وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسى مجموعة من الرسائل المهمة خلال زيارته لعدد من دول الخليج، التى بدأها من الكويت، وخلال جلسة مباحثات مع الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، أكد الرئيس السيسى أن أمن الخليج من أمن مصر، التى تقف إلى جانب أشقائها فى مواجهة أية تهديدات إقليمية أو خارجية.
ورحّب أمير دولة الكويت، فى جلسة مباحثات رسمية، بالرئيس عبدالفتاح السيسى، مؤكدًا قوة العَلاقات المصرية-الكويتية المتميزة، وما يجمع بين البلدين من تاريخٍ مشترك ومصيرٍ واحد، وَفقًا لما صرح به السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية.
وأشار أمير دولة الكويت إلى المكانة الخاصة التى تحظى بها مصر وشعبها لدى الشعب والحكومة الكويتية، لما قدمته مصر على مدار عقود فى سبيل التصدى لما يتعرض له الوطن العربى من تحديات وتهديدات، وما تقوم به مصر من دور محورى، باعتبارها دعامة رئيسية لأمن واستقرار دول الخليج والوطن العربى بأكمله.
من جانبه، أعرب الرئيس السيسى عن تقدير مصر قيادة وشعبًا للمواقف المقدرة التى اتخذتها دولة الكويت الشقيقة بقيادة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إزاء مصر، ومواقفها الداعمة لإرادة الشعب المصرى، مؤكدًا أن الشعب المصرى لن ينسى هذه المواقف التى عكست أصدق معانى الأخوة والدعم، مشيرًا إلى تطلع مصر لتعزيز علاقات التعاون الثنائى مع الكويت فى جميع المجالات، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.
وتوافقت رؤى الجانبين بشأن ضرورة تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، وعن أهمية تضافر جهود المجتمع الدولى من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للأزمات التى تشهدها بعض دول المنطقة، بما يحافظ على كيانات ومؤسسات تلك الدول ويحمى وحدتها الإقليمية ويصون مقدرات شعوبها.
واختُتمت المباحثات بتجديد الرئيس السيسى الدعوة لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، لزيارة مصر، وهو ما رحب به أمير الكويت واعدًا بتلبية الدعوة فى أقرب وقت.
ثم توجه الرئيس السيسى إلى مملكة البحرين، وكان فى استقباله الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، كما أقيمت له مراسم الاستقبال الرسمى بقصر الصخير الملكى، الذى استقبله فيه عدد من كبار المسئولين، على رأسهم الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس وزراء البحرين، والأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة، ولى العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء.
وفى جلسة المباحثات الثنائية، التى عقدها الجانبان والتى أعقبتها جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدى البلدين، استهلها الملك حمد بالترحيب بالرئيس السيسى، والإشادة بعودة مصر إلى موقعها الطبيعى فى العالم العربى بعد الأحداث التى شهدتها على مدار السنوات الماضية، وبدور مصر المحورى فى المنطقة والتى لم تَألُ جهدًا إزاء دعم ومساندة دول الخليج والعالم العربى، وحرصت دومًا على الاضطلاع بدورها المهم كركيزة أساسية للأمن والاستقرار بفضل ما تتمتع به من شعب عظيم وتاريخ عريق ومؤسسات قوية.
ولفت الملك حمد إلى مساهمات أبناء مصر فى تحقيق التنمية بالبحرين، وتقديره لدعم مصر للبحرين فى مختلف القضايا. وإلى السياسات الحكيمة التى تتبعها مصر إزاء القضايا العربية، خاصة الوضع فى ليبيا، وحرص مصر على مساعدة الأشقاء فى ليبيا للتوصل إلى تفاهمات تؤدى إلى استعادة الاستقرار هناك.
بدوره، أعرب السيسى عن تقديره لملك البحرين وحفاوة الاستقبال، وعلى ما تتسم به العلاقات المصرية البحرينية من تميز وخصوصية، وما يجمع البلدين من تاريخ مشترك ومصير واحد، ولفت السيسى، إلى أن ما استطاعت مصر إنجازه خلال السنوات الماضية على صعيد تدعيم الأمن والاستقرار تم بفضل وعى شعبها وعدم سماحه لأحد بالتدخل فى الشأن المصرى، وإلى تطلع مصر لتعزيز علاقات التعاون الثنائى مع البحرين فى جميع المجالات من أجل تحقيق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.
وشدد السيسى على أهمية التصدى لمحاولات التدخل فى شئون الدول العربية، وعدم السماح بالمساس بأمن واستقرار أشقائها فى دول الخليج، باعتبار أن أمن الخليج يعد جزءًا من أمن مصر.
وتوافقت رؤى الجانبين على أهمية مواصلة العمل على توحيد الصف العربى وتضامنه لتعزيز القدرة على مواجهة كافة التحديات التى تتعرض لها المنطقة العربية، والتصدى لمساعى زعزعة الاستقرار والنيل من مقدرات الشعوب العربية.
وفى ختام المباحثات، منح ملك البحرين الرئيس السيسى وسام «الشيخ عيسى آل خليفة»، أرفع وسام بحرينى، امتنانًا وتقديرًا لمساندة مصر الدائمة للبحرين، وتبادل الجانبان التقدير والامتنان على الجهود التى قامت بها البلدان؛ من أجل تعزيز التعاون والسعى لتحقيق وحدة الصف العربى وتبنى القضايا المصيرية، وعلى عمق العلاقات التاريخية الوطيدة التى تجمع بين البلدين، وحرصهما على مواصلة العمل على تعزيز وتطوير التعاون بين البلدين فى جميع المجالات، خاصة على الصعيد البرلمانى، واضعين فى الاعتبار ما سيساهم به ذلك فى تعزيز التواصل بين البلدين على المستويين الرسمى والشعبى.
محمد الصباغ