى الأرض، وقد قال الله سبحانه وتعالى فى شأن المفسدين فى الأرض: «إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادًا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزى فى الدنيا ولهم فى الآخرة عذاب عظيم». فالأزهر لا يحكم بالكفر على أحد حتى لا يقع فى الجريمة نفسها التى وقع فيها هؤلاء المفسدون، لأننا إذا كَفَّرنا مرتكب الكبيرة، فنحن بذلك قد وقعنا فيما نلومهم عليه الآن.
حتى الآن ورغم المطالب الكثيرة بتجديد الخطاب الدينى تظل المناهج الأزهرية تتضمن أفكارًا تكفيرية ومتطرفة لم يبادر الأزهر إلى تنقيتها، وكذلك بعض كتب التراث، فهل هذه المناهج وتلك الكتب أكثر قدسية من أرواح الأبرياء الذين يُقتلون بسبب ما تتضمنه من أفكار؟
أولًا: الأزهر يتبنى الفكرة التى أرساها النبى صلى الله عليه وسلم، وهى: "قدسية الإنسان من قدسية رب الإنسان": «الإنسان بنيان الرب، ملعون من هدم بنيانه»..
ثانيًا: تجديد الخطاب الدينى لا يعنى بحال من الأحوال الانفصال عن التراث ولكن «تنقيحه» و«وضعه فى سياقه»، ويجب أن نوضح أن الأزهر دَرَّس كتب التراث وسيُدَرِّسها على اعتبار أنها «تراث» كأى تراث إنسانى به الصواب المقبول والخطأ الذى يجب أن يُجتنَبَ ويُرَدَّ عليه، فالإشكالية ليست فى كتب التراث وإنما فيمن يتعامل معه من غير المختصين، مثل كتب الطب إن طبق شخص غير مختص ما فيها فأمسك المشرط وقام بعملية جراحية فسوف يقتل به أبرياء أيضًا، بالمثل كتب التراث التى تدرس فى الأزهر إن تعامل معها شخص غير مختص فسوف يسىء فهمها، وهذا هو سبب أن الإرهابيين من غير خريجى الأزهر.