30 أبريل, 2018

تحويل القبلة.. المعنى والدلالة

تحويل القبلة.. المعنى والدلالة

يعد تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام حدثًا كبيرًا بكل المقاييس؛ لأهميتَه باعتباره نقطة مفصلية في تاريخ الإسلام وتطور حركيته، والحق أن المتأمل في هذا الحدث يدرك أنه مليء بالدلالات ومشحون بالمعاني، وهذا أمر طبيعي لأن تغيير اتجاه الصلاة يعد تحولًا على درجة كبيرة من العمق في صياغة تاريخ الإسلام والمسلمين؛ ذلك لأننا لا ننظر إليه باعتباره تحولًا جغرافيًا ــ بمعنى تولية المسلم وجهه شطر المسجد الحرام بديلًا عن توليته شطر المسجد الأقصى ــ فحسب بل إنه مملوء بالمعاني والدلالات والرسائل التي تم توجيهها من خلال هذا الأمر إلى المسلمين وغير المسلمين على السواء، فالله تعالى له وراء كل أمر حكمة، وله خلف كل مسألة غاية قد يدركها الإنسان بعقله وقد تعجز ملكاته عن الوصول إلى مضمونها ومعرفة مغزاها، لكن عليه دومًا ممارسة فعل التأمل في جنبات الكون والتدبر في كتاب الله؛ لذا أمر المسلمين وغيرهم أن يتدبروا القرآن الكريم إذا أرادوا فهمه والوقوف على بعض مكنوناته، بل لقد عاب وعاتب من لم يهتم بتدبر هذا الكتاب المبارك، قال تعالى:

"أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا" (النساء: 82)

وقال جل شأنه في موضع آخر: "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا" (محمد: 24)

السنة الهجرية1439
الشهر الهجريشعبان

قراءة (5077)/تعليقات (0)

كلمات دالة: