11 مارس, 2016

أمين "البحوث الإسلامية" يكتب.. لماذا الأزهر؟!!

أمين "البحوث الإسلامية" يكتب.. لماذا الأزهر؟!!

قال د.محيي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية إن من يتابع حملات الهجوم على الأزهر الشريف بشكل يومي عبر الفضائيات المختلفة يندهش من هذا الكم الكبير من النقد غير الموضوعي، والرغبة في المزايدة وتجاوز كل الحدود فضلًا عن استغلال الفرص لتوجيه السهام لأجل الإجهاز على تلك المؤسسة العالمية.
أضاف عفيفي أنه على سبيل المثال فإن من يتابع الأحداث الأخيرة ونتائج التحقيقات في اغتيال النائب العام الشهيد المستشار هشام بركات - رحمه الله - وضلوع أربعة من طلاب الأزهر في تلك الجريمة التي يرفضها الأزهر الشريف؛ لأن الحفاظ على النفس البشرية مقصد إسلامي وإنساني؛ يدرك أن تلك الحملة الرهيبة التي تشارك فيها الأطياف المختلفة لأجل التنديد بمناهج الأزهر التي -على حد زعمهم- تصنع الإرهابيين والتكفيريين، كما أن ترديد هؤلاء لمقولات مختلفة ومنها: أن الأزهر سبب الإرهاب إلى غير ذلك من الكلام الذي لا ينم عن رؤية أو استيعاب الأسباب الحقيقية للإرهاب.
تابع قائلاً: بعيداً عن الخوض في أسباب الإرهاب، لأن الكلام هنا يركز على مناهج الأزهر التي يمكن لأي عاقل أن ينظر فيها على مدى نصف قرن من الزمان على سبيل المثال، ولنرجع بالذاكرة إلى العقد السابع من القرن المنصرم – القرن العشرين- وظهور الفكر القطبي وكتابات سيد قطب التي كانت وقوداً لجماعات التكفير والهجرة، وما حدث في السبعينات، وما حدث في مطلع الثمانينات من اغتيال رئيس الجمهورية الرئيس أنور السادات رحمه الله ، وما حدث أيضاً في التسعينات من القرن الماضي وظهور جماعات العنف وما أحدثته من ترويع وتدمير هل كان هؤلاء من الأزهر؟؟..وهل كانت مناهج الأزهر سبباً في صنع هؤلاء أو غيرهم ائتوني بدليل أو برهان إن كنتم صادقين!.
أوضح الأمين العام أنه فيما يتعلق بعملية المراجعات واللقاءات والندوات التي تمت مع أعضاء تلك الجماعات في السجون في فترة الثمانينات، فمن الذي كان يناقش فكر هؤلاء ويفند شبهاتهم ويرد عليهم ويحاورهم، وهل لو كان الأزهر يتبنى فكر هؤلاء ويدعمه ويدرسه لطلابه، كان علماؤه سيذهبون لنقض هذا الفكر والرد عليه وتفنيده وبيان سماحة الإسلام ومقاصد الشريعة في الحفاظ على الأرواح والأموال والأعراض والنسل.
وأكد عفيفي أن ما حدث لشريحة قليلة من طلاب الأزهر لا تمثل أي نسبة بالنسبة لبقية الطلاب بالجامعة؛ حيث تم استغلال ظروف هؤلاء الطلاب وقُدم لهم الدعم المالي والاجتماعي لإغرائهم والتأثير عليهم؛ حيث كان الفقر من أبرز أسباب استغلال هذه الفئة؛ وهذا ما يؤكد أنه لا علاقة بين ما يُدرس للطلاب من مناهج وبين توجهاتهم بدليل أن جامعة الأزهر يدرس فيها حوالي 400 ألف طالب وطالبة فلماذا لم يتحول هؤلاء إلى إرهابيين وتكفيريين وتفجيريين؟.
وقال الأمين العام إن من يتصور أن بإمكانه نسف الأزهر أو الدور الذي يقوم به فهو واهم واهن؛ لأن الأزهر ليس مباني ولا أشخاص، فالأزهر: عطاء في كل الميادين العلمية والاجتماعية والأخلاقية، والأزهر هو الذراع المصرية القوية وله رصيد عظيم في كل قلوب المصريين عوامهم وخواصهم، وله رصيد هائل في قلوب غير المصريين أيضاً في جميع البلاد التي تعلم أبناؤها وبناتها في رحاب كلياته.
وتابع: اسألوا التاريخ.. وهذا ما جعل الحرب مستمرة على الأزهر لمحاولة إسقاطه أو نسف رصيده أو القفز على دوره أو اختراقه من هنا وهناك، ولا شك أن ذلك يفرض تحديات كبيرة على تلك المؤسسة العريقة ويؤكد على أهمية اليقظة والشعور بالمسئولية لدى كل أزهري ويؤكد على أهمية التطوير والتجديد؛ لأن ذلك من أهم ضمانات الاستمرار والصمود في مواجهة التحديات والقيام بالتبعات الضخمة للأزهر الشريف، فما ينتظره الناس من الأزهر كثير جداً نظرا لعالميته.

 

قراءة (6369)/تعليقات (0)

كلمات دالة: