16 أغسطس, 2017

علماء دين: الاهمال داء قاتل.. والمهمل آثم

علماء دين: الاهمال داء قاتل.. والمهمل آثم

حذر الشرع الشريف من كل أنواع الآفات التى تفتك بالفرد أو الأمة، وأمر بالبعد عنها كى تستمر البلاد فى تقدمها وازدهارها، وأجمع علماء الأمة الإسلامية على أن الإهمال ما عرف مجتمعا إلا وكانت يد الخراب تدق على بابه، وفى هذا التحقيق يبين علماء الأزهر الشريف كيفية القضاء على مرض الإهمال الذى بات يضرب الامة فى مقتل.. مؤكدين أن المهمل المتعمد آثم شرعاً.

يقول الشيخ محمد زكى الأمين العام للجنة العليا للدعوة الإسلامية ورئيس لجنة المصالحات بالأزهر الشريف، إن الإهمال يعنى الفوضى واللامبالاة، والإسلام دين الجد والعمل والتوكل على الله قال تعالى:  (فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)، والتوكل على الله هو الأخذ بالأسباب، وترك النتائج لله رب العالمين، فمن أخذ بالأسباب أخذ ببركة الله، ومن ترك الأسباب فقد رفض معونة الله، ورسولنا الكريم يقول:  (لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُو خِمَاصاً وَتَرُوْحُ بِطَاناً)،  موضحاً أن الطبيب مثلا يأخذ بالأسباب ويبدأ بالتشخيص الجاد السليم ثم يبدأ بالعلاج، وكل حالة لها قدرها من العلاج كما أن لها من الأسباب.

 وأضاف الشيخ زكى: قِسْ على ذلك كل عمل عليك ترتيب وتنظيم وضبط حركته بما هو متاح.. ثم تترك النتائج على الله عز وجل، فلا يعقل أن ينشغل كل ذى عمل أثناء عمله - سواء كان سائقا أو جنديا أو طبيبا أو صاحب مهنة - بغير ما هو مكلف به ويعبث بما يشغله من محمول أو تليفزيون وغيره، فلا يجوز أن ينشغل بغير مهمته بل يكرس كل فكره وجهده فى ضبط عمله حتى لا يعرض الأرواح للهلاك، موضحاً أن الله عز وجل أمرنا أن نعد العدة لكل أمر صغيرا كان أو كبيرا، ونتخذ له من الأسباب والحيطة ما يضمن السلامة فى هذا الأمور البسيطة، فما بالكم فيما يتعلق بحياة الإنسان؟.

من جانبه قال الدكتور عبدالله محيى الدين عزب أستاذ العقيدة ووكيل كلية أصول الدين بالقاهرة جامعة الأزهر، إن من كمال شريعتنا الغراء اهتمامها بجميع شئون الحياة التى تتعلق بالإنسان، ولهذا أمرت كل فرد بالقيام بمسئوليته على قدر موقعه ومكانته، وفى الصحيح قال صلى الله عليه وسلم: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»، والإهمال هو الترك عن عمد أو نسيان، فهو نوع من الضرر أو الجرم، جنائيا كان أم مدنيا، يستحق عقوبة جزائية، والإهمال يستشرى فى الدول المتخلفة لغياب الوازع أو الرادع أو التقيد بما يأمر به الشرع الشريف،  وهو سلوك سلبى ناشئ عن إخلال الجانى بواجبات الحيطة والحذر التى تفرضها قواعد الدين والقانون أو الخبرة الإنسانية، مشيراً إلى أن صور الإهمال متعددة منها: الإهمال الأسرى الذى ترتب عليه ظهور العقوق والتفكك الأسرى، وانتشار الفواحش والأمراض الأخلاقية فى المجتمع،  وظهور أخطاء تربوية شنيعة.

ويبين عزب أن من أشد صور الإهمال العفو عن أخطاء المستهترين بالأرواح مما يجعله يستهين ويهمل لأنه يعلم أنه لا عقاب فمن أمن العقاب أساء الأدب، ومن صور الإهمال عدم الحزم مع كثير من السائقين الذين يتعاطون المخدرات والمنشطات حسب دراسات أجرتها مراكز بحثية كثيرة على عينه عشوائية من السائقين يحملون رخص قيادة، وجاءت النتيجة أن أكثر من 85% منهم يتعاطون المخدرات أثناء قيادة السيارات، مشيراً إلى أن هناك أنواعا أخرى من الإهمال منها: الإهمال فى أخذ العدة والحيطة من أعداء الأمة، والإهمال فى المستشفيات وإهمال الأطباء، والإهمال فى العمل سواء الفردى أو فى المؤسسات، كل هذا نتج عنه هذه الحوادث المفزعة من إزهاق لأرواح الأبرياء وإضاعة للأموال.

لطفي عطية

قراءة (1284)/تعليقات (0)

كلمات دالة:
12345الأخير