يعد مجمع البحوث الإسلامية الهيئة العليا للبحوث الإسلامية، وإحدى المؤسسات الكبرى التابعة للأزهر الشريف، التى تختص بدراسة كل ما يتصل بهذه البحوث، وتعمل على تجديد الثقافة الإسلامية وتجريدها من الفضول والشوائب وآثار التعصب السياسى والمذهبى، وتجليتها فى جوهرها الأصيل الخالص، وتوسيع نطاق العلم بها لكل مستوى وفى كل بيئة، ويؤدى المجمع رسالته فى إطار الرسالة الشاملة للأزهر الشريف من خلال مجلسه ولجانه وإداراته المتعددة.. «صوت الأزهر» ترصد فى هذا التقرير أهم القضايا التى تمت مناقشتها وتوضيح الغموض فيها وإخراج الأحكام الفقهية الخاصة بها..
يتألف مجمع البحوث الإسلامية من عدد لا يزيد على خمسين عضواً، من كبار علماء المسلمين، يمثلون جميع المذاهب الإسلامية، ويختص المجمع بكل ما يتصل بالنشر والترجمة والتأليف والبعوث ودعاة الأزهر وطلابه الوافدين، وغير ذلك من العلاقات الإسلامية.. وتتولى إدارات المجمع تنفيذ مقرراته ونشر بحوثه ودراساته، وإعداد ما يلزم من هذه البحوث والدراسات من بيانات. ويضم 12 لجنة علمية تحال إليها جميع القضايا المطروحة على الساحة، ويجوز تعديل تلك اللجان بالإلغاء أو الإضافة بقرار يصدر من الإمام الأكبر. وتحدد كل لجنة من هذه اللجان الموضوعات التى تحتاج إلى دراسة وترتب أولوياتها، وتعقد اللجنة شهريا لمدة ساعتين.
وبدأ تشكيل تلك اللجان عام 1964 بسبع لجان فقط، هى لجنة بحوث أصول الدين، والفقه، والتعريف بالإسلام، وإحياء التراث، ولجنة العلاقات الإسلامية، ولجنة الحضارة الإسلامية، ولجنة دراسة البيئات والمجتمعات الإسلامية. ويتولى مجلس مجمع البحوث الإسلامية تشكيل اللجان الأساسية والوقتية والأروقة، والتنسيق بينها وإحالة ما يراه من بحوث أو أعمال إلى أى منها، ومناقشة خططها فى العمل، ودراسة التقارير التى تقدم إليه فيها، أو التى يطلبها عن أعمالها ونتائج بحوثها.
مهام اللجان
وتقوم اللجان الأساسية بالبحث فى اختصاصاتها، ويعهد المجلس إلى كل منها بجانب من البحوث الداخلة فى اختصاص المجمع. وهذه اللجان هى: لجنة بحوث القرآن الكريم، لجنة بحوث السنة والسيرة، لجنة البحوث الفقهية، لجنة العقيدة والفلسفة، لجنة التعريف بالإسلام، لجنة إحياء التراث الإسلامى، لجنة التربية والتعليم، لجنة التعاون بين المجمع وجامعة الأزهر، لجنة القدس والجهاد والأقليات، لجنة المتابعة، لجنة حوار الأديان، لجنة الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم.. وسوف نتناول التعريف بكل لجنة بشكل مبسط:
لجنة القرآن
تقوم هذه اللجنة بدراسة كل ما يتصل بالقرآن وما يثار ضده من افتراءات وشبهات والرد عليها ودراسة كل ما يقدمه القران فى كل عصر لهداية البشر، علاوة على القضايا المستحدثة مثل الاعجاز العلمى فى القران وتوافق العلوم الحديثة والأبحاث مع الإعجاز العلمى.
لجنة الإعجاز العلمى
تقوم هذه اللجنة ببحث ودراسة كل ما يتصل بقضايا ومسائل الاعجاز العلمى فى القران والسنة، وذلك من خلال الاجتماعات الدورية الشهرية، ومن خلال الندوات والمواسم الثقافية التى تعقدها بشكل دورى، ويحاضر فيها صفوة مختارة من العلماء.
لجنة بحوث السنة والسيرة
تقوم بمهمتها بمراجعة موسوعة السنة بالحديث والرجال وتحقيق كتب التراث والعمل على طبعها، وترشيح بعض بحوث رسائل الماجستير والدكتوراه للطبع والنشر، وطبع ونشر بعض البحوث والكتب الموجزة لعلاج بعض القضايا المعاصرة فى ضوء السنة، وتتبع ما يثار حول السنة من شبهات والرد عليها.
لجنة البحوث الفقهية
تقوم ببحث الموضوعات الفقهية، التى يقتضى الأمر عرضها على المجمع، أو حاجتها إلى دراسة، ودراسة ما يثار من موضوعات فقهية يستلزم الأمر بحثها وتقرير الرأى الفقهى الذى يلزم لكل موضوع.
لجنة العقيدة والفلسفة
تعمل هذه اللجنة على رصد ما يبث فى القنوات الفضائية لمواجهة المطاعن فى الإسلام لإحداث الفتنة الطائفية وإثارة البلبلة ورد المجمع عليها وبحث كل ما يمس العقيدة الإسلامية من تيارات معاصرة، وبحث ما ينشر فى المجلات والصحف الإسلامية والرد عليها، والمساهمة فى تحقيق المخطوطات التى تخدم العقيدة الإسلامية.
لجنة التعريف بالإسلام
تقوم هذه اللجنة بالآتى: اختيار الكتب والمصنفات التى تعرف الإسلام مما كتبه رجال التراث وعلماء الأزهر للنظر فى نشرها. تحديد عدد من الموضوعات التى يكتب فيها، التعريف بالإسلام على ضوء التقارير التى تتدارسها اللجنة واختيار من سيتولى الكتابة فيها، ومتابعة أعمال لجنة الحوار بين الأديان، وذلك لدعمها وتذليل العقبات التى قد تعترض عملها حتى تستطيع القيام بالمهام المنوطة بها ومتابعة ما ينشر ويذاع من اتهامات باطلة عن الإسلام والعمل على الرد عليها تصحيحا للمفاهيم.
لجنة إحياء التراث
وتقوم بتحقيق بعض كتب التراث التى يقع عليها اختيار اللجنة ليستفيد منها القارئ، وإعادة تحقيق ما حقق من هذه الكتب على غير المناهج العلمية السليمة وأن يكون الأساس فى اختيار كتب التراث هو اتصالها بالقضايا المثارة الآن على الساحة المحلية والعالمية والمتعلقة بالإسلام وقضاياه.
لجنة التربية والتعليم
تقوم بمدارسة ما ترى اللجنة التعرض له، من موضوعات تتصل بالعملية التعليمة فى الأزهر الشريف ويستفيد منها طالب العلم استفادة كاملة بعيدة عن التعصب والتطرف والاختلافات المذهبية والعقدية وتقرير دراسة العلوم الحديثة التى تتطلب مسايرة العصر الحديث.
لجنة التعاون بين المجمع والجامعة
تعمل على دراسة كل ما يتعلق بالدراسات العليا بجامعة الأزهر، للارتقاء بمستوى التعليم الجامعى ومناقشة دراسة كل ما يعرض على اللجنة من مكاتبات وموضوعات تخص الدراسة فى جامعة الأزهر، وتقرير دراسة كل ما يجعل الطالب الجامعى لديه الكفاءة العلمية بما يحمى العقيدة الصحيحة من التحريف بالوسائل الحديثة ومواجهة الهجمات الشرسة على الإسلام والمسلمين وليس تدريسها كمادة نشاط فحسب ليتمكن الطالب من الاستفادة منها استفادة علمية كاملة.
لجنة القدس والجهاد والأقليات الإسلامية
وتعمل هذه اللجنة على مساهمة الأزهر والهيئات الإسلامية والعالمية فى توحيد الصف الإسلامى والعربى على حد سواء ودراسة الموضوعات الخاصة بالقضية الفلسطينية ومكانة القدس والمسجد الأقصى فى نفوس المسلمين، ومتابعة المساعى الرامية إلى تحرير القدس والأماكن المقدسة وذلك من النواحى الشرعية والدينية والاجتماعية.
بالإضافة إلى متابعة أحوال الأقليات الإسلامية فى البلدان غير الإسلامية ومد يد العون لها، والمساهمة فى حل النزاعات بين الدول والمنظمات الإسلامية من جهة وبين الدول غير الإسلامية من جهة أخرى بالطرق السليمة عن طريق الحوار المفتوح الذى يعكس صورة الإسلام المشرقة، وتعاليمه السليمة كما وردت فى القران والسنة تصحيحا للمفاهيم الخاطئة التى يرددها اعداء الإسلام فى أنحاء العالم.
لجنة المتابعة
تقوم بدراسة كل ما يحال إلى اللجنة من أعمال اللجان الأخرى ومتابعتها والموضوعات التى يرى أعضاء اللجنة بحثها ومتابعة ما يثار فى المحطات الفضائية من قضايا فكرية خاطئة أو مغلوطة على الإسلام والمسلمين والرد عليها.
ويجوز تعديل هذه اللجان بالإلغاء أو الإضافة بقرار يصدر من شيخ الأزهر بعد موافقة مجلس المجمع، وتضع كل لجنة مشروعاً بخطتها، ويقدم كل عضو فى بداية كل دورة للانعقاد العادى، للأمانة العامة، بياناً باللجان الأساسية التى يرغب فى الانضمام إليها.
وتشكل تلك اللجان فى بدء كل دورة من دوراته ويختار منها مقرراً ومقرراً مندوباً من الأعضاء، وتعقد شهرياً على الأقل، ويمكن أن تعقد اجتماعاً طارئا.
قضايا شائكة
ناقشت لجان المجمع العديد من القضايا الشائكة والمواكبة للعصر منذ نشأتها عام 1964، منها: الإساءة إلى القرآن عن طريق جرس المحمول، والموافقة على زكاة العقارات ووسائل النقل والمواصلات وأنها واجبة، وهل يمكن اعتبار الحج والعمرة من قبيل السياحة الدينية، وترميم الآثار البوذية بأفغانستان ونثر رفات الموتى بناء على وصيته وان الإسلام يحرم حرق جثث الموتى. وعدم الموافقة على تعديل عقوبة التلبس بالزنا، لمخالفتها للنصوص الشرعية.
بالإضافة إلى قانون التسوية بين الأرامل فى التأمين الاجتماعى، وأن الشريعة الإسلامية توجب التسوية بين الأرامل فى الحقوق والواجبات المنبثقة عن المعاشات أو التأمينات طالما كان الزوج أو المؤمن عليه توفى، والتأمين الشامل على راكبى وسائل النقل وهو من مقاصد الشريعة، الموافقة على برنامج الوسيلة لحفظ القرآن. والموافقة على التعاون بين معهد المخطوطات العربية وبين الأزهر، ومشروع قانون الصكوك الإسلامية، وفحص نسخة من المصحف الشريف، وشرعية الخلع وتطبيقه، ومسرحية الحسين ثائرا، ومسلسل أسماء بنت ابى بكر، والتمثيل الفنى لادوار الصحابة، ومسلسل قصص النساء فى القرآن، وطبع 50000 نسخة من كتيب ملحق بمجلة الأزهر بعنوان «الأزهر والشيعة»، والدعوات الموجهة إلى الائمة والخطباء لزيارة إيران، ومواجهة المد الشيعى، والاراء القائلة بحرمة تطعيم الأطفال ضد مرض شلل الأطفال، والإساءة إلى القران الكريم، وايداع أموال الزكاة فى البنوك، وقبول تبرعات من أموال الزكاة، وسن الحضانة والرؤية والخلع.
ومن ضمن تلك القضايا اعتراض المنتقبات عند دخولهن الامتحانات، وفحص كتب السحر، وازدراء الدين الإسلامى، ومقترح تعديل قانون المواريث، ومدة الاعارة للمبعوثين بالخارج، وايصالات الأمانة، ومادة التربية الدينية كمادة أساسية، وكفالة طفل يتيم مسيحى، ومصحف بلغة الإشارة، وعلاج التليف الكبدى بمادة الحشيش، وبناء الكنائس للمسيحيين، والنقاب، ومعتقد ابى الحسن الاشعرى، وتلوين المصحف وترميزه، وإعادة طبع كتاب التفسير الوسيط، وهدم السلفيين للاضرحة، وطباعة كتابى جمع الجوامع للأمام السيوطى واجتهاد بنى الإسلام، وختان الاناث.
قضايا معاصرة
كما ناقشت لجان مجمع البحوث الإسلامية الاستنساخ البشرى، والسرقة العلمية فى الرسائل الجامعية، وميراث رجل بهائى، وصندوق الزمالة. وغيرها من عشرات القضايا التى وصلت إلى 158 قضية وقرار وبيان حتى نهاية 2015.
أعضاء جدد
من جهته قال الدكتور الشحات الجندى عضو لجنة الفقه بمجمع البحوث الإسلامية، إن اللجنة تعقد شهريا على مدار ساعتين لمناقشة القضايا المواكبة للعصر، وتتكون من مجوعة من المتخصصين فى الفقه من داخل مصر وخارجها، وأن الدورة المقبلة ستبدأ خلال سبتمبر المقبل. مشيراً إلى انضمام أعضاء جدد باللجنة بالانتخاب.
وأضاف الجندى أن المجمع ولجانه تواكب القضايا السيارة والتى تجد فى واقع المجتمع والتى تناقش عبر لجانه المختلفة كل لجنة فى تخصصها.
وأشار إلى أن لجنة البحوث الفقهية يعرض عليها المسائل الفقهية المختلفة مثل رؤية الهلال هل فلكيا أم بالاعتماد على الرؤية البصرية، وتوقيت صلاتى الفجر والمغرب والرد على التشكيك فيهما، وتهنئة غير المسلمين بأعيادهم وتمت المناقشة حولها وأصدر المجمع تلك الآراء الفقهية.