لم يكتف المتطرفون بتحريف معاني آيات القرآن الكريم، والعبث بأحكامه، واستنباط الأحكام الشاذة والمخالفة لإجماع الأمة بل امتدت أفهامهم السقيمة، ونفوسهم المضطربة للعبث بنصوص السنة النبوية المشرفة، فكانوا مصداقًا للحديث النبوي الذي وصف أحوالهم بدقة شديدة؛ فعن حذيفة - رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أخوف ما أخاف على أمتي رجل قرأ القرآن حتى رئيت بهجته عليه، وكان رِدئًا للإسلام، غيَّره إلى ما شاء الله، فانسلخ منه، ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسيف، ورماه بالشرك، قال: قلت: يا نبي الله !! أيهما أولى بالشرك المرمي أم الرامي؟ قال: بل الرامي" (رواه ابن حبان في صحيحه بلفظ قريب).