روى البيهقي وغيره قالوا إن أبا سفيان قال لنفر من قريش ألا أحد يغتر محمدا فإنه يمشى في الأسواق ـ ولا تهولك كلمة يغترـ أى يأخذه على غرة، وذلك في عرف أبى سفيان حيث إن رسول اللهصلى الله عليه وسلم ليس له حرس وأنه يمشي في الأسواق ـ فأتاه رجل من الأعراب قد بلغته مقالة أبي سفيان فدخل عليه منزله، وقال له قد وجدت أجمع الرجال قلبا، وأشدهم بطشا، وأسرعهم شدا، فإن أنت قويتني خرجت إليه حتى أغتاله ومعي خنجر مثل خافية النسر فأسوره ثم آخذ في عير فأسير، وأسبق القوم عدوا فإني هاد بالطريق خريت -أى أني خبير بالطريق وأهدي الماشين في الصحراء - وكأني بأبي سفيان سر بما سمع ثم قال للرجل أنت صاحبنا ثم أعطاه بعيرا ونفقة، وقال اطو أمرك فخرج ليلا فسار على راحلته خمسا وصبح ظهر الحرة صبح سادسة، ثم أقبل يسأل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دُل عليه فعقل راحلته، ثم أقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مسجد بني عبد الأشهل فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال إن هذا ليريد غدرا.