يواصل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف متابعته لقضية فتيات تشيبوك اللاتى تعرضن للاختطاف من قبل مسلحى جماعة بوكو حرام الإرهابية منذ أبريل 2014، ومنذ ذلك الحين وهذه القضية تشغل الرأى العام لا فى نيجيريا وحدها بل صارت قضية عالمية، وفى آخر تطورات هذه القضية حثّت الأمم المتحدة الحكومة النيجيرية على مضاعفة جهودها لتحرير باقى الفتيات المختطفات لدى الجماعة والبالغ عددهن نحو 100 فتاة وسيدة بعد تحرير 100 أخريات فى صفقة تبادلية، وفرار نحو 60.
من جانبها أكدت الحكومة النيجيرية مواصلة الجهود لتحرير باقى الفتيات المختطفات، وأعلنت عن استراتيجيتها لإعادة دمج أولئك الفتيات فى المجتمع من خلال برامج تأهيل نفسى وبدنى فى مراكز متخصصة، بهدف رفع آثار المعاناة عن المحررات من جحيم بوكو حرام.
وفى شهادة لها أخبرت إحدى العائدات من جحيم جماعة بوكو حرام، أن المختطفات يتعرضن لشتى ألوان التعذيب البدنى والنفسى، فضلاً عن محاولات الخداع المستمرة التى تحاول الجماعة من خلالها تضليل الفتيات وإقناعهن بأن ارتداء حزام ناسف وتفجير أنفسهن وقتل آمنين هو من الإسلام، أو أن إنجاب أبناء وتربيتهم على حمل السلاح وترويع الآمنين جهاد مشروع فى الإسلام.
وقالت عائشة يريما- 25 عاماً- «الآن علمت بكذب ما كانت تخبرنا به بوكو حرام». وكان ذلك بعد إتمام برنامج إعادة التأهيل وإزالة الأفكار المتطرفة، إلا أنه بعد مرور ثلاثة أشهر من إخضاعها للبرنامج التأهيلى فاجأت الجميع بعودتها مجدداً إلى أحضان الجماعة، مما يثير كثيراً من علامات الاستفهام حول أسباب عودتها مرة أخرى. ويشدد مرصد الأزهر مجدداً على أهمية المقاومة الفكرية للجماعات الإرهابية، التى تفلح فى بعض الأحيان فى مساعيها الخبيثة لإقناع الشباب بأفكارها المتطرفة من خلال الترغيب بهدايا ووعود وإغراءات كثيرة تارة، أو الترهيب بالتهديد بالقتل والتنكيل تارة أخرى.