ظروف الحياة، وأحوالها قد تثير ـ أحيانا ـ عواصف النزاع وتدب بسببها خلافات في البيت بين المرأة وزوجها، مما يترتب على ذلك من موجة غضب قد تؤدي إلى حدوث كراهية مؤقتة بينهما؛ فيتأثر بذلك البيت كله، وتضطرب الأحوال، وتقع الحيرة بين الأولاد ـ صغارًا كانوا أم كبارًا ـ وعندئذ تتدخل الشريعة بعلاجها الناجع فتضع تشريعًا إصلاحيٍّا يقضي على الشقاق، ويعود بالبيت سيرته الأولى من الجو الدافئ، والاستقرار الذي تكسوه المودة والرحمة، هذا التشريع يتمثَّل في كونه قد ندب إلى بعث حكم من أهل الرجل، وحكم من أهل الزوجة إرادة أن يقوم كل من الحكمين بدورهما في تحقيق الصلح والإصلاح، وذلك بتقريب المسافة بينهما، والنصح والإرشاد لهما حتى تتكشف غشاوة الغضب، وتهدأ ثورته، وتتلاشى موجة الكراهية المؤقتة عنهما، ولو تدبرت كلام ربنا الحكيم الخبير في هذا المقام؛ لرأيت جانب الإصلاح بارزة معالمه في تلك العناية الفائقة من الله -عز وجل ـ بأحكام نظام الأسرة، وشئون البيوت.