13 يونيو, 2017

الثأر للدم المصري!

الثأر للدم المصري!

 أتى الإرهاب على بلدان المنطقة العربية، فقتل رجالها، ورمل نساءها، وهجّر شعوبها، وباتت المنطقة العربية فى حرب ضروس، دارت رحاها بين عشية وضحاها، فمزقت الجماعات الإرهابية العراق، وشتتت شمل سوريا، واغتصبت أرض ليبيا، وحاولت أن تدخل مصر، فنسيت أن لمصر جيشا يحميها، فكان لها درعا تصد عمليات الإرهاب، فحاولت جماعات الإرهاب استهداف الوحدة المصرية، فجاءت الضربات المصرية للجماعات الإرهابية فى ليبيا، ردا عليها، لتلحق بهم خسائر وهزائم فى عقر دار الإرهاب.

ويرى خبراء الأمن والسياسة أن الضربات المصرية الجوية للمركز الرئيسى لتنظيم «شورى مجاهدى درنة الليبى» الذى قام بارتكاب حادثة المنيا والذى استهدف حافلة للأقباط، جاءت ردا على محاولاتهم استهداف مصريين، مؤكدين أن مصر الآن لها صلاحياتها كاملة فى صد أى هجوم إرهابى، حتى وإن كان فى آخر الدنيا، طالما أنه يستهدف الأمن القومى لمصر، وهو ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى مرارا وتكرارا على أن مصر فى حرب مع الإرهاب، ولها أن تؤمن أرضها بما تراه مناسبا.

حرب على الإرهاب

ويؤكد الخبير الأمنى والعسكرى اللواء محمود خلف المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، بأن مصر الآن فى حرب مع الإرهاب، ويحق لها أن تدافع عن أمنها وأرضها بالطريقة التى تراها مناسبة، ومن حقها الدفاع عن أمنها القومى، وحماية مواطنيها، وذلك وفق استراتيجية عسكرية وأمنية لمحاربة الإرهاب، منوها إلى أن الوضع فى ليبيا بوجود تشكيلات وتنظيمات إرهابية، حاولت مرات عديدة أن تدخل أرض مصر، وتقوم بعمليات إرهابية، أصبح مصدر خطر، ويتهدد للأمن القومى المصرى، ولذا كان الرد بضربات ألحقت خسائر وهزائم لتلك التنظيمات الإرهابية.

 وأوضح الخبير العسكرى، أن الضربات التى قامت بها قواتنا المصرية المسلحة آتت نتائج عديدة، منها مقتل القيادى الإرهابى الخطر «أبو طلحة» وهو قيادى بمجلس شورى درنة التابع لتنظيم القاعدة الإرهابى، ومعه أربعة من أتباعه فى مدينة درنة أمس الجمعة، بالإضافة إلى حل جماعة أنصار الشريعة فى ليبيا، بعد العمليات الدفاعية التى نفذتها مصر ضد أهداف فى ليبيا، مبينا أن ما يقال إن مصر تعدت على أرض دولة ليبيا وضربت على أرضها كلام غير صحيح، فمصر قامت بالضربات الجوية للإرهاب بالتنسيق مع المؤسسات الدولية والليبية المعنية، وهو ما أكدته القوات الجوية التابعة للجيش الوطنى الليبى، الذى يقوده المشير خليفة حفتر، ومشاركتها فى الضربات الجوية تأكيد على أن هناك تنسيقاً سابقاً.

أمن قومى

فيما أكد اللواء عادل فؤاد الخبير العسكرى والاستراتيجى، أن مواجهة الإرهاب تتطلب دفاعا قويا، واستراتيجية أقوى، لأن فكرة الإرهابى المنفرد فكرة قديمة، فقد تطور الإرهاب الآن وأصبح تنظيمات كبيرة تمارس أعمالا إرهابية خطيرة، تقتل عشرات ومئات الأبرياء، وتقوم باستهداف الكنائس، ولذلك فإن مواجهة قوى الشر هذه تستلزم بطبيعة الحال مواجهات أمنية وعسكرية قوية تردع أعمالها الإرهابية، مشيراً إلى أن هذه التنظيمات الإرهابية أصبح لها معسكرات تدريبية، تدرب فيه إرهابييها، من أجل القيام بأعمال إرهابية أخرى، بخلاف العمليات الإرهابية السابقة، وما قامت به القوات المصرية عندما استهدفت تلك المعسكرات يتعلق بالأمن القومى لمصر، وهو ما جاء بالتنسيق مع القوات الليبية وبإخطار مجلس الأمن بهذه الضربات، منوها إلى أن العالم يعرف جيدا بأن مصر تحارب الإرهاب، ولها فى حماية أرضها اتخاذ التدابير التى من شأنها سلامة وأمن ارضها.

رعاة الإرهاب

وفيما يخص الدول الراعية والداعمة للإرهاب، أكد الخبير الأمنى اللواء طلعت مسلم، بأن تلك الدول ترتكب جرائم أمنية خطيرة، تتعلق بتمويل ورعاية منظمات إرهابية، هذه الجرائم تضعها تحت طائلة القانون الدولى الذى ينص على فرض عقوبات على تلك الدول، وهو ما يحدده مجلس الأمن، ومصر حاليا تتخذ هذه الإجراءات القانونية لمعاقبة تلك الدول، باعتبارها الخطوة الأولى فى القضاء على الإرهاب، منوها إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يحارب الإرهاب بكل قوة، ويسعى لتفتيت تلك التنظيمات الإرهابية، وتلويحه فى أكثر من خطاب باستهداف أى معسكرات فى الداخل أو الخارج يجرى بها تدريب مسلحين لضرب مصر، يدخل فى إطار الحرب على الإرهاب، وحماية الأمن القومى المصرى، مؤكدا على أن مصر اتبعت الإجراءات القانونية ولم تخل بها مطلقا، فقد خاطبت مجلس الأمن لتوضيح وجهة نظرها، وأن ما قامت به من ضرب لمعسكرات إرهابية فى ليبيا جاءت لحماية أمنها القومى، باعتبار أن هذه الإجراءات تتماشى مع القانون الدولى، مشيدا بالضربات الجوية للمعسكرات الإرهابية، معتبرا أنها حققت أهدافها.

تنفيذ أجندات

ويرى الخبير فى العلاقات الدولية الدكتور سعيد اللاوندى، أن الوضع فى ليبيا يشكل خطرا وتهديدا على أمن مصر، بسبب تفككها، ووجود معاقل لتنظيمات إرهابية متعددة تابعة لتنظيم القاعدة الذى يعتبر الأب الروحى لكافة الجماعات الإرهابية، ولمصر أن تتخذ الإجراءات الأمنية المناسبة لحماية امنها وسلامة أرضها، مؤكدا على أن هناك تنسيقاً مصرياً ليبياً فى هذا الشأن، لأن ليبيا أصبحت خطرا من الجانب الغربى لمصر، وهى للأسف مازالت تعانى من الفوضى والعنف، وانتشار الجماعات الإرهابية، فليبيا بها أكثر من عشرة تنظيمات إرهابية منها داعش والقاعدة وغيرهم.

وأضاف الخبير فى العلاقات الدولية، أن هناك دولا تستخدم الجماعات الإرهابية وتمولها وترعاها، لتقوم بتنفيذ اجندات لها، منها ما يتعلق بأوروبا كما حدث فى تفجيرات باريس السابقة، وتفجير مانشستر الأخير، ومنها فى الدول العربية وبخاصة مصر كما حدث من تعدد محاولات استهداف الأقباط ودور العبادة لهم، والتى كان أخرها استهداف الحافلة التى كانت تقل أقباطا فى المنيا، كل هذا يحتاج إلى تكاتف دولى فى الحرب على الإرهاب، فلن تنجح الحرب على الإرهاب وهناك دول ترعى وتمول الإرهاب، ودول أخرى تنظر ولا تقدم شيئا، ودول فردية تحارب الإرهاب مثل مصر، فلابد من تكاتف دولى لمحاربة الإرهاب، حتى يمكن القضاء عليه.

سيف ودرع

فيما اعتبر الدكتور وحيد عبدالمجيد الخبير السياسى بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن ما تقوم به القوات المسلحة هو حفاظ على الأمن المصرى، من خطر الإرهاب، الذى أتى على الأمة العربية، مبينا أن استهداف معسكرات الإرهاب بليبيا أبلغ رد للدول التى ترعى الإرهاب، وهو ما ظهر فى خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى، والذى ألقاه بنبرة غضب، لتكون رسالة إلى الدول التى ترعى وتدعم الإرهاب، من أجل ضرب أمن مصر، مشيراً إلى أن البيانات التى تلقيها القوات المسلحة للشعب المصرى، حول حربها على الإرهاب، هى بمثابة رسالة طمأنينة، تبعث بها، لتؤكد للمصريين بأن لهم جيشا يحميهم، ويحافظ على وطنهم.

حسن مصطفى

قراءة (2906)/تعليقات (0)

كلمات دالة: