كانت الفتوحات الإسلامية أكبر حركة هدايةٍ حصلت في تاريخ البشرية، فبفضلها دخلت شعوب كاملة في الإسلام، ولم يكن الهدفُ من فتوحات المسلمين النهب والسلب وكسب مساحات جديدة من الأراضي كما يحلو لأعداء الإسلام أن يصوروا للناس، وإنما كان الهدف الأول منها رفع الظلم عن الشعوب المقهورة التي كانت ترزح تحت نير الاحتلال الفارسي في الشرق والاحتلال البيزنطي في الغرب اللذَيْن كانا قد أثقلا كواهل أبناء تلك الشعوب بالضرائب، وأذاقوهم ألوان العذاب، وأذكوا بينهم الخلافات المذهبية العقيمة التي راح ضحيتها الكثير من أبناء هذه الشعوب المستعبدة. إذن كان هدف المسلمين من فتوحاتهم هو إزالة القوى الاستعمارية التي كانت تحول دون تبليغ المسلمين للرسالة الخاتمة رسالة الإسلام للناس.