لقد أثرى الشيخ محمد الخضر حسين ــ رحمه الله ــ المكتبة العربية والإسلامية بالعديد من المؤلفات التي تجعلنا أمام عالم موسوعي أو بحر لا ساحل له ـ كما وصفه الشيخ عبد المجيد اللبان رئيس اللجنة التي امتحنته لينال عضوية جماعة كبار العلماء ـ فقد أبدع الشيخ في الكثير من العلوم مثل الفقه والتفسير والتاريخ وعلوم اللغة والنقد، كما أنه ترك من الكتابات ما يعكس انشغاله بهموم الأمة واهتمامه بقضاياها والسعي إلى إصلاحها، والعمل على إحياء مجدها وتربية أبنائها على مبادئ الإسلام وأخلاقه السامية حتى تعاود هذه الأمة نهوضها وتعود لها مكانتها الشماء وشمسها الساطعة، وعرض في كتاباته جوهر رسالة الإسلام الخالدة التي تحمل الخير والنفع للإنسانية جمعاء، وقد جاهد ـ رحمه الله ـ بنفسه وبفكره ضد محاولات استلاب أمته وسرقة خيراتها وتضييع هويتها، وكان يرد بفكر ثاقب ووعي نافذ وبصيرة هادية مدافعًا عن دعائم الدين ومبادئ شريعته ضد أي مساس تتعرض له.