05 أكتوبر, 2017

علماء الدين: حرب أكتوبر نموذج للجهاد الذي يقوم على رد العدوان

علماء الدين: حرب أكتوبر نموذج للجهاد الذي يقوم على رد العدوان

أكد علماء الأزهر أن السلام هو الأصل فى الإسلام، والحرب استثناء، وأن الحرب ما شرعت فى الإسلام إلا من أجل صد أى عدوان يقع على المسلمين. وأضاف العلماء أن الحرب لم تشرع فى الإسلام من أجل الهيمنة أو السيطرة على مقدرات الشعوب والأمم، وكذلك لم تشرع الحرب فى الإسلام من أجل اكراه الناس على الدخول فى هذا الدين، وإنما شرعت من أجل تأمين المجتمع من العدوان، وتأمين طُرق الدعوة لنشر نور الله فى العالمين.

من جانبه، قال الدكتور عبدالفتاح العوارى، عميد كلية أصول الدين بالقاهرة؛ إن الحرب فى الإسلام شرعت أيضاً من أجل الدفاع عن الحرمات والمقدسات، حتى وإن كانت تلك الحرمات والمقدسات فى غير عقيدتنا، فالله تعالى أمرنا بالدفاع اولاً عن بيوت العبادة لغير المسلمين قال تعالى: {  وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً }، فالله تعالى بدأ ببيوت العبادة عند اليهود والنصارى وختم بمساجد المسلمين، والنبى صلى الله عليه وسلم وضع دستوراً للحرب فى الإسلام عندما أمر أتباعه بألا يقتلوا الأطفال أو الشيوخ أو النساء أو يهدموا دور عبادة غير المسلمين أو يقطعوا الأشجار وأن يكرمو الأسير،  إلى غير ذلك من الآداب السامية للحروب والتى لم توجد عند أى أمة غير المسلمين.

وأوضح «العوارى»؛ أن حرب السادس من أكتوبر كانت من أرقى الحروب التى روعى فيها الآداب الإسلامية، فالجيش المصرى البطل فى هذه الحرب المجيدة سجل أروع مشاهد البطولة والفداء، وحفظ حقوق العدو الذى كنا نقاتله، لذلك كانت هذه الحرب درءاً لعدوان مغتصب الأرض، وحماية لثغور الدولة وحدودها، واستعادة وتحرير للأرض من الصهاينة الذين أهلكوا الحرث والنسل وقتلوا السرى مثلما فعلوا فى حرب 1967 م، ولم يستخدم الجيش المصرى فى هذه الحرب أسلحة محرمة دولياً، ولم يقصف مدرسة للأطفال كما فعلت إسرائيل فى مدرسة بحر البقر، ولم يهدم الجيش المصرى بيتاً على أصحابه كما تفعل إسرائيل ذلك ليل نهار فى الأراضى العربية المحتلة.

 وأشار الدكتور أحمد سيد عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بقنا؛ إلى أن حرب السادس من أكتوبر، كانت رد اعتبار للإسلام والمسلمين وكان لها هدف نبيل يبقى أثره قوياً فى كل الأجيال العربية والمسلمة، فقد تحققت بها الكرامة للدول الإسلامية والعربية بين دول العالم، وتحققت الكرامة والعزة للإنسان المسلم والعربى من خلال كسر الغرور والخيلاء الإسرائيلى الذى كان لا نهاية ولا حدود له، فكان الانتصار العظيم للجيش المصرى فى تلك الحرب هو حماية لمقاصد الشريعة الإسلامية الخمسة من حفظ للدين والوطن والنفس والعقل والمال والعرض، فلا يمكن أن تتحق حماية الدين بغير جيش قوى ووطن حر.

وأكد عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بقنا؛ أن حرب السادس من أكتوبر نموذج حقيقى للحرب فى الشريعة الإسلامية من حيث رد عدوان شعب لا يرى إلا نفسه، ولا يعترف بحقوق الآخرين وضد كيان قائم على اغتصاب أراضى الآخرين ومقدراتهم، وبل الاستيلاء على مقدساتهم وحرماتهم وتاريخهم، ولذلك كان لا بد من وقفة لرد العدوان، وهذا مبدأ إسلامى تؤكده الشريعة الإسلامية وتحدد أهدافه وغاياته وقوانينه فى إعداد العدة والاعتصام بحبل الله، لذا كان النصر قوياً فى مقاصده وغاياته وبعيد كل البعد عن الجرائم والكوارث التى نشاهدها كل يوم من خلال إبادة الشعوب بأسلحة الدمار الشامل وتهجيرها.

بينما أوضح الدكتور محمد جمعة، مدرس الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بكفر الشيخ؛ أن الإسلام عندما شرع الحرب شرعها رداً للعدوان وهذه الحرب تكون مقصورة على المحاربين فقط، وليس المدنيين ولذلك أسلحة الدمار الشامل محرمة فى الإسلام لأنها لا تفرق بين مدنى وعسكرى، والإسلام يمنع الاعتداء على الأطفال والنساء والحيون وقطع الأشجار، لأن هذه الكيانات لم تمنع المسلمين واجباً ولم تسلبهم حقاً وهذا ما حدث فعلياً فى حرب أكتوبر فالمصريون لم يعتدوا على إسرائيل باعتبار المكان والموقع من حيث الثروات أو الزمان من حيث الحضارة والتاريخ ولا حتى المعتقد لتغيره ولكن الاعتداء وقع من إسرائيل على المصريين فى الأرض والثروات والتاريخ والحضارة وكان مخطط فى المستقبل بعد السيطرة على المقدسات والعقيدة كما يفعلون فى الأقصى الآن وكذلك تم الاعتداء من اليهود على الأطفال المصريين.

وأضاف مدرس الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بكفر الشيخ؛ أن الإسلام طالب المسلمين بالسلم، وما قام به الجيش المصرى فى حرب السادس من أكتوبر هو امتثال للشريعة الإسلامية فى الإعداد للقوة التى هى الأساس فى فرض السلم والسلام العادل، فكانت مرحلة حرب الاستنزاف وإعادة بناء القوات المسلحة المصرية وإعادة تسليحها وهذه الأمور من إعداد العدة كما أمرت الشريعة الإسلامية، وتوفير اقتصاديات لزمن الحرب من كافة أنواع المؤمن من سلاح وغذاء ودواء، وكذلك خطط بديلة لأى ظروف طارئة تفرضها وقائع الحرب وكل هذه الأمور هى مرحلة الإعداد، ثم جاءت الحرب الفاصلة التى تعيد الحق لأصحابه واكتفى المصريين بالانتصار الحقيقى وليس المزيف، وجنحوا للسلم وهم أقوياء منتصرون حين جنح المعتدون له ولم يتمادوا فى الحرب طمعاً فى احتلال أرض أو تغيير معتقد أو حضارة أو هوية وهذه هى أدبيات الحرب فى الشريعة الإسلامية.

عاصم شرف الدين

قراءة (6166)/تعليقات (0)

كلمات دالة: