29 أبريل, 2017

"الذئاب المنفردة" لطالبان تربك الأمن الأفغانى

"الذئاب المنفردة" لطالبان تربك الأمن الأفغانى

كما تنبأ مرصد الأزهر باللغات الأجنبية، لم تكن الجريمة التى نفذتها إحدى الخلايا النائمة التابعة لحركة "طالبان"، داخل هيكل القوات الأمنية الأفغانية، يناير الماضى، استثنائية؛ حيث قام خلالها أحد الضباط فى مديرية "المار" بولاية "فارياب"، الواقعة شمال أفغانستان، بقتل ثمانية من زملائه رميًا بالرصاص بعد تخديرهم، ولا تشير الحوادث التى وقعت خلال شهر مارس الماضى إلى نجاح طالبان فى اختراق الأجهزة الأمنية فقط، وإنما تشير إلى سيطرتها -بشكل كبير- على الأجهزة الأمنية؛ ففى مطلع الشهر أطلق شرطى أفغانى -موالٍ لـ "طالبان"- النار على زملائه بينما كانوا يَغِطّون فى نومهم، عند حاجز تفتيش فى "لشكر كاه" كبرى مدن ولاية "هلمند" جنوبى البلاد؛ ممّا أدى إلى مصرع أحدَ عشرَ شخصًا، ليلوذ بعدها بالفرار حاملًا معه كل الذخائر والأسلحة النارية التى كانت فى المكان.

وفى منتصف مارس، تكررت الحادثة مع بعض الاختلاف فى التفاصيل؛ حيث أعلن "حاجى أسد الله كاكار"، عضو مجلس إقليم "زابول"، جنوب أفغانستان، فى الحادىَ عشرَ من مارس، مقتل ثمانية من أفراد الشرطة، فى نقطة تفتيش تابعة للشرطة المحلية فى قرية "لويشور"، بمنطقة شينكاى"، على يدى اثنين من زملائهم قبل أن يلوذا بالفرار. وفى ولاية "قندوز" شمال شرق البلاد، تمكنت عناصر "طالبان" من اختطاف أحد العناصر الشرطية بالولاية، وأغرته بالمال مقابل اغتيال زملائه؛ وبالفعل نفّذ هذا العنصر ما طلبته منه الحركة، وقام فى الثالث والعشرين من مارس بإطلاق الرصاص على زملائه، عند حاجز أمنى على طريق "قندوز- على آباد"؛ ممّا أسفر عن مقتل 9 منهم، بحسب وسائل إعلام محلية. بدوره صرّح "محفوظ الله أكبرى"، المتحدث باسم شرطة المنطقة الشمالية: "لاذ المهاجم الذى يحتمل أنه كان على صلة بـ "طالبان" بالفرار، بعد الاستيلاء على أسلحة ومعدات أخرى"؛ كما تحدثت تقارير أخرى عن إشعال المهاجم النيران فى الجثث، وأن حركة "طالبان" قد أعلنت تبنيها للحادث، وذلك فى رسالة عبر تطبيق "تليجرام"، مع نفى إضرام النار فى الجثث.

ويهدف هذا النوع من الهجمات إلى إرباك القوات الأمنية الأفغانية، عبر استنزاف معنويات قوات الأمن، وزَرْع الشك فيما بينهم؛ وحَفْز الآخرين إلى الانضمام إلى "طالبان"؛ مما يشير إلى اندلاع المزيد من الأحداث المماثلة خلال الأيام المقبلة. جدير بالذكر أن مثل هذه العمليات تتفق -مع الفارق- مع استراتيجية الذئاب المنفردة التى يتبناها تنظيم "داعش" الإرهابي؛ غير أن "طالبان" يستهدف عناصر الأمن فقط -كما سبقت الإشارة- وربما يملك المزيد من الخلايا النائمة فى مؤسسات الدولة؛ كالمخابرات والقوات المسلحة وغيرها من المؤسسات السيادية فى الدولة، التى تنتظر اللحظة المناسبة للقيام بدورها فى قتل المزيد من الأبرياء.

قراءة (1866)/تعليقات (0)

كلمات دالة:
1345الأخير