17 يونيو, 2017

مصر وألمانيا خطوات أكبر نحو آفاق أوسع اقتصادياً

مصر وألمانيا خطوات أكبر نحو آفاق أوسع اقتصادياً

حققت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لألمانيا فوائد عديدة لمصر خاصة على المستوى الاقتصادى حيث تم توقيع عدد من الاتفاقيات. وكان الرئيس السيسى قد استهل نشاطه في العاصمة الألمانية برلين بعدد من الفعاليات الاقتصادية، حيث استقبل بريجيت تسيبرس وزيرة الاقتصاد والطاقة الألمانية، وعددا من رؤساء كبرى الشركات الألمانية، وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس أشاد خلال اللقاء مع وزيرة الاقتصاد الألمانية بمستوى التعاون المتميز بين مصر وألمانيا والذى اكتسب خلال السنوات الماضية زخماً كبيراً، معرباً عن تطلعه لمزيد من تطوير العلاقات الثنائية والدفع بها نحو آفاق أوسع خلال المرحلة المقبلة، وخاصة على صعيد جذب المزيد من الاستثمارات الألمانية فى مختلف المجالات فى ضوء ما يوفره الاقتصاد المصرى من فرص استثمارية متنوعة.

من جانبها، أكدت وزيرة الاقتصاد والطاقة الألمانية تميز العلاقات بين البلدين، معربة عن تقديرها لزيارة الرئيس لألمانيا ومشاركته فى القمة التى تنظمها الرئاسة الألمانية لمجموعة العشرين للشراكة مع أفريقيا، مشيدة بعودة الاستقرار والأمن إلى مصر وبالدور الذى تبذله مصر فى مكافحة الإرهاب، كما أكدت اهتمام بلادها بزيادة حجم استثماراتها فى مصر، مشيدة بالعمل القائم حالياً بين الحكومة المصرية والعديد من الشركات الألمانية، ومن بينها شركة «سيمنز» الألمانية، التى تقوم فى مصر بإنشاء أكبر محطات لتوليد الكهرباء فى العالم.

والتقى الرئيس مع عدد من رؤساء كبرى الشركات الألمانية، حيث أعرب عن تطلعه لمساهمة الشركات الألمانية فى مساعدة مصر فى توطين التكنولوجيا الألمانية، وذلك من خلال زيادة القيمة المضافة فى المشروعات المشتركة، وتدريب المهندسين والكوادر الفنية فى مصر على أحدث أساليب الإنتاج الألمانية.

وشارك الرئيس بعد ذلك فى الجلسة الافتتاحية للجنة الاقتصادية المصرية الألمانية المشتركة، كما شهد التوقيع على محضر أعمالها. كما التقى الرئيس السيسى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بدار المستشارية فى برلين.

وقال السفير علاء يوسف إن المستشارة الألمانية أعربت عن سعادتها بزيارة الرئيس لألمانيا ومشاركته فى القمة التى تنظمها الرئاسة الألمانية لمجموعة العشرين للشراكة مع أفريقيا، مشيدة بمستوى التعاون المتميز بين مصر وألمانيا، معربة عن سعادتها بزيارتها الأخيرة لمصر فى مارس الماضى، ومؤكدة دعم بلادها لمسار الإصلاح الاقتصادى الذى تنتهجه مصر.

وأكدت «ميركل» حرص الشركات الألمانية على زيادة أنشطتها فى مصر، وتعزيز الاستثمارات القائمة بالفعل. وشددت على أهمية دور مصر فى منطقة الشرق الأوسط، معربة عن تقديرها لما تبذله مصر من جهود فى التصدى للإرهاب، فضلاً عن دور مصر فى دفع عملية التسوية السياسية للأزمات القائمة بالمنطقة.

وأشاد الرئيس السيسى بما تشهده العلاقات الثنائية من تطور متزايد، مشيراً إلى اللقاءات المتعددة بين قيادات الدولتين، وآخرها زيارة «ميركل» الناجحة لمصر، ومؤكداً حرص مصر على مواصلة العمل على تعزيز علاقات التعاون بين مصر وألمانيا على كافة الأصعدة.

وشهد لقاء السيسى وميركل تباحثاً حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصة مكافحة الإرهاب، والتطورات الراهنة المتعلقة بقطر، فضلاً عن بحث سبل التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بالمنطقة، خاصةً بالنسبة للأزمة الليبية، حيث أكد الرئيس فى هذا الصدد حرص مصر على ترسيخ الأمن واستعادة الاستقرار فى كافة أرجاء المنطقة والتوصل لتسويات سياسية للأزمات التى تشهدها بعض دولها، خاصة ليبيا وسوريا، وذلك انطلاقاً من مبادئ مصر الثابتة التى تستند إلى ضرورة الحفاظ على الوحدة الإقليمية للدول، وسلامة كياناتها ومؤسساتها الوطنية، بما يصون مقدرات شعوبها.

وأكد الرئيس ضرورة تكثيف الجهد الدولى فى مواجهة الدول التى تقوم بتمويل ودعم الإرهاب وتوفير الغطاء السياسى والأيديولوجى له، مشيراً إلى ضرورة توجيه رسالة حأزمة لهذه الدول إذا ما أراد المجتمع الدولى القضاء على الإرهاب بشكل كامل.

فى ذات السياق، شهد الرئيس السيسى ووزيرة الاقتصاد والطاقة الألمانية التوقيع على البيان الختامى للجنة الاقتصادية المصرية-الألمانية المشتركة، وترأس اجتماعات اللجنة عن الجانب المصرى المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة وعن الجانب الألمانى أوفى بكماير وزير الدولة بوزارة الاقتصاد والطاقة الألمانى، كما شارك فى الاجتماعات ممثلون عن الحكومتين المصرية والألمانية وعدد كبير من رجال الأعمال بكلا البلدين.

وأوضح الرئيس السيسى أن مصر حريصة كل الحرص على مواجهة كافة التحديات الاقتصادية والسياسية والأمنية التى تواجهها، وتلقى بظلالها على أداء الاقتصاد المصرى، معربا عن تقديره فى هذا الصدد للمساندة التى نتلقاها من شركائنا التقليديين فى أوروبا، وعلى رأسهم ألمانيا، مشيراً إلى أن الحكومة شرعت فى تنفيذ برنامج شامل للإصلاح الاقتصادى يهدف إلى معالجة التحديات الهيكلية والمالية، وجذب مزيد من الاستثمار، من خلال تبسيط الإجراءات، وتقديم المزيد من الحوافز لتنمية ودعم الاستثمار المحلى والأجنبى، وإصدار قانون الاستثمار الموحد، والتوسع فى ضمانات الاستثمار وقوانين التراخيص الصناعية، وغير ذلك من السياسات والإجراءات التى تؤكد حرص الحكومة المصرية على تعظيم دور القطاع الخاص، والانفتاح على العالم الخارجى، بما يسهم فى إحداث تنمية شاملة وحقيقية لرفع معدلات التشغيل، وزيادة معدلات النمو والتصدير.

وقال السفير بدر عبدالعاطى، سفير مصر فى برلين، إن الجانب الألمانى أصبح مقتنعا للمرة الأولى بالطرح المصرى فيما يتعلق بأفكار الإرهابيين، وسبل مواجهة الإرهاب ووقف تمويله، وأن ما تقوم به مصر من وقف لأنشطة الإرهابيين فى ليبيا أمر فى مصلحة ألمانيا، وأن أنجيلا ميركل تؤمن بدور مصر والأزهر فى مواجهة الإرهاب.

وأضاف «عبدالعاطى»، فى تصريحات للوفد الإعلامى المصرى فى برلين، أن الكلمة التى ألقاها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى القمة العربية الإسلامية الأمريكية بالعاصمة السعودية الرياض، حول الإرهاب وطرق مواجهته، كانت بمثابة خطة عمل واضحة لمكافحة الإرهاب فى العالم.

وأوضح سفير مصر فى ألمانيا، أن زيارة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، لألمانيا مرتين خلال العام الحالى، وجهود الأزهر فى مكافحة الفكر المتطرف، تلقى تقديرا كبيرا فى ألمانيا، كما لقيت مبادرة «الطيب» بتقديم منح لتدريب أئمة المساجد فى ألمانيا بالأزهر، لتبنى مبادئ وأفكار الإسلام الوسطى والابتعاد عن الأفكار المتطرفة، تقديرا كبيرا أيضاً، مشيراً إلى أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تؤمن بدور الأزهر فى مواجهة الفكر المتطرف، وقدرته على التصدى للتشدد والإرهاب.

كان الإمام الأكبر شيخ الأزهر قام بزيارتين إلى برلين فى مارس 2016 ثم فى مايو2017 كان لهما تأثير إيجابى على صورة الإسلام لدى المواطن الألمانى وإظهار دور الأزهر الشريف فى نشر قيم الاعتدال والتسامح والتعايش المشترك.

قراءة (1653)/تعليقات (0)

كلمات دالة: