12 ديسمبر, 2017

إفريقيا تثور ضد محاولات تهويد القدس

إفريقيا تثور ضد محاولات تهويد القدس

     لم يمرّ قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمةً للكيان الصّهيوني، واعتزامه نقل السّفارة الأمريكية لدى إسرائيل إلى تلك المدينة مرور الكرام على القارة الإفريقية؛ حيث انتفض مئات الآلاف مندّدين بالقرار.
ففي ردة فعل قوية على قرار الإدارة الأمريكية بالاعتراف بالقدس عاصمةً للكيان الصّهيوني دعت المعارضة الموريتانية حكومة بلادها إلى استدعاء السفير الأمريكي في نواكشوط، احتجاجًا على القرار. فيما أكدت نقابة الصحفيين الموريتانيين، رفضها لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ودعت النقابة خلال وقفة تضامنية مع القدس نظّمتها في العاصمة الموريتانية نواكشوط - كل الصحفيين إلى كشف المؤامرات ضد قضية الأمة الأولى، والعمل على حماية المقدسات الإسلامية، وتطهير المسجد الأقصى وتحريره من الاحتلال الإسرائيلي.
كما أدانت الصومال بشدّة اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة للكيان الصّهيوني، وقالت الخارجية الصومالية في بيان لها: "إن الحكومة الصومالية قلقة إزاء الموقف الأمريكي الخطير بالاعتراف بالقدس عاصمة رسمية للاحتلال الإسرائيلي". ودعا البيان واشنطن إلى مراجعة قرارها، ودراسة الخطورة التي ستترتب عليه حيال مستقبل منطقة شرق الأوسط.
وطالب البيان بمضاعفة الجهود العربية والدولية، وأكد أنّ الصومال حكومةً وشعبًا تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني؛ من أجل الحصول على حقوقه المغتصبة. فيما تظاهر مئات الصوماليين في العاصمة مقديشيو؛ للإعراب عن احتجاجهم ضد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل. كما شهدت مدينة كولخ السنغالية إحياء يوم القدس: وهو حدث نظّمته السفارة الفلسطينية بالسنغال نصرةً لفلسطين وشعبها وقدسها، وشارك في إحياء هذا اليوم وزراء وممثلون عن الحكومة السنغالية، ورجال دين، وأكاديميون وإعلاميون من جميع الأطياف.
وفى السودان، نظّم الآلاف وقفات ومسيرات احتجاجية حاشدة خرجت من عدة مساجد بالعاصمة الخرطوم عقب صلاة الجمعة، تنديدًا بالقرار الأمريكى.
ولم يقتصر هذا الحراك المناهض للقرار على صعيد الهيئات السياسية والأنظمة والمؤسسات فحسب، بل تعدّاها لجموع المواطنين في عدد من البلدان الإفريقية، فقد نظّم آلاف النيجيريين وقفة تضامنية مع فلسطين احتجاجًا على قرار ترامب، مطالبين الرئيس النيجيري "بكسر صمته" تجاه ظلم الفلسطينيين، كما ردّد المشاركون في التظاهرة الضخمة التي شهدتها مدينة لاجوس (أكبر مدن نيجيريا)، والمقدّر عددهم بنحو 3 آلاف متظاهر عبارات مناهضة للرئيس الأمريكي ترامب مطالبين زعماء العالم بالوقوف في وجه هذا القرار والحيلولة دون تنفيذه، وتشكيل جبهة موحدة لمواجهة إعلان واشنطن الأحادي، مع تحميل الرئيس الأمريكي مسؤولية أعمال العنف التي اندلعت في المنطقة.
وفي جنوب إفريقيا فقد أصدر حزب المؤتمر الوطني الإفريقي بيانًا مندِّدًا بالقرار جاء فيه: "إنّ هذه الخطوة الاستفزازية الصارخة تقوض روح التعددية بشكل كبير، وتمثل انتكاسة كبيرة لعملية سلام هي بالفعل هشة ومتوقفة." وأضاف الحزب في بيانه أنّ الخطوة الأمريكية دليل على التهور لدى إدارة ترامب مما قد تكون له عواقب وخيمة على المنطقة والعالم بأسره.
وحذر الحزب على لسان نائبة الأمين العام للحزب جيسي دوراتي قائلة: "هناك احتمالية قائمة بصورة كبيرة، وهي أن هذا الإعلان قد يؤدي إلى إعادة إشعال العنف وغرق المنطقة مرة أخرى في حمامات الدم". كانت حكومة جنوب إفريقيا قد أعربت عن إدانتها للقرار الأمريكي، مؤكدة على أنّه يمثّل موقفًا أحادي الجانب يهدّد عملية السّلام. كما أدان مجلس كنائس جنوب إفريقيا قرار ترامب بشأن القدس، واصفًا إياه بأنه خطوة جيوسياسية ضخمة يمكن أن تؤدي إلى تداعيات خطيرة.
كما أعلنت تنزانيا على لسان وزير خارجيتها "اجوستينو ماهيجا Augustino Mahiga" رفضها التام لقرار ترامب، فيما ندّد قادة إسلاميون في كينيا بقرار ترامب، مؤكدين أن هذا القرار سيزيد من حدة التوترات والعنف في منطقة الشرق الأوسط.
من جانبه أعلن الاتحاد الإفريقي تمسكه بموقفه الداعم لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. جاء ذلك في بيان لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي Moussa Faki، وقال "فكي": "إن الاتحاد يتابع بقلق شديد إعلان اعتراف الرئيس الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل"؛ معربًا عن أسفه لهذا القرار، الذي لن يؤدي إلا لزيادة التوترات في المنطقة وخارجها، ويزيد من تعقيد المساعي الرامية لإيجاد حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وأكد رئيس المفوضية تضامن الاتحاد الإفريقي مع الشعب الفلسطيني ودعمه في سعيه المشروع؛ لإقامة دولة مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية.
ومرصد الأزهر إذ يثمّن مواقف الدول الإفريقية وشعوبها في هذا السياق، فإنه يشدّد على ضرورة التصدّي للمخاطر التي تتعرض لها القدس في هذا الوقت تحديدًا، مشيرًا إلى أهمية العمل الجاد والبنّاء من أجل حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، والحفاظ على الهوية العربية الإسلامية - المسيحية للمدينة التي تمثّل مكانة خاصة في قلوب العرب والعالم.

 

قراءة (1762)/تعليقات (0)