13 أغسطس, 2017

سامية بيبرس.. الوزير المفوض بجامعة الدول: ندرس مشاركة الأزهر في قوافل السلام التي يُطلقها عالمياً

سامية بيبرس.. الوزير المفوض بجامعة الدول: ندرس مشاركة الأزهر في قوافل السلام التي يُطلقها عالمياً

تقول سامية بيبرس الوزير المفوض مدير إدارة حوار الحضارات بجامعة الدول العربية- أول سيدة تتولى هذا المنصب بالأمانة العامة للجامعة- إن توقيع مذكرة التفاهم والتعاون بين الجامعة العربية والأزهر الشريف جاء فى وقت أصبح الوضع فيه ملّحاً لمواجهة الظواهر الغريبة على مجتمعاتنا العربية والإسلامية، ولمكافحة التطرف الذى بات يقوض عملية السلام العالمى، ولإلقاء الضوء على قيم الإسلام الحقيقية، خاصة أن الأزهر له باع طويل فى هذا الجانب.

وأوضحت بيبرس فى حوار خاص لـ«صوت الأزهر»، أن البروتوكول سيسهم فى تأدية رسالة الجامعة فى تصحيح صورة الإسلام والتصدى لحملات تشويهه، والقضاء على ظاهرة الإسلاموفوبيا، لافتة إلى حرص الجامعة على استثمار خبرة الأزهر فى هذه المجالات لتحقيق نجاحات غير مسبوقة.

 

شهدنا نهاية الأسبوع الماضى توقيع مذكرة تفاهم بين الأزهر وجامعة الدول العربية فهل يعكس هذا علاقة جديدة من التعاون المشترك؟

التعاون بين الأزهر والجامعة العربية قائم منذ فترة طويلة، ربما قبل العام 2004، ومذكرة التفاهم ما هى إلا وضع إطار قانونى وطبيعى للتعاون بين المؤسستين، ووضع استراتيجية للتعاون المشترك فى مواجهة التطرف والتصدى لحملات تشويه صورة الإسلام التى تبثها بعض الدوائر السياسية الغربية وبعض وسائل الإعلام الغربية، وانتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا، فأصبح الوضع ملّحاً لمواجهة تلك الظواهر من خلال  التعاون والعمل المشترك لمكافحة التطرف الذى بات يقوض عملية السلام العالمى، ولإلقاء الضوء على قيم الإسلام الحقيقية.

هل يعد لهذا التوقيع طابعاً خاصاً سيما وأنكم ذكرتم أن التعاون بين الجانبين قائم منذ زمن؟

حقيقة نشعر بالفخر بتوقيع مذكرة التفاهم بين الجانبين لما للأزهر من مكانة متميزة فى الاعتدال والوسطية وما يتمتع به من قبول واسع بين الرأى العام الدولى، ما يجعلنا نستثمر خبرة الأزهر فى هذه المجالات لتحقيق نجاحات غير مسبوقة، إضافة إلى أن البروتوكول سيسهم فى تأدية رسالة الجامعة لتصحيح صورة الإسلام خاصة فى الدول الأوروبية والآسيوية، كذلك فى ظل انتشار التطرف المؤدى للإرهاب والذى يستغل الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة فى تجنيد الشباب ما جعل هذا الأمر على رأس أولويات الأمانة العامة.

وبما أن التعاون قائم نود التعرف على أهم البرامج والأنشطة التى تم تنفيذها أخيراً بالتنسيق بين مؤسسة الأزهر والجامعة العربية؟

استضافت الجامعة العربية مستعينة بالأزهر وفوداً شبابية من الأوروبيين والغرب سواء بمقر الجامعة أو بمشيخة الأزهر لإلقاء محاضرات نسلط فيها الضوء على رؤية الإسلام للأمور العصرية، وفتح حوارات مع الشباب لتوضيح الصورة وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام، كما نقوم بالرد على كل ما يدور بأذهان الشباب الغربى عن حقيقة الإسلام من خلال حوار مفتوح، ثم نطرح عليهم بعض الأسئلة فنجد مردوداً إيجابياً لديهم.

ما أهم ما ستشهده الجامعة فى هذا الصدد خلال الفترة المقبلة؟

هناك ورشة عمل فى نوفمبر المقبل بالتنسيق مع الأزهر نعد لها الآن، وقد تم عقد عدة اجتماعات تحضيراً لها، والتى نستضيف فيها عدداً من الشباب العربى والأوروآسيوى أفريقى، الذين يتم اختيارهم بترشيح حكوماتهم، فى ظل مشاركة «الأزهر، والكنيسة المصرية، والرابطة العالمية لخريجى الأزهر، ومنظمة اليونيسكو»، وسيتم إلقاء محاضرات عن كيفية استخدام النصوص الدينية فى سياقها الصحيح، وذلك على أيدى متخصصين فى حوار الحضارات ومكافحة التطرف، مع الحرص على التمثيل النسائى فى تلك المحاضرات، ما يعد باكورة عمل مذكرة التفاهم.

يسعى الأزهر الشريف جاهداً لنشر السلام عالمياً وتصحيح صورة الإسلام فكيف يمكن التعاون بينكم فى هذا المجال؟

للأزهر إنجازات كبيرة فى هذه المرحلة من خلال ما يقوم به من أدوار أهمها قوافل السلام، والتى نسعى للتنسيق مع الأزهر لإخراج قوافل مشتركة قريباً لتوعية الشباب وحمايتهم وتحصينهم من التطرف.

بحكم عملكم الدبلوماسى كيف لمستِ مردود المؤسسات الغربية من جولات فضيلة الإمام الأكبر؟

جولات الإمام الأكبر كان لها مردود إيجابى من الرأى العام العالمى لمسته بوضوح من خلال تواصلى مع المؤسسات الغربية، ففى كلمة فضيلته فى البرلمان الألمانى التى كان لها صدى واسع داخل المجتمع الألمانى، أكد لى ذلك الدبلوماسيون الألمان، كما أن الدكتور الطيب نموذج للعالم المنفتح فكرياً باحترامه للثقافات الأخرى والديانات المختلفة، ومؤسسة الأزهر منفتحة على جميع الثقافات والأديان، وشهدت تحركاً دولياً واسعاً للإمام الأكبر خلال الفترة الماضية حتى استشعرت من خلال ردود الفعل الدولية بأن الأزهر كما هو قبلة المسلمين والعرب فهو مرجعية للمجتمعات الغربية بدليل أن الراغبين فى اعتناق الإسلام يرجعون للأزهر.

كيف لمستِ الردود الغربية من مؤتمر «السلام العالمى» الذى أقامه الأزهر بحضور بابا الفاتيكان؟

من واقع مشاركتى فى المؤتمرات الدولية استشعرت أن الأزهر يتمتع بقبول واسع لدى المجتمع الدولى لما يحمله من وسطية بعيدة كل البعد عن الفكر المتطرف، وبعد مؤتمر «الأزهر للسلام العالمى» بات يتمتع بمصداقية أوسع لدى الرأى العام الدولى.

نود التعرف على أهم أهداف إدارة حوار الحضارات؟

إنها تهدف إلى إقامة جسور للتواصل والتفاعل العربى مع أتباع الحضارات الأخرى، وتعزيز التعاون المشترك لمواجهة الأخطار الدولية التى تهدد السلم والأمن العام العالمى، ومكافحة الأفكار المتطرفة والإرهابية والتصدى لظاهرة الإسلاموفوبيا، ومتابعة أعمال العنف والتمييز بأشكاله والتعصب بجميع صوره والذى يمارس ضد العرب والمسلمين فى العديد من المجتمعات الغربية، ومواجهة التطرف، والتصدى للتحريض على العنف بسبب العرق أو الدين.

محمد الصباغ

قراءة (1328)/تعليقات (0)

كلمات دالة: