12 مايو, 2017

قوافل الأزهر للسلام تغزو ربوع أفريقيا الوسطى

قوافل الأزهر للسلام تغزو ربوع أفريقيا الوسطى

نشر الأزهر الشريف على مدار تاريخه الكثير من مبادئ الشريعة الإسلامية فى مختلِف ربوع أفريقيا، وذلك بنشر تعاليم الإسلام الصحيحة من خلال احتضان وتعليم وتأهيل الكثير من الأفريقيين بالسماح لهم بالتعلّم فى رحاب الأزهر الشريف.

ولهذا لم يكن غريبًا أن تُرشّح مجموعة من أبناء أفريقيا الوسطى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف للحصول على جائزة نوبل للسلام، وذلك لفضله فى وجود وقيام الأزهر خلال الفترة الماضية بجهودٍ كبيرةٍ هناك على مختلِف المستويات، فضلًا عن جهود فضيلة الإمام الأكبر المضنية فى الدفع بالقوافل الدعوية لنشر السلام، وأرسل الأزهر ثلاث قوافل دعوية إلى أفريقيا الوسطى، تلك القوافل التى أضافت  الكثير للشباب عن صحيح تعاليم الإسلام، وأحدثت نهضة كبيرة فى تلك البلاد، ولم تقتصر تلك القوافل على الدعوة والتعليم والتوعية فقط، بل اضطلعت بتقديم المساعدات الإنسانية للمنكوبين فى ربوع أفريقيا.

أرسلت مشيخة الأزهر إلى دولة أفريقيا الوسطى فى يوليو 2015 قافلة لدعم المصالحة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين هناك، بعدما شهدته من توترات طائفية عنيفة، وذلك لنشر ثقافة السلام والتسامح والتعايش المشترك من خلال توضيح تعاليم الإسلام الصحيحة التى تحض على ذلك، وتحصين المسلمين، ونظمت القافلة على مدار سبعة أيام عددًا كبيرًا من الأنشطة المكثفة، بالإضافة إلى عقد اجتماعات مع وزراء المصالحة الوطنية وبعض القيادات الدينية والمسيحية والمجتمع المدنى.

وقد نجحت القافلة فى نشر ثقافة التعايش السلمى والتسامح والعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، كما رصدت أبرز المشاكل هناك، منها نزوح 1500 شخص إلى مناطق الشمال والشرق، وعدم وجود مدارس إسلامية، وتفشّى الأمية، والإقصاء الممنهج للمسلمين، وانعدام وجود منظمات وبعثات إسلامية.

وأكدت القافلة فى توصياتها على: ضرورة إرسال قوافل غذائية ودوائية ومعونات إنسانية بصفة منتظمة، وتهيئة الأجواء لعودة مئات الألوف من النازحين للدول المجاورة، وإعادة بناء المدارس الإسلامية فى كل المناطق بمراحلها المختلفة، وإرسال مصاحف وكتب دينية باللغة العربية والفرنسية.

أرسل الأزهر الشريف قافلة طبية لولاية أبشى بدولة تشاد، التى اختتمت أعمالها بتوقيع الكشف الطبى وتقديم العلاج لنحو 15 ألف مريض فى 13 تخصصًا، كما أجرت قرابة 300 عملية جراحية مختلفة، وساهمت القافلة بشكل فعال فى تقديم الخدمات الطبية المتكاملة، وبشكل مجانى للأهالى، حيث ضمت نخبة من أكفأ الأطباء بكليات الطب بجامعة الأزهر من مختلِف التخصصات.

كما زارت قافلة الأزهر الشريف الإغاثية مخيمات اللجوء فى أفريقيا الوسطى، حيث وزّع أعضاؤها المساعداتِ الغذائيةَ والدوائية على النازحين والمتضررين من الأحداث التى مرت بها البلاد.

وقام أعضاء القافلة، يرافقهم عدد من أئمة المسلمين بأفريقيا الوسطى، بزيارةٍ إلى كنيسة سان جياك بالعاصمة بانجى، التقوا خلالها بالقس جيزيه مإرسال ديسليه كبير قساوسة العاصمة، الذى أعرب عن تقديره لدور الأزهر الشريف بقيادة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، فى إنجاح المصالحة الوطنية بأفريقيا الوسطى، مؤكدًا أن الأزهر سيظل محفورًا فى وجدان وذاكرة شعب أفريقيا الوسطى.

والتقى أعضاء القافلة الدكتور فوستيه أركانج توادير رئيس أفريقيا الوسطى، وقدموا له تهنئة الإمام الأكبر بمناسبة تولّيه منصب رئاسة الجمهورية، وخلال اللقاء ناشد رئيس الجمهورية شيخ الأزهر بأهمية استمرار إرسال قوافل السلام والقوافل الإغاثية إلى بلاده لما لها من دور كبير فى تحقيق السلام ونشر قِيَم التسامح والمحبة التى يعبر عنها الأزهر على مر العصور، مؤكدًا دور الأزهر الشريف فى وأد الفتن وتحقيق المصالحات الوطنية.

وقدّم أعضاء القافلة مساعداتٍ غذائيةً ودوائية عاجلة مرسلَة من مجلس حكماء المسلمين للاجئين الذين تسبب حصارهم فى منع وصول أى معونات إنسانية لهم لأكثر من شهرين، ويجرى الإعداد لقوافل مساعدات طبية وغذائية لتسييرها فى الأيام المقبلة، وإقامة مضخات لتوفير مياه الشرب للمحاصرين، ووجه أعضاء القافلة الشكر لرئيس الجمهورية ومختلف الوزارات والهيئات لتعاونها مع أعضاء الوفد فى تسهيل مهمتهم السامية لتعميق روح السلام والمحبة بين أبناء أفريقيا الوسطى، بغض النظر عن عقائدهم وألوانهم وأجناسهم ولغاتهم.

وقد توجهت  آخر قوافل الأزهر لأفريقيا الوسطى إلى نجامينا عاصمة دولة تشاد فى 9 يوليو الماضى، حيث زارت هيئةَ الإذاعة والتليفزيون، والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، كما عقدت جلسة حوارٍ مفتوحٍ باللغة الفرنسية مع ممثلى الهيئة وبعض الصحفيين، وكذلك محاضرات عن ثقافة السلام فى الإسلام.

أزهرى: قوافل الأزهر شعاعُ نورٍ يضىء قلب أفريقيا

قال الدكتور محمد جميعة منسق فروع بيت العائلة المصرى السابق: إن قوافل الأزهر لَم تَغِبْ عن أفريقيا الوسطى منذ فترة طويلة، ويَعتبر الأزهر تلك القوافل واجبًا دينيًّا وقوميًّا تجاه شعوب العالم العربى والإسلامى، باعتباره منارة العلوم الإسلامية.

نعمات مدحت

 

قراءة (1688)/تعليقات (0)

كلمات دالة:
12345الأخير