رمضان بروحه ولياليه، وفوانيسه وبهجته، يتشاركه الجميع فى مصر، المسلمون والمسيحيون أيضاً، تُحمل له انطباعات شيقة، كالولع بالفانوس المضىء، وتُحمل له كذلك انطباعات سيئة عن «عطلة» تبرر دائماً بـ«معلش عشان رمضان كل سنة وانت طيب». وفى حين يتشارك الجميع فى مائدة إفطار واحدة، يفضل البعض أن يتشارك كذلك الصوم عن الأكل والشرب والإفطار على صوت المدفع.
يشارك نادر نبيل، 29 عاماً، أصدقاءه الإفطار، ويتجنب تناول الطعام والشراب أمام أصحابه وهم صائمون، ولذا، بحكم عمله الذى يفرض عليه الوجود فى الشارع كثيراً حتى قبل الإفطار، فإنه يكون صائماً. ويذكر نبيل فى أحد الرمضانات، كان ينوى الصيام مع أصدقائه، ولكنه تعب وعطش بشدة، وألح عليه أصدقاؤه ليشرب ولكنه رفض ليكمل الصوم ونام على مكتبه من شدة التعب، «صحيت على المدفع شربت إزازة ميه ومعرفتش آكل». وحين سألته ما الذى يجبره على ذلك؟ أجاب قائلاً: «والله مش عارف بس قلت مينفعش آكل واشرب وانتوا صايمين كده».
تحمل مونيكا نبيل، 27 عاماً، مشاعر متناقضة لرمضان، حيث كانت وهى صغيرة تحرص على شراء فانوس صغير تضعه فى ميداليتها، كان يمثل لها «رمضان» رغم استهجان واستغراب والدتها من ذلك بعدما كبرت «بتعملى بيه ايه يعنى؟». كان رمضان يعنى أنه «ممنوع الأكل فى المدارس قدام اخواتنا المسلمين عشان صايمين»، لكن بعد فترة توقفت مونيكا عن شراء الفانوس، وأصبح رمضان فى الأعوام الأخيرة «هوجة المسلسلات والإعلانات» و«المتاجرة بالفقراء»، وأسوأ شىء تراه مونيكا هو «العطلة فى كل شىء» فتغلق المحلات والمصالح الحكومية مبكراً، هذا بالإضافة إلى تجنب ملابس معينة فى الشارع أثناء رمضان حتى لا تثير استهجان الناس وتعليقاتهم خلال رمضان أكثر من أى وقت آخر من العام «بالاستغفار والحوقلة واللهم إنى صائم».
مونيكا، المتزوجة حديثاً، تحتفل لأول مرة برمضان فى بيتها، اشترت فانوساً كبيراً ووضعته فى الصالة وأضاءته، تقول: «عامل بهجة فى جو البيت»، وستقوم بدعوة أصدقائها لأول مرة للإفطار فى منزلها الجديد.
وحصلت نانسى فارس، 25 عاماً، على فانوسين كانا هديتها من أصدقائها المسلمين، تقول نانسى: «غالباً أصحابى المسلمين هما اللى بيقولولى كل سنة وانت طيبة مش العكس». نانسى تفطر كثيراً مع مسلمين، فهى تقريباً لا يوجد لديها أصدقاء مسيحيون. ليس هذا فقط، بل إنها تكون صائمة حتى ولو عن الطعام فقط حين تفطر مع أصدقائها.
آمال سامي