«صوت الأزهر» تتجول مع «البحوث الإسلامية» داخل «أبو زعبل، ووادى النطرون، والنساء بالقناطر، والمرج، وجمصة».. وما زالت اللقاءات مستمرة لنشر الاستقرار المجتمعى.
بروتوكول تعاون بين الأزهر ومجلس الوزراء والداخلية لعقد محاضرات داخل السجون الكبرى بالجمهورية لتأهيل النزلاء.
لم يكن الأزهر الشريف يومًا يعمل عن طريق الصدفة أو محض ردود الفعل، بل يبادر بالفعل دائمًا على مرّ العصور، وهذا ما يظهر جليًّا فى مبادرات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، ومؤسساته الخاصة بالعمل الدعوى والوعظ، فقبل أيامٍ دشّن مجمع البحوث مبادرة «دعاة على المقاهى»، وانفردت «صوت الأزهر» منذ فترة بقضاء يومٍ كامل مع الأئمة على المقاهى، لينتقل إلى مبادرةٍ أكثرَ نجاحًا فى توعية نزلاء السجون رجالًا ونساءً.
«صوت الأزهر» رافقت الدكتور سعيد عامر الأمين العام المساعد للدعوة الإسلامية والإعلام الدينى ورئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، خلال تجوله داخل عدد من السجون الكبرى، منها سجن أبى زعبل، وليمان وادى النطرون، وسجن النساء بالقناطر الخيرية، وسجن المرج، وسجن جمصة، وما زالت الجولات مستمرة فى إطار البروتوكول الموقع بين الأزهر الشريف ومصلحة السجون بوزارة الداخلية وصندوق مكافحة وعلاج الإدمان بمجلس الوزراء.
ومن خلال هذا البروتوكول يعقد علماء الأزهر الشريف عدة محاضرات داخل السجون الكبرى على مستوى الجمهورية، بالتنسيق مع مصلحة السجون وصندوق مكافحة وعلاج الإدمان بمجلس الوزراء، فى شكلٍ جديد من أشكال التوعية التى يساهم فيها الأزهر بشكل كبير، ممّا يدل على اهتمام الأزهر الشريف وعلمائه بنشر السلام والاستقرار المجتمعى بين المصريين، ودائمًا ما يسبق هذه المحاضرات استقبال حافل لعلماء الأزهر الشريف، وباقى الوفد، مِن قِبَل وكيل الإدارة المركزية لسجون المنطقة، ومأمور السجن، ونائب المأمور، ورئيس مباحث السجن، بعدها تبدأ المحاضرات بكلمة تعريفية بالضيوف وتمهيد الأمر للنزلاء من قبل مندوب قطاع السجون، ثم كلمة أخرى لمندوب رئاسة الوزراء، ثم يُفتح المجال للأزهر الشريف ليقول كلمته التى تلقى إنصاتًا واهتمامًا كبيرًا من قبل النزلاء.
ويُلقى الدكتور سعيد عامر، فى كل محاضرة الضوء على التوعية الدينية وحب الأوطان والدعوة إلى الانضباط والعمل والإنتاج، والحث على إعمار الأرض وبناء الشخصية المسلمة والسوية، وأهمية العقل وحمايته ودور الإسلام والشريعة فى الحفاظ عليه كأحد أهم أنواع مقاصد الشريعة الخمس، ثم يتحدث فى صميم المحاضرات التوعوية التى تقوم على التوعية بمخاطر المخدرات، مؤكدًا أنها خطر عظيم يواجه مصر منذ سنوات، وخطرها يزداد باستمرار ولا يقل عن خطر الإرهاب، موضحًا أن هذا الخطر يستهدف الشباب أغلى ما تملكه مصر، مشددًا على أن المجتمع الذى لا يعتنى بشبابه مجتمع خاسر، لذا فإننا بمواجهة خطر المخدرات ندفع عن أنفسنا أشد الأخطار التى تهدد مستقبلنا. وأوضح الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الدينى، أن الإسلام يُحرّم المسكرات والمخدرات على اختلاف أنواعها، وكذلك كل عقار يُذهب العقل أو يهدد طاقته وينقص من قدرته، لافتًا إلى أن الحفاظ على النفس والعقل والبدن والمال من أهم الأهداف الكبرى فى الإسلام، ويقف الدين والعلم معًا فى مواجهة هذا الخطر.
كما عرض للأسباب التى أدت إلى انتشار المخدرات، منها سوء الصحبة وتأثير الآخرين عليهم، والأفكار الخادعة التى تروج للمخدرات، والفراغ الدينى والعقلى، وبعض البرامج التى تدمر الأخلاق والقيم من خلال نشر ثقافة الجريمة بكل صورها والمخدرات.
وأشار ممثل الأزهر إلى التأثيرات المضرة للمخدرات على المجتمع، منها: انعدام الرغبة والحماس لدى المدمن فى خدمة ذاته وأسرته ووطنه، وتحويل الشباب إلى طاقة غير منتجة وشباب ضائع لا يفكر فى العمل ولا يبتكر، مؤكدًا أن مصر بشبابها مستهدَفة بالدرجة الأولى من عدة جهات تستغل المخدرات لإفساد المحتمع المصرى، وتدمير شبابه، وتضييع مئات الأسر بسبب عزوف الشباب عن العمل نتيجةً لإدمان المخدرات، وشيوع التفكك الأسرى وانعدام المسئولية نحو الأبناء. وبيّن "عامر" أن المحاضرات تركز على علاج مشكلة تعاطى المخدرات، ثم الترغيب فى التوبة النصوح والدعاء، مؤكدًا أن هناك استجابة سريعة من قبل النزلاء، الذين يعاهدون الله تعالى أمام الجميع -عقب الرد على جميع استفساراتهم- على عدم تعاطى المخدرات، وأنهم سيبدءون حياةً جديدةً مختلفةً، مشددًا على أن الأزهر الشريف لا يتوانى لحظةً عن تلبية الدعوات للتوعية الدينية فى المؤسسات والهيئات والقطاعات الحكومية والخاصة.
من جهتها، قالت الدكتورة حنان الشاذلى، استشارى نفسى لتأهيل المدمنين بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان بمجلس الوزراء: إن الأزهر الشريف أمل المسلمين وصاحب الدعوة التى فيها التيسير والتبشير والمنهج الوسطى، ولذلك حرص مجلس الوزراء على دعوة الأزهر الشريف من أجل تأهيل النزلاء المدمنين دينيًّا بالإضافة للعامل النفسى، لافتةً إلى أن الاهتمام بالوازع الدينى له مفعولٌ سريع عند مرهونى الحرية والمسجونين، وأضافت أنه تم الاتفاق مع الجهات المشاركة بالبروتوكول لتوفير العلاج المجانى الذى يقوم عليه الأطباء لتأهيل النزلاء المدمنين نفسيًّا والعناية بهم حتى بعد خروجهم من السجن، والمساعدة فى توفير فرص عمل لهم بعد الشفاء ليكونوا نافعين لأسرهم ووطنهم، ولفتت "الشاذلى" إلى أن مصر والعالم بحاجة لدعم الأزهر فى كافة المجالات والتخصصات المختلفة، مؤكدة أن وجود الأزهر يعطى ثقلًا وثقة ومصداقية لقوافل التوعية والعلاج والتأهيل.
وكشفت ممثلة مجلس الوزراء عن أن المحاضرات عُقدت فى عدة سجون، منها: ليمان أبوزعبل ١ بمشاركة العميد أحمد عبدالنظير مأمور ليمان أبوزعبل، ومدير إدارة الخدمات الاجتماعية، كما تجولت القوافل بسجن النساء بالقناطر بحضور اللواء أحمد الأزهرى وكيل الإدارة العامة للسجون المركزية، ومأمور سجن القناطر للنساء، ومدير الإدارة الاجتماعية بقطاع مصلحة السجون، ورئيس قسم التنمية الاجتماعية بقطاع مصلحة السجون.
كما عُقدت محاضرة بسجن ليمان ٤٣٠ بوادى النطرون بحضور العميد عماد المسيدى مدير إدارة الخدمة بمصلحة السجون، واللواء خالد عبدالهادى وكيل الإدارة العامة لسجون الوجه البحرى، والعميد محمد عطية مدير منطقة سجون وادى النطرون، والعميد هانى مصطفى مأمور ليمان ٤٣٠، والعقيد ناصر الدمرداش نائب مأمور ليمان ٤٣٠. ونظم البروتوكول ندوة توعوية لنزلاء سجن المرج بحضور العميد إبراهيم حلمى مأمور السجن، كما عُقدت ندوة توعية لنزلاء ليمان جمصة، وغيرها من السجون، مؤكدةً استمرار البروتوكول؛ حتى ينشر التوعية بين كافة النزلاء فى المحافظات.
أحمد نبيوة