12 مايو, 2017

هل يُصلِح "ماكرون" ما أفسدته "الإسلاموفوبيا" فى فرنسا؟

هل يُصلِح "ماكرون" ما أفسدته "الإسلاموفوبيا" فى فرنسا؟

حبس مسلمو فرنسا أنفاسهم ترقبًا لنتائج الانتخابات الفرنسية خاصة بعد «الوجه القبيح» الذى أظهرته ماريان لوبان مرشحة اليمين المتطرف التى أفصحت عن أفكار عنصرية تجاه المهاجرين والمسلمين والفرنسيين من أصول غير فرنسية ودعوتها إلى ترحيل المقيمين بصفة غير قانونية، وإمهال الأجانب الذين لا يجدون عملًا ثلاثة أشهر لإيجاد وظيفة أو الرحيل، كما صرحت "لوبان" بأنه فى حال وصولها للرئاسة فإنها ستقوم بتجميد بناء المساجد فى فرنسا إلى حين التحقق من مصادر تمويلها، وتوسيع قانون منع ارتداء الرموز الدينية فى المدارس ليشمل الأماكن العامة، ومنع الحجاب وليس النقاب فحسب.

هذه الأفكار كانت هاجسًا لدى مسلمى فرنسا على وجه الخصوص والمسلمين عمومًا خشية وصول ماريان لوبان إلى قصر الاليزيه ودخول فرنسا إلى مرحلة جديدة من التوتر فى العلاقات مع العالم الإسلامى خاصة أن فرنسا من أكثر دول القارة العجوز التى تأوى مهاجرين من أصول عربية وإسلامية كما ترتبط بالعديد من الشراكات الاقتصادية والسياسية مع العالم العربى.

ولأن «مصائب قوم عند قوم فوائد» فقد صبت هذه المخاوف فى صالح المرشح المنافس إيمانويل ماكرون الذى كانت تصريحاته مطمئنة للمهاجرين والمسلمين الفرنسيين حيث قال: "إن بإمكان فرنسا أن تكون أقل صرامة فى تطبيق قواعد العلمانية، وشدد على أن حياد الدولة تجاه الأديان من صلب العلمانية، مضيفًا أن أى دين لا يمثل مشكلة فى فرنسا فى وقتنا الحالى.. فعلينا واجب ترك كل شخص يمارس دينه بكرامة". بالإضافة إلى ذلك يدعو "ماكرون" إلى تدريس الشئون الدينية فى المدرسة ويطالب بتكوين الأئمة فى الجامعات الفرنسية، ويعتزم اتخاذ إجراءات للقضاء على الخطاب الدينى المتشدد فى فرنسا لمواجهة الإرهاب من خلال إغلاق المساجد التى تدعو للتطرف والإرهاب، وإعادة هيكلة الجمعيات الإسلامية فى فرنسا.

ومن هنا كان الترحيب العربى الكبير بفوز "ماكرون" هو العامل المشترك بين جميع الدول العربية والإسلامية حيث رحب قادة عدة دول عربية بفوزه، معبرين عن استعدادهم لتعزيز وتطوير علاقاتهم بفرنسا، وكان فى مقدمتهم الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أكد على «عمق وقوة العلاقات المصرية الفرنسية، وتطلعه للعمل مع الرئيس الفرنسى المُنتخَب فى سبيل تعزيز وتطوير التعاون الوثيق القائم بين البلدين فى مختلف المجالات».

كما رحبت دول الخليج بوصول "ماكرون" لرئاسة فرنسا وأرسل ملوك ورؤساء عدة دول عربية برقيات تهنئة إلى "ماكرون" فى مقدمتهم الملك سلمان ورئيس دولة الإمارات وملك البحرين ورؤساء اليمن والمغرب وتونس.. وقد رحبت الجمعيات الإسلامية والعديد من الجهات المسلمة فى فرنسا بفوز "ماكرون"، وفى مقدمتها المجلس الفرنسى للديانة الإسلامية، الذى ينضوى تحته نحو 2500 مسجد من بينها المسجد الكبير فى باريس، الذى علق على فوز ماكرون بأنه «علامة على المصالحة بين الأديان فى البلاد». واعتبر أن ذلك يُعدّ علامة واضحة على الأمل للمسلمين الفرنسيين بأن بوسعهم العيش فى وفاق واحترام للقيم الفرنسية..

ويأمُل العرب والمسلمون فى فرنسا وخارجها أن يفتح فوز "ماكرون" صفحة جديدة لأوضاع المسلمين فى هذا البلد بل وفى أوروبا ككل وأن يخفف من حدة ظاهرة "الإسلاموفوبيا" التى تجتاح أوروبا بشكل كبير وتؤرق المسلمين هناك تغذيها تصرفاتٌ عنصرية تُعادى كل المظاهر الإسلامية بدءًا من ارتداء الحجاب وصولًا إلى إقامة الصلاة وبناء المساجد وغيرها، كما يتطلع المهاجرون إلى مرحلةٍ من الاستقرار وتوفير فرص العمل والتعليم والصحة بعيدًا عن التهديد المستمر بالترحيل والاستبعاد والتمييز ضدهم فى هذه المجالات الحيوية، خاصة أنهم يساهمون بشكل كبير فى الاقتصاد الفرنسى ويلتزمون بالقوانين، متطلعين إلى مزيدٍ من حرية العبادة والاندماج بصورةٍ أكبرَ فى المجتمع الفرنسى.

يُذكر أن مرصد "الإسلاموفوبيا" التابع لدار الإفتاء المصرية دعا مسلمى فرنسا لاستثمار المواقف الإيجابية للرئيس الفرنسى الجديد لمحاربة "الإسلاموفوبيا" ومواجهة تنامى اليمين المتطرف فى فرنسا.

حمدى حامد

قراءة (848)/تعليقات (0)

كلمات دالة:
12345الأخير