05 أكتوبر, 2017

الأزهر بين جبهتين في سيناء .. "73" و"2017"

الأزهر بين جبهتين في سيناء .. "73" و"2017"

الإمام عبد الحليم محمود وجه الوعاظ إلى الجبهة.. والإمام الطيب أرسل القوافل الدعوية للتصدى للتطرف

يواصل الأزهر الشريف، أداء دوره الوطنى على جبهة القتال فى سيناء؛ فمنذ العاشر من رمضان عام 1393 هجرية، السادس من أكتوبر عام 1973 ميلادية، ذلك اليوم الخالد فى تاريخ مصر والذى حررت فيه قواتنا المسلحة أرض سيناء وطردت المحتل الإسرائيلى، والأزهر يواصل جهوده فى دعم أبطال الجيش والشرطة ورفع روحهم المعنوية لاستكمال معركتهم فى تطهير أرض الفيروز من الجماعات الإرهابية والمتطرفين الذين يستبيحون دماء الأبرياء ويهلكون الحرث ويعيثون فى الأرض فساداً.

الإرهاب الذى تشهده أرض سيناء فى وقتنا الراهن، لا يختلف كثيراً عن الإرهاب الذى مارسه الصهاينة ضد المصريين على مدار 6 سنوات بدأت بهزيمة يونيو 1967 م وحتى أكتوبر 1973 م؛ فالجماعات المتطرفة التى يطاردها أبطال قواتنا المسلحة تروع الآمنين وتقتل الأطفال والشيوخ والنساء وتسعى إلى إيجاد كيان غير مشروع لها فى أرض لا تملك من ترابها حبة رمل واحدة، وكذلك كان يفعل الكيان الصهيونى وقت احتلاله لسيناء، وكأن الإرهاب والمحتل الصهيونى وجهان لعملة واحدة، والأزهر فى كلا الحربين حاضر وبقوة ومساند لكل أجهزة الدول من أجل القضاء على أصحاب الفكر التكفيرى والمتشددين.

جبهة القتال

ففى معركة السادس من أكتوبر عام 1973 م، شدد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور عبدالحليم محمود - شيخ الأزهر آنذاك - على علماء الأزهر الشريف بضرورة الوجود على جبهة القتال كتفاً مع كتف بجوار جنودنا البواسل لرفع روحهم المعنوية والتأكيد لهم بأن النصر مقبل وأن حربهم ضد العدوان الصهيونى هى جهاد مقدس فى سبيل الله، وبالفعل حمل المشايخ تصريحات بـ«اللون الأحمر» ونزلوا فى الخنادق وأماكن التحصينات ووقفوا مع جنودنا البواسل بساحة القتال.

الدور ذاته - وإن اختلف العدو - يكرره علماء الأزهر الشريف؛ فمن منطلق الإحساس بالمسئولية واستكمالاً للدور الوطنى وجه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بتسيير قوافل دعوية وخدمية لمحافظة شمال سيناء، وذلك فى محاولة للتصدى للأفكار المتشددة، ولتكون بديلاً يوازى فكر المراجعات، ونبذ العنف الذى تقوم به الجماعات المتشددة ضد الدولة والمواطنين الأبرياء، وفى الوقت ذاته تدعم وتشارك مع قواتنا المسلحة فى حربهم ضد الإرهاب.

نهضة الوطن

وقد توجهت القافلة الدعوية الأولى من علماء الأزهر إلى شمال سيناء، فى 6 يناير عام 2014 م، واستمرت هناك حتى 20 من الشهر ذاته، واهتم العلماء المشاركون فى القافلة - وقتها - بإلقاء خطب الجمعة والدروس والندوات اليومية لنشر سماحة الإسلام ووسطيته وتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى كثير من الناس والحث على التعاون والعمل من أجل نهضة الوطن والحفاظ على مقدراته.

وأكد علماء الأزهر المشاركون فى القافلة الدعوية الأولى لسيناء؛ أنهم على استعداد لبذل كل الجهد والتضحيات فى سبيل دعوتهم، ولن تثنيهم عن مساندة قواتنا المسلحة ومكافحة الجماعات المتشددة والرد على أفكارهم المغلوطة أى عقبات أو تحديات مهما كان حجمها.

لم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، فقد وجه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بتسيير قافلة أزهرية أخرى «طبية ودعوية وغذائية» إلى مدن رفح والعريش والشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء، وضمت تلك القافلة 3 أطباء من أساتذة كلية الطب بجامعة الأزهر لتوقيع الكشف الطبى على الحالات المرضية، و4 من وعاظ الأزهر، و3 سيارات محملة بعشرة أطنان من المواد الغذائية، و800 بطانية، وكان فى وداع تلك القافلة - آنذاك - فضيلة الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، والدكتور محمد أبوزيد الأمير، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية السابق.

ترحيب شعبى ورسمى

وقد لاقت القوافل الدعوية والخدمية التى أرسلها الأزهر الشريف إلى شمال سيناء، كل الترحيب من الأهالى هناك، وعلى المستوى الرسمى أكد اللواء السيد عبدالفتاح حرحور، محافظ شمال سيناء أن دور الأزهر فى مواجهة الفكر المتطرف لا يقل أهمية عن دور القوات المسلحة؛ مشيراً إلى أن قوافل الأزهر لها دور مهم فى مواجهة الفكر المتطرف ونشر الدعوة الوسطية للدين الإسلامى.

وقد استعرض فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف؛ خلال اجتماعه فى الثانى من فبراير 2015 م، مع أعضاء المكتب الفنى برئاسة فضيلة الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، عمل القوافل الدعوية والطبية والغذائية التى أطلقها الأزهر الشريف إلى محافظات شمال سيناء واستمرارها فى كل المحافظات لمواجهة الفكر الإرهابى والتكفيري؛ انطلاقا من دور الأزهر الوطنى والدعوى والاجتماعى.

محمد أبوالعيون

قراءة (1801)/تعليقات (0)

كلمات دالة: