شهدت الأيام الماضية حالة من الحزن الشديد بسبب حادث المنيا الإرهابى، الذى أسفر عن وفاة 30 شخصا وإصابة العشرات، مما دفع القوات المسلحة إلى شن هجمات على مواقع لـ«داعش» والقاعدة فى مدينة درنة الليبية ثأرا لهذه الدماء المصرية التى سفكها هؤلاء الإرهابيون بلا ذنب، فى الوقت نفسه أعلن تنظيم أنصار الشريعة فى ليبيا عن حلّ نفسه وتزامن قراره مع بدء الضربات الجوية المصرية.
وقال «أنصار الشريعة» المرتبط بتنظيم القاعدة، فى بيان بعنوان «الرسالة وصلت وجموع الشعب ستحملها»، إنه «بعد هذه المسيرة الحافلة والتضحيات التى قدمت فيها أنصار الشريعة جل قادتها وكوادرها ها نحن نعلن للأمة والمجاهدين عامة وأهلنا فى ليبيا خاصة عن حل جماعة أنصار الشريعة بليبيا رسميا». ولم توضح الجماعة فى بيانها سبب إقدامها على خطوة حل نفسها.
«صوت الأزهر» التقت خبراء الأمن للتعليق على القرار ومدى تأثيره على الناحية الأمنية بمصر.
من جهته، علق العقيد خالد عكاشة خبير شئون الحركات الإسلامية، بأن إعلان التنظيم حل نفسه ربما يكون بابا من أبواب تلاعب التنظيم بالبيانات الأخيرة التى أصدرها منذ عامين، بأن معظم عناصره انضمت إلى تنظيم «داعش» والجزء الآخر انضم إلى حركات تابعة لتنظيم القاعدة.
وأضاف أن التنظيم محلول بالفعل لأنه فى الأساس غير موجود على أرض الواقع، ومع وصول «داعش» إلى أرض ليبيا، وإنشاء فرع بها انضم معظم عناصره إليها، وتبقى الكتلة الرئيسية من التنظيم وقد تلقى ضربة قوية قبل ذلك من القوات المسلحة الأمريكية فى عملية «الكرامة» بالإضافة إلى الصراعات التى بينه وبين الجماعات المتطرفة الأخرى التى أودت بحياة بعض كبار قادة التنظيم ومما ساعد فى إضعافه وجود عداء بينه وبين التنظيمات الأخرى.
وأوضح أن مسألة حل التنظيم ليس لها تأثير على مصر، ولكن الأوضاع فى ليبيا من فوضى السلاح والجماعات المتطرفة تشكل خطرا وتهديدا على الدول المجاورة جميعها ومن بينها مصر، خاصة أن معظم التنظيمات الإرهابية أعلنت فى بياناتها أنها تريد استهداف مصر لأنها قلب العالم الإسلامى ولأغراض أخرى.
وأكد أن البيان الأخير الذى أصدرته جماعة أنصار الشريعة يعد نوعا من أنواع التلاعب والبعد عن الحقيقة، للقيام بمهام أخرى وليبعد نفسه عن ضربات الجيش المصرى وما قاموا به ليس توثيقا صحيحا.
وأكد اللواء محمود منصور الخبير الأمنى، أن ما قام به التنظيم هى كذبة إخوانية صادرة عن الكذابين فى العالم، لأن هذا التنظيم تم تأسيسه فى تونس وأشاروا إلى أنه سياسى وليس إخوانيا أو دينيا وهذا التنظيم ينتقل من دولة إلى أخرى لتنفيذ مهام معينة من قبل مموليه ومؤسسيه، وليس له علاقة بمصر لا من قريب ولا بعيد.
وأضاف: حل التنظيم من عدمه لا يؤثر على مصر من الناحية الأمنية، فهؤلاء لا يطلق عليهم سوى اسم واحد وهم «العيال» يقتلون أبناءهم فى ليبيا وطرابلس، فلماذا لم يعلنوا حلهم رسميا أمام العالم؟ ولكن هى أخبار يتم تسريبها لغرض ما ولم يحلوا من الأسلحة، فالجيش المصرى الباسل حطم آمال التنظيمات الإرهابية بليبيا.
وأوضح منصور أن الجيش المصرى والطيران المصرى بالتنسيق مع حفتر استطاع أن يوجه ضربات موجعة للتنظيمات الإرهابية على جبل درنة، خاصة أن بعض التنظيمات ذهبت من سوريا إلى ليبيا للتأثير على الدولة المصرية من الناحية الغربية، منوها إلى أن قيادات الدولة المعنية على دراية بتلك المخططات وبدأت فى التحركات الفعلية للقضاء على تلك المخططات والأجندات الدولية الخبيثة التى تستهدف استقرار الدولة المصرية.
من جانبه، قال اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية السابق، إن تلك التنظيمات الإرهابية تعيش فى مرحلة ضعف لذلك تتحرك بمبدأ التقية.
وتابع: وهم الآن فى موقف ضعف وليس لديهم أى مخطط استراتيجى، وعندما يكونون فى مرحلة الاستقواء سيرجعون مرة أخرى وهم لم يحلوا أنفسهم فهذه حيلة للعمل من تحت الأرض بدلاً من العمل فوق الأرض، وهذا الحل جاء بعد تحرك مصر وضربهم فى درنة موقع الجماعات المتطرفة، وخوفا من توجيه ضربات لهم بادروا بادعاء الحل لتبرئة أنفسهم. وحلهم من عدمه لن يؤثر علينا كمصريين.
نعمات مدحت