22 يوليه, 2018

بحث للإمام الأكبر يروى تفاصيل عودة الحوار بين الشرق والغرب

بحث للإمام الأكبر يروى تفاصيل عودة الحوار بين الشرق والغرب

الأمر برمُته كان حلماً، لا يتعدى إفصاح المنشغلين به عنه فى جلساتهم الودية دون الطموح إلى رؤيته حقيقة متجسدةً على أرض الواقع؛ كان انعقاد ملتقى حوارى بين حكماء الشرق والغرب، أمراً يشبه الأحلام الوردية التى لا وجود لها فى واقعنا المعاصر، فضلاً عن التفكير فى عقد مثل هذه الملتقيات بين الشباب الشرقى ونظرائه من الغربيين ليصبحوا «صناعاً للسلام»؛ إلا أن الحلم أصبح واقعاً وانتهت بالفعل اليوم الأربعاء فعاليات ملتقى «شباب صناع السلام» الذى أقيم بالعاصمة البريطانية لندن، على مدار 10 أيام بدأت فى 8 من يوليو الحالى واستمر حتى 18 من ذات الشهر.

ملتقى «شباب صناع السلام»، سبقه عدة ملتقيات أقيم أولها فى يونيو من العام 2015 بمدينة «فلورنسا» الإيطالية، تحت عنوان: «الشرق والغرب - نحو حوار حضارى»، والملتقى الحالى هو مبادرة فريدة يرعاها الأزهر الشريف، بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين وكنيسة كانتربرى البريطانية، تم خلالها اختيار 50 شاباً، من المتميزين وأصحاب المبادرات الاجتماعية الفعالة، من مصر وبريطانيا وعدد من الدول العربية، وخاض هؤلاء الشباب على مدار 10 أيام عدداً من ورش العمل والأنشطة الحوارية والتفاعلية، والتى ركزت على تبادل الآراء والنقاشات حول أبرز القضايا الإنسانية المشتركة، خاصة تلك التى تتعلق بالتعايش وقبول الآخر ورفض العنف وترسيخ ثقافة السلام.

ثمرةُ حُلْم

ويروى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، كواليس عودة الحوار بين الشرق والغرب، فى بحث بعنوان «الشرق والغرب.. نحن حوار حضارى إنسانى»، قائلاً: «كان فكرةً مُجرًدةً فى عالمِ الأحلامِ والأمانى، وذلك حِينَ زارنى فى مَنزلى، بحيً مِصرَ الجديدةِ بالقاهرةِ، عاصمة الشرق، فى ليلةٍ من ليالى شِتاءِ سَنَة 1435 هـ/ 2014 م، أصدقاؤنا القُدامَى: الأبُ فيتوريو ينارى، والأستاذةُ باولا بيتزو، والسيدُ أندريا ترنتينى، ودارَ الحديثُ حولَ موضوعِ «حِوارِ الأديانِ والحضاراتِ»، ومَدَى تأثيرِه فى العَلاقةِ بينَ الشرقِ والغربِ، وهل آتى ثِمارَه المرجُوةَ فى التقريبِ بينَ الحضاراتِ، أو تخفيفِ التوتُّر والاحتقانِ فى عَلاقةِ كلٍّ منهما بالآخَرِ، بعد أن آلَتْ هذه العَلاقةُ فى الآوِنةِ الأخِيرةِ - وبكلِّ أَسَفٍ - إلى عَلاقةِ صِراعٍ مُخيفٍ؟!».

ويؤكد فضيلة الإمام الأكبر، أن أولى جولات الحوار بين الشرق والغرب، والذى انعقدت فعالياته فى يونيو من العام 2015 بمدينة «فلورنسا» الإيطالية، تحت عنوان: «الشرق والغرب - نحو حوار حضارى»، هى «ثمرةُ حُلْم أو أُمنيةٍ، وتمثًل هذا الحُلْمُ فى ضرورةِ عَقِد لقاءٍ تاريخيً بين حُكماءِ الشًرقِ والغربِ فى مكانٍ ما من هذا العالَمِ، لنُعلِن جميعاً موتَ مَقُولَةِ الشاًعِرِ البريطانيً «روديارد كيبلينج»: «الشًرقُ شَرقٌ والغَرْبُ غربٌ ولن يَلتَقِيَا» الًتى كان يَحزنُنِى تَردادُها بينَ الفَيْنَةِ والأُخرَى وكأنًها لحنٌ مُزعِجٌ ذو إيقاعٍ يُصِمُّ الآذانَ، ويعبَثُ بمشاعِرِ الأُخوة الإنسانية أشدً العَبثِ! ولم يَكُن يَقتصِر هذا الحُلمُ عَلَى وَأْدِ هذه الآفَةِ الناًعِقَةِ عَلَى أطلالِ السًلامِ الدًوليّ، وقَبْرِها إلى الأَبَدِ، بل كنتُ أطمَحُ - ولا أزالُ - إلى إحياءِ مَقُولَةِ الشاًعِرِ العظيمِ «جُوته» عندما كتَب سنة 1826 م فى الجزءِ الثانى من تراجيديا «القَبضَة» أو «فاوست»: «مَن يَعرِف نَفْسَه وغيَره، سيَعرِفُ هنا أيضاً أنً الشًرقَ والغربَ، لن يَفتَرِقَا».

وأوضح فضيلة الإمام الأكبر، «ثُمً شاءَ اللهُ أن تتحَقًقَ بارِقَةُ أَمَلٍ فى أوًلِ الطًريقِ الواصِلِ بينَ الشًرقِ والغربِ؛ فاجتمعنا فى مدينةِ «فلورنسا» عاصمةِ لِواءِ توسكانا، هذه المدينَة التاريخية التى تألًقَتِ التألُّقَ كلًه فى عَصرِ النًهضةِ، فكانت نُقطةَ التقاءِ الشًرقِ بالغَربِ، حتًى سماًها بعضُهم «أثينا العُصورِ الوُسطَى». وكان الصًوتُ المُجَلجِلُ فى قاعَةِ «قصر فيكيو» طِيلةَ أياًمِ اللًقاءِ هو صوتَ العَقلِ والحَكمَةِ المتطلًعَ لتأصيلِ فِكرةِ الالتقاءِ والبِنَاء عليها، وتَفنيدِ دَعَواتِ الافتراقِ ودحَضِها، والمتشوًف إلى تحطيم السُّدودِ المصطَنَعةِ بينَ الشًرقِ والغَربِ، وإلى إقامةِ مُجتمَعٍ إنسانيٍّ فاَضِلٍ، يُشرِقُ فيه فَجرٌ صادِقٌ جديدٌ، يَملأُ الأرضَ نُوراً وجمالاً، ويشعُّ فى أرجائها عَدلاً وقِسطاً وانصافاً، وكان هذا اللقاء بدايةُ أَمَلٍ طَموحٍ يتصدَّرُ تَطَلُّعاتِ مَجلِس حُكماءِ المسلمِينَ إلى سَلامٍ عالمِيٍّ يُخَفّفُ مِن عَذاباتِ الناًسِ وآلامِهم، ويُكَفْكِفُ مِن أحزانِهم وبَأْسائِهم».

ووصف فضيلة الإمام الأكبر، المشاركة فى لقاءات «حُكَمَاء الشرقِ والغَربِ»، التى تنعقد بشكل دورى منذ العام 2015 وحتى الآن بـ«الشرف الكبير»، مؤكداً أن أول لقاء جمع الشرق بالغرب والذى انعقد فى مدينة «فلورنسا» الإيطالية -كما أشرنا من قبل-، يُعد لقاءًتاريخياً مشهوداً، قائلاً: «لا أشُكُّ فى أنه لقاءً تاريخياً مَشهوداً، رُبًما يَتوقًفُ عنده تاريخُ الإنسانيةِ يوماً ما؛ ليكتُبَه بأحرُفٍ من نُورٍ، ويُسجِّلَه فى أنْصَعِ الصًفَحاتِ، وما ذلكَ على اللهِ ببعيدٍ».

وحول ثمار جلسات «حِوارِ الأديانِ والحضاراتِ» التى انعقدت فى السنوات البعيدة الماضية، ومَدَى تأثيرِها فى العَلاقةِ بينَ الشرقِ والغربِ، وهل آتت ثِمارَها المرجُوةَ فى التقريبِ بينَ الحضاراتِ، أو تخفيفِ التوتُّر والاحتقانِ فى عَلاقةِ كلٍّ منهما بالآخَرِ، بعد أن آلَتْ هذه العَلاقةُ فى الآوِنةِ الأخِيرةِ - وبكلِّ أَسَفٍ - إلى عَلاقةِ صِراعٍ مُخيفٍ؟! يؤكد فضيلة الإمام الأكبر، «رأيى الذى كوًنْتُه عبرَ إسهاماتٍ عِدةٍ، فى حِوراتِ الأديانِ والحَضاراتِ فى آسيا وأوروبا وأمريكا، أنً هذه المُحاوَراتِ لم تستطِعْ - حتى الآن - تحديدَ قضايا النًزاعِ المُعلَنِ - والصامِتِ أيضاً - بينَ العالَمينِ: العربيِّ والإسلاميِّ وبينَ الغربِ، ومِن ثَمً لَمْ تُفلِحْ فى صِياغةِ رؤيةٍ مستقبَليةٍ للخُروجِ مِن هذه الأزمةِ العالميةِ، التى إن تُركَتْ تتدحرَجُ مِثلَ كُرةِ الثلجِ؛ فإنً البشريةَ كلًها سوفَ تَدفَعُ ثَمَنَها: خَراباً ودَماراً وتخلُّفاً وسَفْكاً للدًماءِ؛ ورُبًما بأكثرَ مما دفعَتْه فى الحربَيْنِ العالميًتينِ فى النصفِ الأولِ مِن القَرْنِ الماضى، ضَرُورة التطوُّرِ الذى لا يَتوقًفُ فى تِقنياًتِ الأسلحةِ المدمِّةِ، وتغوُّلِ السياساتِ العسكريةِ وتسارُعِها، والجهودِ الغربيةِ التى لا تَكِلُّ ولا تَملُّ فى أن يَكونَ لها تواجُدٌ عسكريٌّ مُسلًحٌ فى مُعظَمِ بُلدانِ الشرقِ. وهكذا ومن بينِ رُكام الإحباطِ، وضَبابِ الأَسَى على عالَمِنا الذى يَقِفُ على حافَةِ الانهيارِ الحضاريِّ، لمَعَتْ فِكرةُ لِقاءٍ يَجمَعُ بينَ نُخبةٍ محدودةٍ مِن الغربِ، ومَثلِها مِن الشرقِ، يَتدارَسُونَ أمراً بالِغَ الصُّعوبةِ، شديدَ التعقيدِ، لعلًهم يَجِدُون له مَخرَجاً، أو - على أقلِّ تقديرٍ - لعلًهم يَغرِسُون - فى طريقِ حَلِّه - «نَواةً» لشَجَرةِ سَلامٍ، قد تُثمِرُ يوماً ما مِن الأيامِ. ثم شَجًعَنى على مُواصَلةِ التفكيرِ الجادِّ فى هذا الأمرِ ما لَمَسْتُه مِن حِرصٍ وتصميمٍ على إِطفاءِ نارِ الحُروبِ - أينما اشتَعَلَ أُوارُها - من خِلالِ قوافِلَ السلامِ، تَجُوبُ العالَمَ مِن أجلِ هذا الهَدَفِ المُقدًسِ».

عوائق الماضى

والسؤال الذى يطرح نفسه هنا: ما هى أبرز العوائق التى كانت تقف فى طريق عودة الحوار بين الشرق والغرب؟ يجيبنا فضيلة الإمام الأكبر، قائلاً: «كنتُ أظنُّ أنً مِن السًهْلِ أن يُدرِكَ أيُّ باحِثٍ ماذا يَعنى الشرقُ، وماذا يَعنى الغربُ، وأن يُحدًدَ ما بينهما مِن فُروقٍ تُميِّزُ بينَ المفهومَيْنِ تمييزاً تاماً، وتُزيلُ ما بينَهما مِن إِهامٍ وغُمُوضٍ، ولكن خابَ الظًنُّ مَعَ أوًلِ مُحاوَلةٍ للاهتداءِ إلى هذا المعنى المُحدًدِ، أو إلى تعريفٍ جامعٍ مانعٍ - كما يقولُ علماءُ المنطِقِ - لهذَيْنِ الكِيانَيْنِ المتباعدَيْنِ جُغرافياً، والمتداخِلَيْن تاريخياً وحَضارياً. فإذا بدَأْنا بتعريفِ «الغربِ» فإنًه سُرعانَ ما تَقْفِزُ أمامَ الذًهنِ سِلسلةٌ مِن تجاذُباتٍ وتناقُضاتٍ، لا يَخْلُصُ معها «الغربُ» كِياناً أوروبياً خالِصاً فى مُقابِلِ «الشرقِ»، فلا يَكفي - مثلاً - أنْ نُعرِّفِ «الغربَ» بخصائصَ دينيةٍ وعِرْقيةٍ، كأن نَقولَ: «الغربُ هو هذه الشعوبُ الأوروبيةُ التى تَدِينُ بالمسيحيةِ»؛ لأنً هذا التعريفَ سُرعانَ ما يَضطربُ ويَتفكًكُ، حِينَ نأخُذُ فى الاعتبارِ أن الملايينَ مِنَ المُسلمينَ الذين هاجَروا إلى أروروبا وأمريكا أصبَحوا خُيُوطاً بارزةً فى النسيجِ الاجتماعيِّ للغربِ، وأنً هذه المَلايينَ تركَتْ بَصَماتِها قويةً فى شتًى مَجالاتِ الحياةِ الغربيةِ، مِن عاداتٍ وتقاليدَ وفُنونٍ وسُلوكٍ أيضاً».

ويتابع فضيلة الإمام الطيب، «أضِفْ إلى ذلكَ أنً هذا التأثُّرَ ليس وليدَ عَصْرِنا الحاضرِ هذا؛ بل هو تأثيرٌ وتأثُّرٌ قديمانِ، نعلَمُهُما مِن تاريخِ الحضارتَيْن: الشرقيةِ والغربيةِ، ومِن تاريخِ المراكزِ الحضاريةِ فى أوروبا، التى سَطَعَتْ عليها شمسُ العَرَبِ قديماً واستضاءَتْ بها، ونَقَلَتْها إلى كلِّ الشعوبِ الأوروبيةِ، وهكذا لا نَدْرى ماذا يَعنى الغربُ بالنسبةِ للشرقِ؟ هل هو المسيحيةُ؟ أو العَلمانيةُ؟ أو الإلحادُ؟ هل هو القوةُ العَسكريةُ والاقتصاديةُ؟ هل هو التنويرُ وحُقوقُ الإنسانِ؟ أو هو الفاشِيةُ والعُنصريةُ؟! هل هو الفنُّ والثقافةُ؟ وأحْدَثُ المُوضاتِ وبُيوتُ الأزياءِ؟ أو هو الإنتاجُ والاستهلاكُ؟ أو هو العِلْمُ والتكنولوجيا ومَصانعُ أسلحةِ الدًمارِ!! ومَهما دَقًقْنا النظرَ وواصَلْنا البحثَ والتحليلَ فى خصائصِ «الغربِ» الذاتيةِ؛ فإنًنا لن نَظفَرَ إلا بمُرَكًبٍ مُعَقًدٍ، شديدِ التناقُضِ والتضارُبِ».

ويؤكد فضيلة الإمام الأكبر، أن «شىءٌ غيرُ قليلٍ مما قيلَ فى تحديدِ مفهومِ «الغَرْبِ» يُقالُ مِثلهُ فى تعريفِ «الشرْقِ»، وتحديدِ مفهومهِ تحديداً دقيقاً واضحَ الملامحِ والقَسَمَاتِ، ذلكم أنً تأثيرَ الحضارةِ الغربيةِ فى الحضارةِ الشًرقيةِ أو الإسلاميةِ مِن الوضوحِ بحيثُ لا تُخطِئُه عينُ باحثٍ أو مُتبصِّرٍ، وقد وَصَلَتْ قوةُ التأثيرِ الغربيَِ إلى درجةِ «الغَزْوِ» والاكتساحِ لأكثرِ الدُّولِ الإسلاميةِ، ثُمً إنً العَالَمَ الإسلاميً لا يُمثًلُ امتداداً جُغرافياً مُوَحًداً، كما أنً الراًبطةَ «القوميةَ» بينَ دُوَلِه كثيراً ما تكونُ أقوى مِن رابطةِ «الدًينِ»».

وقد يتبادر إلى أذهان البعض سؤالاً حول أهمية التوصل إلى تعريف دقيق لـ«الشرق» عند الغربيين، وآخر لـ«الغرب» عند الشرقيين، وهل عدم التوصل إلى تعريف جامع مانع لكلا الطرفين يقف عائقاً فى وجه عقد ملتقى حوارى بين الشرقيين والغربيين؟ وحول هذا الأمر يقول فضيلة الإمام الأكبر: «مِن وِجهَةِ نَظَرى المُغْرِقةِ فى التجريدِ، والتفاؤلِ أيضاً، أنً هذه العناصرَ المُتداخِلةَ بينَ الشًرقِ والغَرْبِ، والتى تتمثًلُ فى تبادُلِ العَناصرَ العِلميةِ والثقافيةِ والفَنيةِ بينَ الحضارتَيْنِ، رُبًما تُشَكًلُ أرضيةٍ مُشترَكةً تُساعِدُ فى بِناءِ تَقارُبٍ حَضاريٍّ يَقومُ على التكامُلِ وتبادُلِ المَنافعِ، وترسِيخِ مَبادِئِ الديمقراطيةِ والحريةِ وحَقِّ الإنسانِ الشرقيِّ - مِثلَ أخيه الغربيِّ - فى حياةٍ آمنةٍ كريمةً، مع أمَلٍ كبيرٍ فى أن تتوقًفَ الدولُ القادرةُ الغنيةُ عن الاستبدادِ والتحيُّزِ والكَيْلِ بمِكيالَيْن: مِكيالٌ للغربِ وآخَرُ للشرقِ».

وتأتى مبادرة «ملتقى شباب صناع السلام»، فى إطار جولات الحوار بين الشرق والغرب، والتى تم الاتفاق على أن يتولى الشباب قيادة الجولة الحالية خلال الجولة الماضية من الحوار بين الأزهر وكنيسة كإنتربرى، فيما تقوم المؤسسات الدينية بتبنى ودعم رؤى ومبادرات ومقترحات الشباب، ومناقشة آليات توظيفها، ووضع خطط عملية لتنفيذها وتعميم فوائدها فى الشرق والغرب.

والشباب المشاركون فى المنتدى تم اختيارهم مناصفة بين الأزهر الشريف وكنيسة كإنتربرى، ونظم الأزهر ورشاً تحضيرية للشباب المصريين والعرب الذى تم اختيارهم من قبله، بهدف تعزيز التجانس والتعارف بينهم، وتعميق الوعى بالقضايا التى تم مناقشتها خلال جلسات المنتدى.

كما حرص فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، على لقاء الشباب المشاركين فى هذا الملتقى قبل سفرهم إلى لندن، حيث شدد على أن رسالة الأزهر ترتكز على نشر ثقافة التعايش والسلام، وأن الأزهر هو أول من انتبه لأهمية المشاركة فى صنع السلام العالمي؛ لذا بادر بتوثيق علاقته بالمؤسسات الدينية العالمية ومن بينها الفاتيكان، واهتم بمشكلات الإنسان أياً كان لونه أو عرقه أو دينه، لافتاً إلى أن الغرض الرئيسى من عقد المنتدى هو تكوين جسور ثقافية من الحوار الحضارى البناء، وأن الشباب هم أقدر الناس على صنع السلام وتعمير العالم.

قراءة (1393)/تعليقات (0)

كلمات دالة: