ألقى المستشار محمد عبدالسلام، مستشار شيخ الأزهر، محاضرة خلال فعاليات منتدى «شباب صناع السلام»، للتعريف بالدور العالمى للأزهر الشريف، وما طرحه فضيلة الإمام الأكبر من المبادرات لدعم ترسيخ قيم السلام والتسامح، وفى مقدمة ذلك «وثيقة مستقبل مصر» التى أصدرها الأزهر والكنيسة المصرية، وكانت بمثابة جسر عبرت من خلاله مصر إلى بر الأمان، رغم الأحداث التى وقعت بسبب انهيار الأمن خلال فترة ثورة يناير وما بعدها.
واسترسل المستشار محمد عبدالسلام فى التعريف بالأزهر ودوره: الأزهر عبارة عن مؤسسة متعددة الهيئات، تعمل معاً على إيصال رسالة الأزهر العالمية، فى مجالات عديدة تشمل مجالات الثقافة والدين والحوار والتسامح، وقد تعلمنا فى الشريعة الإسلامية أن القتال لا يكون إلا لرد العدوان، وما يقوم به الإرهابيون والمتطرفون لا يمثل أى دين من الأديان.
وتطرق فى المحاضرة إلى الدور التعليمى المحورى للأزهر الشريف، حيث يحتضن أكثر من مليونى طالب فى مختلف المراحل الدراسية، من بينهم 40 ألف طالب من خارج مصر ينتمون لأكثر من 100 دولة، وكثيرون منهم يدرسون من خلال منح مقدمة من الأزهر.
وتطرق كذلك إلى علاقات الصداقة التى تربط بين فضيلة الإمام الأكبر، والعديد من القيادات الدينية من مختلف الأديان والطوائف، وفى مقدمتها العلاقة الأخوية بين الإمام الأكبر والبابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، والتى تعد دليلاً على وحدة الشعب المصرى وترسيخ قيمة المواطنة، والتى كانت سدا منيعا أفشلت محاولات النيل من وحدة وتماسك الشعب المصرى وأثبتت أن الأزهر الشريف يعمل دائما على تماسك النسيج الوطنى للشعب المصرى من خلال غرس قيم الولاء والانتماء فى نفوس النشء والشباب.
وفى نهاية المحاضرة أعرب مستشار شيخ الأزهر عن سعادته بالوجود مع تلك الكوكبة من الشباب الطموح، والمؤهل لتسلم دفة القيادة فى مسيرة العالم نحو السلام والتسامح ومد جسور الحوار والتعاون بين الشرق والغرب، مبينا أنه تم الاتفاق على أن يتولى نخبة من الشباب، أصحاب المبادرات الخلاقة، قيادة الجولة الحالية من الحوار، فى محاولة لتنسيق الجهود وتوحيد الرؤى تجاه القضايا المعاصرة، كالمواطنة والسلام ومواجهة الفكر المتطرف.