في المدينة المنورة نزلت آيات (القوامة) ـ قوامة الرجال على النساء، وفي ظل المفهوم الصحيح لهذه القوامة تحررت المرأة المسلمة من تقاليد الجاهلية الأولى، وشاركت الرجال في العمل العام ـ مختلف ميادين العمل العام - على النحو الذي أشرنا إلى نماذجه في القسم الأول من هذه الدراسة - فكان مفهوم القوامة حاضرا طوال ذلك التحرير ولم يكن عائقا بين المرأة وبين هذا التحرير.
ولحكمة إلهية قرن القرآن الكريم - في آيات القوامة - بين مساواة النساء للرجال وبين درجة القوامة التي للرجال على النساء، تقدم هذه المساواة على تلك الدرجة، عاطفا الثانية على الأولى بـ )واو( العطف، دلالة على المعية والاقتران: أي إن المساواة والقوامة صنوان مقترنان، يرتبط كل منهما بالآخر، وليسا نقيضين، حتى يتوهم واهم أن القوامة نقيض ينتقص من المساواة.