26 يوليه, 2017

قاعدة "محمد نجيب".. صمام أمان مصر

قاعدة "محمد نجيب".. صمام أمان مصر

يوماً بعد يوم، وعاماً بعد عام، تثبت مصر بأن لديها جيشاً قادراً على حمايتها من جميع الأخطار، وأصبح للوطن «سيف ودرع»، فبعد أيام قليلة من تصنيف موقع «Global Firepower»، المتخصص فى رصد قوة الجيوش حول العالم، الجيش المصرى ضمن أقوى عشر جيوش عالمية، افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى، قاعدة «محمد نجيب» العسكرية، التى تعد أكبر قاعدة فى الشرق الأوسط وأفريقيا، وتضم جميع أشكال الحياة العسكرية بأساليبها الحديثة، وذلك بحضور ولى عهد أبوظبى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وتعد قاعدة محمد نجيب العسكرية إنجازاً جديداً يضاف إلى إنجازات القوات المسلحة المصرية، وقد تم إنشاء القاعدة ضمن إطار استراتيجية التطوير والتحديث الشامل للقوات المسلحة لتكون أكبر قاعدة عسكرية فى الشرق الأوسط، وتم دعم القاعدة بوحدات إدارية وفنية جديدة وإعادة تمركز عدد من الوحدات التابعة للمنطقة الشمالية العسكرية بداخلها، بما يعزز من قدرتها على تأمين المناطق الحيوية بنطاق مسئوليتها غرب مدينة الإسكندرية ومنطقة الساحل الشمالى، والتى من بينها محطة الضبعة النووية وحقول البترول وميناء مرسى الحمراء ومدينة العلمين الجديدة وغيرها.

جدير بالذكر، أن القاعدة العسكرية الجديدة، كانت فى الأساس مدينة عسكرية تم إنشاؤها فى عام 1993، فقامت الوحدات الهندسية بالقوات المسلحة بتطويرها وتحويلها إلى قاعدة عسكرية كبرى، وتم إطلاق اسم اللواء محمد نجيب عليها، وقد تم بناء القاعدة بشكل توسعى فشملت 1155 مبنى ومنشأة، وتم تطوير وتوسعة الطرق الخارجية والداخلية بالقاعدة بطول 72 كم، منها وصلة الطريق الساحلى بطول 11.5 كم، وطريق البرقان بطول 12.5 كم، ووصلة العميد بطول 14.6 كم، والباقى عبارة عن طرق داخل القاعدة بلغت 18 كم، مع إنشاء أربع بوابات رئيسية، وثمانى بوابات داخلية للوحدات، كما اشتملت الإنشاءات الجديدة على إعادة تمركز فوج لنقل الدبابات يسع نحو 451 ناقلة حديثة لنقل الدبابات الثقيلة من منطقة العامرية، بالإضافة لإعادة تمركز وحدات أخرى من منطقة كينج مريوط لتكتمل القاعدة العسكرية. وسعت القوات المسلحة إلى تزويد منظومة التدريب القتالى فى القاعدة بإنشاء 72 ميداناً قتالياً متكاملاً، شمل مجمع لميادين التدريب التخصصى، وميادين رماية الأسلحة الصغيرة، ومجمعاً لميادين الرماية التكتيكية الإلكترونية باستخدام أحدث نظم ومقلدات الرماية، وتطوير ورفع كفاءة وتوسعة منصة الإنزال البحرى بمنطقة العميد، كما تم إنشاء مدينة سكنية مخصصة للتدريبات المشتركة، منها 27 استراحة مخصصة لكبار القادة، و14 عمارة مخصصة للضباط، وتم تجهيزها بأثاث فندقى، و15 عمارة مماثلة لضباط الصف، مع رفع كفاءة وتطوير مبنيين مجهزين لإيواء الجنود بطاقة 1000 فرد.

وشمل التطوير بالقاعدة إنشاء بوفيهات ومطاعم للضباط والجنود، وإنشاء قاعات للمحاضرات والتدريب، مع تطوير النادى الرئيسى للقاعدة وحمام سباحة وصالة للمنازلات الرياضية مزودة بأحدث التقنيات الرياضية والترفيهية، ورفع كفاءة وتطوير مستشفى الحمام العسكرى ليكون بطاقة 50 سريراً وتزويده بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية، وإنشاء معمل وعيادة طبية بيطرية، وتطوير وحدة إنتاج الخبز بالقاعدة لتصبح 6 خطوط تعمل بالغاز بدلاً من 4 خطوط قديمة تعمل بالسولار.

بالإضافة إلى تجهيز قاعة مخصصة للمؤتمرات متعددة الأغراض تسع نحو 1600 فرد، ملحقاً بها مسرح مجهز بأحدث التقنيات، ومركز للمباريات الحربية، ومعامل للغات والحواسب الآلية ومتحف للرئيس الراحل محمد نجيب، وإنشاء مسجد يسع لأكثر من 2000 مصلٍ، وإنشاء قرية رياضية تضم صالة رياضية مغطاة وملعب كرة قدم أولمبى، ونادٍياً للضباط وآخر لضباط الصف مجهزين بحمام سباحة و6 ملاعب مفتوحة وملاعب لكرة السلة والطائرة واليد. كما لم تغفل القوات المسلحة الجانب الاقتصادى بالقاعدة، فأنشأت العديد من المزارع والمساحات الخضراء، فتمت زراعة 379 فداناً بالأشجار، وزراعة 1600 فدان بالنباتات الموسمية كالقمح والشعير والفول والخضراوات، وإنشاء 3 أحواض لتكديس المياه العكرة بطاقة 70 ألفاً مكعبة لاستخدامها فى الزراعة، وحوض لرى المسطحات الخضراء وأعمال التنسيق بالموقع، فضلاً عن سعى المنطقة إلى المساهمة بمشروع طموح لإنتاج اللحوم، يهدف فى مرحلته الأولى تربية ألف رأس من الماشية.

وتأتى أهمية القاعدة باعتبارها إنجازاً جديداً يضاف إلى إنجازات القوات المسلحة، وتأكيداً على استراتيجية التطوير والتحديث الشامل والمستمر، التى تقوم بها القوات المسلحة من أجل تعزيز قدراتها على تأمين المناطق الحيوية، خاصة القريبة من القاعدة بنطاق مسئوليتها.

وتعليقاً على الأهمية الاستراتيجية والأمنية لقاعدة «محمد نجيب العسكرية» يقول الخبير الأمنى اللواء محمود خلف مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، إن الاستراتيجية والمنظومة الأمنية التى تقوم بها القوات المسلحة مهمة وضرورية لحماية الأمن القومى المصرى، وهذه القاعدة تمثل استراتيجية أمنية كبرى لمصر فى ظل التحدى الأمنى الذى تفرضه علينا البيئة المحيطة بنا، وما تعانيه دول عديدة من الإرهاب والتطرف، مشيراً إلى أن القاعدة تعمل على حفظ النظام الأمنى لمصر من المخاطر التى تهددها، وبخاصة المناطق الحيوية الموجودة فى الجانب الغربى للبلاد، مع وجود شريط حدودى لها مع دول تعانى من الإرهاب.

وأوضح خلف، أن قاعدة اللواء محمد نجيب العسكرية قاعدة أمنية تعد أول قاعدة عسكرية مصرية متكاملة، بها وحدات متخصصة ومجهزة للقتال والاشتباك، وتستطيع أن تواجه الأخطار التى تهدد الوطن من الناحية الغربية، منوهاً إلى أن القاعدة تعد أكبر قاعدة عسكرية فى الشرق الأوسط تحتوى على وحدات قتالية مجهزة ووحدات تدريب متعددة ومخازن للأسلحة والمعدات اللازمة لحماية الأمن، ووحدات للقوات الجوية والدفاع الجوى، ووحدات للحرب الإلكترونية، ووحدات للفرق المتخصصة.

وأكد الخبير الأمنى أن المنطقة الغربية لمصر هى منطقة موجودة على شريط حدودى طويل على الجانب الآخر دولة ليبيا وما بها من مخاطر تهدد الأمن القومى، بالإضافة إلى وجود مشروعات قومية واستراتيجية مهمة كمحطة الضبعة النووية، وحقول البترول، ومدينة العلمين الجديدة، وميناء مرسى الحمراء على البحر المتوسط، وكلها مشروعات حيوية فى حاجة لقاعدة مثل قاعدة محمد نجيب العسكرية لحمايتها.

حسن مصطفى

قراءة (3054)/تعليقات (0)

كلمات دالة: