لم تختلف الدراما الرمضانية هذا العام عن سابقه رغم الانتقادات المجتمعية الواسعة للأعمال الدرامية خلال الأعوام الماضية وذلك لما تحويه من مشاهد فجة للعنف المجتمعى والحض على الرذيلة وترسيخ الخيانة الزوجية إضافة لبذاءة الالفاظ وضعف الجمل الحوارية فى العديد منها، فما أن انتهينا من مسلسل «الأسطورة» وما يحتويه من مشاهد قتل وتعذيب وإجرام وعنف فى الشارع والبيوت حتىداهمنا «كلبش» ليرسخ العنف المجتمعى وتحدى الأجهزة الأمنية، و«هذا المساء» الذى يحث على الخيانة الزوجية وارتكاب الفاحشة دون مراعاة للمبادئ الدينية والأخلاق المجتمعية إلى غير ذلك من الأعمال الدرامية مما يمثل خطورة على قيم المجتمع وأخلاق الشباب الذى أصبح يقلد كل سكنة وهمسة يراها على شاشات التلفاز.. التحقيق التالى يرصد آراء النقاد والمتخصصين فى هذه الأعمال.
فى البداية، يرى الناقد الفنى طارق الشناوى أن ما تقدمه الدراما الرمضانية هو إبراز الخلل النفسى المتفشى بين بعض الشباب والمراهقين وميولهم للعنف فى المجتمع والناتج عن حالة الانفلات الثقافى التى حوتها ثقافتنا طوال الأعوامٍ الماضية وكذا إبرازأهم المشكلات السلوكية للمراهقين داخل الأسرة المصرية ومناقشته ومعالجة قضايا سلوك الشباب فى المجتمع.
لافتا إلى أنه من الخطأ الزعم بأن الدراما تحض على العنف والانفلات بالشارع المصرى وإنما تنقل الصورة التى عليها بعض الشباب بالشارع من الذين يمارسون العنف لمعالجة تلك السلوكيات.
بينما ترى المخرجة إنعام محمد على أن الأحوال التى وصلت إليها الدراما المصرية محبطة لما تحتويه من مشاهد تحض على العنف وتؤججه وغير ذلك من السلبيات التى ترسخها العديد من المسلسلات والتى لاتتفق مع قيم وأخلاق الشعب المصرى.
وأضافت أن الأعمال الدرامية التى تقدم على الساحة لن تؤثر على الجمهور المصرى إلا بالسلب وذلك لعدم وجود الحوار الراقى الذى يفيد الشباب والنص الجيد الذى يقدم للجمهور النصيحة أو المعلومة التى من شأنها ترسيخ القيم المجتمعية لاسيما فى رمضان، بل على العكس لا نرى إلا المشاهد التى تحث على العنف المجتمعى والذى يعمل كثير من الشباب على تقليده.معلنة عدم إعجابها بهذه النصوص التى تعد ضعيفة ولا تضيف للجمهور المصرى فائدة.
ومن جانب علماء الاجتماع تقول الدكتورة إنشاد عز الدين، أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية إن الدراما الرمضانية لم تراع أبسط قواعد الأخلاق بالنسبة للشهر الفضيل، بل أصبحت مشاهد العنف وثقافة العرى مألوفة لمجتمعنا وكأنها أمر طبيعى، الأمر الذى يؤكد أن وضع الدراما أصبح فى غاية السوء بعد الاهتمام من جانب المؤلفين والمنتجين بالشخصيات التى تمثل الجانب السلبى بالمجتمع مثل البلطجى والفاسد وغير ذلك وتصويره بأنه المواطن المصرى الطبيعى.
وفى ذات السياق تقول المستشارة سمر عبده استشارى العلاقات الأسرية والتربوية: إن الدراما المصرية مازالت تفتقد المشاعر الإيجابية، والروح الرمضانية، والجو الاسرى والعائلى باعتبارها أهم ما يميز شهر رمضان لما تحتويه من مشاهد أدخلت المشاهد فى دوامة من المشاعر السلبية من حزن، وقلق، وتوتر، وغموض.
واسترسلت: إن المسلسلات والأعمال الفنية ما هى إلا تجسيد لعادات وتقاليد وحياة الشعوب وتصوير المجتمع بهذه الصورة إهانة كبيرة لكل فئات الشعب المصرى غير أنه يعد عاملا مساعدا ومؤثرا على الميول العدوانيةلدى الشباب والمراهقين، الذين تعمل القنوات الفضائية على جذب أكبر عدد منهم.
محمد الصباغ