27 سبتمبر, 2017

العمامة الأزهرية.. بين الوقار ومحاولات التشويه

العمامة الأزهرية.. بين الوقار ومحاولات التشويه

تتسابق الفضائيات على إظهار عالم الدين فى غير صورته الحقيقية إلا فيما ندر، مستخدمة كل الوسائل وشتى الطرق لإظهاره بصفات السخرية والاستهزاء، كما حدث مؤخراً من إظهار خطيب مسجد وهو يرتدى الزى الأزهرى ويقوم بالغناء لأم كلثوم، لتفقد ثقة الناس فى عالم الدين وحتى يتساوى الصالح مع الطالح وتنهار تعاليمنا السليمة لصحيح الدين.

من جانبه، أوضح الدكتور عبدالمنعم فؤاد، عميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين؛ أنه خلال الفترة الأخيرة زاد التقليل والاستهزاء بالعمامة الأزهرية إلى أن وصلت إلى الغناء بالزى الأزهرى ومن قبل تعرضت فى الأفلام والمسلسلات وكأن من يريد الشهرة لا بد له أن يناطح السحاب فرجال الأزهر سحب بيضاء ناصعة الفكر والثراء المعرفى يواجهون أغراض المتحولين الذين يحسبون أنفسهم أصحاب رأى أو بصيرة ومعلوم عنهم أغراضهم الدفينة ومثل هؤلاء افتئات على الرموز والشخصيات الدينية لخلط الأوراق للقيم والأخلاقيات.

وقال الدكتور صابر طه، عميد كلية الدعوة الإسلامية السابق؛ إن التعرض لرجال الدين بهذه الطريقة ينم عن جهل القائمين على مثل هذه الأعمال وإنهم غير مدركين لمكانة وأهمية الدور الذى يقوم به رجل الدين فى التوعية والسماحة والحلول الوسطية التى يطرحها، والأفكار النيرة التى تهدى الناس حتى يكونوا قدوة فى أفعالهم وتصرفاتهم التى يشاهدها الكبير والصغير وكل فئات المجتمع.

وتساءل «طه»: هل كل الدعاة بهذا السوء من التصرف؟، قائلاً: لقد نالت هذه الصورة المشوّهة من شخصية الدين والدعاة على السواء حتى بات العزوف عن المساجد والإعلام الدينى هو السمة الأبرز عند التعامل مع تلك الوسائل وشخوص الدعاة.

وأكد الدكتور عبدالحميد متولى، رئيس المجلس الأعلى للائمة والشئون الإسلامية بالبرازيل؛ أن الشيخ بشر يصيب ويخطئ ولكنه فى المقام الذى يجب أن نحافظ عليه ونحيطه بالهيبة والوقار، لأنه فى المقام الذى يبلغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فينبغى عليه أن يكون قدوة فى وسائل إعلامنا كما جاء وليس أن يكون بسخرية أو استهزاء.

وأشار متولى إلى أن هناك من يهتم بتشويه صورة رجل الدين حتى ينزع الثقة من صدور الناس فى أئمة المسلمين حتى يحدثوا شقاقاً بين العمل بدين الله ومن يبلغ الدعوة وهذا ما يهدف إليه أعداء الإسلام بوسائلهم الإعلامية الكثيرة حتى يفرغون الدين من مضمونه ويظل الإسلام اسما فقط بعيداً عن العمل والتطبيق لأن الرمز والأسوة هو من يكون عليه الاحترام والتقدير والاقتداء فجربوا وسائل كثيرة حتى يتم لهم هذا الأمر ثم يحولون ذلك إلى التهكم والادوار المبتذلة التى تنكر الدور الفعال لخدمة الدين فى صور وأفكار هدامة ومحبطة ولم يجدوا أسرع من الوسائل الإعلامية والسينمائية فى نشر أفكارهم الضالة التى ليست فى الإسلام من شىء لتفريغه من وسطيته واعتداله وتطبيقه بصورته السمحة.

فى ذات السياق، أكد مرصد الأزهر الشريف، أن الزى الأزهرى ارتبط فى أذهان المصريين وباقى شعوب العالم الإسلامى بأنه زى علماء الدين وطلابه وأهل الفتوى، وأنه ليس زياً يرتدى عند الغناء، وأهاب المرصد بمن يحملون العمامة الأزهرية الالتزام بما يمليه هذا الزِى من الاهتمام بأمور العلم الدينى وتبيانه للناس والبعد عن ممارسة ما لم يألفه الناس من حاملى الزِّى الأزهري؛ مشدداً على أن مثل هذه الأمور تتنافى مع وقار الزى الأزهرى وهيبته واحترامه والتى ترسخت فى نفوس المسلمين وارتبطت بصورة جليلة ومهيبة لعلماء الدين؛ مؤكداً رفضه لمحاولات البعض تشويه الأزهر، وتشويه هيبة هذا الزى وترسيخ صورة نمطية سلبية عنه لتمحو من قلوب الناس تلك المكانة والهيبة التى ترسخت عبر قرون عديدة، ويؤكد المرصد احترامه لأنواع الفنون الراقية التى تهدف لتهذيب النفس وتوعية المجتمع.

مصطفى هنداوي

قراءة (1464)/تعليقات (0)

كلمات دالة: