13 أغسطس, 2017

تفاصيل 4 لقاءات تحضيرية بين الأزهر وجامعة الدول العربية لمحاربة التطرف

تفاصيل 4 لقاءات تحضيرية بين الأزهر وجامعة الدول العربية لمحاربة التطرف

فى إطار رؤية واستراتيجية واضحة فى تقديم الصورة الصحيحة عن الحضارة العربية الإسلامية والتصدى لمحاولات الإساءة للإسلام وتشويه قيمه السمحة، وإثراء الحضارة الإنسانية وحرصا من الأزهر الشريف على تعزيز التعاون الرسمى المشترك مع جامعة الدول العربية لدعم الحوار والتواصل الحضارى، ونشر قيم التسامح والإسلام الوسطى المعتدل، ومواجهة الأفكار المتطرفة، وبعد تعاون شبه رسمى استمر لأكثر من  13 عاما وقع الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر والسفير بدر الدين علالى، الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشئون الاجتماعية بالجامعة العربية، مذكرة تفاهم بشأن ترسيخ التعاون المشترك بين الأزهر الشريف والجامعة العربية وبذل جهود أكبر لتحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع فى مواجهة التطرف والإرهاب وظاهرة «الإسلاموفوبيا» لدى الغرب وتصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام.

ونصت المذكرة على تعاون الجانبين فى المجالات المتعلقة بدعم الحوار والتواصل الحضارى، لترسيخ القيم الإنسانية والأخلاقية المشتركة، كما نصت على التنسيق المشترك بين الطرفين فى مجال تصحيح صورة العرب والمسلمين فى وسائل الإعلام العالمية، وأن يتعاونا فى تنظيم المؤتمرات والندوات وورش العمل واللقاءات الحوارية فى الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، فضلا عن إعداد وتنفيذ مشروعات مشتركة ووضع تصور لتلك المشروعات وتنفيذها وفقا لترتيبات محددة.

وعلى هامش التوقيع بحث الجانبان كيفية إغلاق المنافذ على الإرهابيين والمتطرفين وأصحاب الآراء المتشددة والتى يتسللون منها إلى عقول الشباب فى الإطار الفكرى والثقافى لمواجهة التطرف والإرهاب.

حيث استعرض الدكتور شومان ما استحدثه الأزهر من أدوات مثل مرصد الأزهر والفتوى الإلكترونية لتفنيد أعمال الجماعات الإرهابية من خلال المرصد، وما يقوم به الأزهر من جهود على يد سفرائه من الدعاة خارج مصر لنشر الوسطية فى 100 دولة يحتضن الأزهر الشريف أبناءها فى مدينة البعوث الإسلامية وما يقدمه من ندوات ومحاضرات لتصحيح المفاهيم وتقديم الصورة الصحيحة للإسلام الوسطى بمنهج الأزهر المعتدل لـ40 ألف طالب  بمثابة سفراء للإسلام فى بلادهم إضافة إلى جولات فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر بجميع دول العالم لتصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام فكريا، وكذا المؤتمرات والندوات واللقاءات التى تعقد باستمرار لإدانة أفعال العنف والتطرف. من جانبه، أكد السفير بدر الدين علالى الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أهمية مذكرة التفاهم فى ترسيخ سبل التعاون المشترك بين الجانبين، ودعم الحوار والتواصل الحضارى، ونشر قيم التسامح والإسلام الوسطى المعتدل فى مواجهة الأفكار المتطرفة وذلك فى ضوء ما يمثله الأزهر الشريف وما يقوم به من جهود لنشر الفكر الوسطى المعتدل فى العالم الإسلامى، وما يتمتع به من قبول واسع لدى الرأى العام الغربى.

معلنا عن سعى الجانبين فى التصدى لمحاولات الإساءة للإسلام، ووضع رؤية واستراتيجية مشتركة للتعامل مع هذه الحملات الرامية لتشويه الإسلام وقيمه السمحة، وذلك بما يسهم فى تقديم الصورة الصحيحة حول الحضارة العربية الإسلامية، وتنسيق الجهود المشتركة فى مجال تصحيح صورة العرب والمسلمين فى وسائل الإعلام العالمية، وتنظيم المؤتمرات والندوات وورش العمل فى المجالات ذات الاهتمام المشترك، على أن تكون هناك ورشة عمل فى النصف الأخير من هذا الشهر تحت عنوان «اعرف حقك» لتكون باكورة عمل بعد توقيع المذكرة بعد تعاون استمر أكثر من 13 عاما منذ 2004.

وعلى هامش التوقيع أيضاً وفى تصريح لـ«صوت الأزهر» بينَّ الدكتور عباس شومان أن توقيع مذكرة التفاهم بين الأزهر الشريف وجامعة الدول العربية يسهم بشكل كبير فى دفع العمل المشترك بين الأزهر والجامعة العربية لبذل جهود أكبر لتحقيق نتائج ملموسة وسريعة فى مواجهة التطرف والإرهاب. لافتا إلى أن التعاون يقوم على إطار فكرى لمواجهة التطرف والإرهاب ومحاربة الأفكار المغلوطة.    

فى ذات السياق قال الدكتور كمال بريقع عضو مركز حوار الأديان والحضارات بالأزهر، المشرف بمرصد الأزهر، على هامش توقيع مذكرة التفاهم بين الأزهر وجامعة الدول العربية، إن توقيع مذكرة تفاهم لمواجهة الفكر المتطرف والحد من اتساع دائرة العنف ومواجهة الانحراف الفكرى مع الجامعة العربية جاء من منطلق حرص الأزهر على أن توصيل رسالته داخل مصر وخارجها بتقديم المعرفة الصحيحة لتعاليم الإسلام السمحة، ولتحصين الشباب من الوقوع فريسة للفكر المتشدد وحمايتهم من خطر التطرف، لافتاً إلى أن الجامعة سوف تسهم فى هذا المجال بشكل كبير من خلال الأنشطة الواسعة والمتعددة مع جميع دول العالم.

وأوضح بريقع، أن هناك 4 لقاءات تحضيرية تمت بين الأزهر وجامعة الدول العربية استعداداً لعقد ورشة عمل فى نوفمبر المقبل، وتستضيف 50 شاباً عربياً ومصرياً بعنوان «نعم من أجل مواجهة التطرف وتعزيز الحوار»، وذلك بمشاركة «مركز الحوار، والرابطة العالمية لخريجى الأزهر، والجامعة العربية، ومؤسسة اليونيسكو»، مضيفاً أن هناك برنامجا سنوياً تعقده جامعة الدول العربية تستضيف من خلاله شباب من دول العالم لتصحيح المفاهيم المغلوطة، ولذا كانت هناك محاضرات عامة أهمها محاضرة عن «بيت العائلة»- أول كيان يجمع بين المسلمين والمسيحيين- كما كنا نحرص على إجراء حوارات مفتوحة للتعرف على ما يدور بأذهانهم للرد عليهم وتصحيح الصورة المغلوطة.

وأشار إلى أن هناك تنسيقاً جارياً بين حوار الأديان والحضارات بالأزهر وإدارة حوار الحضارات بالجامعة العربية لاستئناف أعمال مبادرة أقامتها وزارة التعليم العالى لتصحيح الصورة المغلوطة والمكونة فى أذهان شباب الغرب، والتى بدأت بالتعاون فى استقبال العديد من الوفود الشبابية من «أوروبا، أمريكا، كندا، أستراليا»، وتنظيم عدد من المحاضرات وورش العمل للتعريف بجهود الأزهر فى تجديد الخطاب الدينى وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام والمسلمين.

محمد الصباغ

قراءة (639)/تعليقات (0)

كلمات دالة: