01 أغسطس, 2017

كاميرات مراقبة.. والهدف: "تهويد القدس"

كاميرات مراقبة.. والهدف: "تهويد القدس"

رغم تراجع الاهتمام الرسمى العربى بالقضية الفلسطينية فى السنوات الأخيرة، خاصة بعد ثورات الربيع العربى، وانشغال كل دولة بمشاكلها الداخلية والصراعات الطائفية والمذهبية ومحاربة الفكر المتطرف والإرهاب والتشدد من قبل التنظميات الإرهابية، إلا أن فلسطين تبقى القضية المركزية فى الوطن العربى، بحكم تعرض الشعب العربى الفلسطينى للعدوان المتكرر من الاحتلال الإسرائيلى منذ ما يزيد على مائة عام، ليس هذا فحسب، بل لأن هذا العدوان موجه فى الأساس ضد الدول العربية واستقرارها وأمنها.

ويتعرض المسجد الأقصى والمصلون لعدد كبير من الاعتداءات والانتهاكات من العدو الإسرائيلى منذ احتلال القدس الشرقية عام 1967، وتنوعت أشكال الاعتداء على المسجد الأقصى ما بين اقتحام واعتقال المصلين ومنع آخرين من الدخول، والقتل، وإقامة شعائر يهودية داخله، ومؤخراً اعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيل مفتى القدس الحالى، ومنعت الصلاة فى المسجد الأقصى لأول مرة منذ 48 عاماً.

من جانبه، يرى الدكتور عبدالفتاح خضر أستاذ الدراسات العليا بجامعة الأزهر، أن ما يحدث فى القدس المحتلة جريمة حرب لا جدال فى ذلك، حيث إن القانون الدولى يوجب على بلد الاحتلال احترام الحريات الإنسانية ومنها العبادة، حتى فى «جونتانموا» تم السماح للمسلمين بالصلاة رغم وجودهم فى السجن، أما وإن هؤلاء أحرار يعيشون على تراب أرضهم، فكل الشرائع السماوية وكل القوانين الوضعية توجب لهم حرية العبادة فى مساجدهم.

وأضاف خضر، أن المنع من دخول المسجد أو منع الصلاة فيه يوجب الضغط بكل أنواعه من خلال القنوات الدولية وقوانين العدالة التى يتشدق بها الغرب التى بموجبها تكفل الحريات العامة، بل وحرية الحيوان وحمايته فى المحميات وتجريم صيده أو الاعتداء عليه.

ويرى الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن القضية الفلسطينية اكتسبت تغطية إعلامية واسعة فى الأيام الأخيرة ليس بسبب فتح أو غلق أبواب المسجد الأقصى أو مجرد منع المصلين ووضع قيود على الدخول والكاميرات، فهذا تسطيح لما يحدث فى القدس الآن، فما تقوم به إسرائيل فى الفترة الأخيرة ليس مقتصراً على ذلك، فما يحدث فى الأراضى المحتلة، وتحديداً القدس، مرتبط بمخطط تهويد القدس 2020، والذى يستهدف نقل المقدسيين وبيوتهم من القدس إلى أماكن أخرى.

وأوضح أن تنفيذ الاحتلال الإسرائيلى لمخططه فى هذا التوقيت بسبب سيطرة اليمين المتطرف على الحكومة الإسرائيلية، الذى يتزعمه موشيه كاتس وزير التقديرات والاستخبارات وزعيم البيت اليهودى، كما أنهم يسعون لاستبدال المقدسيين بـ150 ألف مستوطن يهودى يعيشون فى القدس.

ويرى الدكتور بشير عبدالفتاح الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن القضية الفلسطينية تغيبت بالفعل عن تصدر اهتمامات الدول العربية فى الفترة الأخيرة بسبب الظروف التى مرت بها بعض هذه الدول، لكن ما حدث مؤخراً فى المسجد الأقصى جدد الاهتمام بالقضية الفلسطينية، وما حدث يعتبر فرصة للم الشمل العربى.

وأشار إلى أنه من الضرورى أن تقوم الدول ذات العلاقات العلنية مع إسرائيل بقطعها بعد فعلتها هذه، وكذلك العلاقات غير العلنية يجب أن تقطع حتى تشعر إسرائيل بأنها تدفع ثمناً لما تفعله، لكن للأسف فإن كل دولة عربية تبحث عن مصلحتها الخاصة، وتخضع كذلك لضغوط أمريكية لتطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلى.

ويؤكد الدكتور مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية فى القاهرة، أن الإعلام المصرى لم يركز على القضية الفلسطينية باعتبارها الأولى والأهم، ولكنه ركز بشكل أكبر على القضايا الداخلية، كما يرى أن اهتمام المواطن المصرى بما يجرى فى الأراضى المحتلة لم يقل، لكنه صار يعرف أن الدول العربية لن تفعل شيئاً تجاه ذلك فأصبح هناك نوع من الاستسلام لتخاذل الدول العربية فى مناصرة الشعب الفلسطينى.

نعمات مدحت - آمال سامي

قراءة (3282)/تعليقات (0)

كلمات دالة: