إن رسولنا محمدًا صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين، بعثه الله ــ تعالى ــ رحمة للعالمين؛ ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ووصفه بقوله عز من قائل:
"لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ" (التوبة: 128).
فهو صاحب الدرجة الرفيعة، والمنزلة العظيمة والمقام المحمود، وهو الرمز الأمثل للنبل والسؤدد والكمال وحميد الخصال، لذا فقد تسابق المتسابقون للتعبير عما كانت عليه حياته من السمو الإنساني، والتهذيب الرفيع في السلوك، وذلك إما بتدوين سنته وشرحها، أو بكتابة سيرته بداية من مولده حتى وفاته، وما اشتملت عليه من دروس وعبر، كانت وما زالت مرجعا لعموم المسلمين في بقاع الأرض.