لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلف الصحابة فيما بينهم؛ فمن قائل يقول: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن قائل: لم يمت، فلما جاء الصديق حين بلغه الخبر ودخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم منزله، وكشف الغطاء عن وجهه وقَبَّله، وتحقق أنه قد مات؛ خرج إلى الناس وخطبهم فقال: "أما بعد؛ فمن كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت؛ قال الله تعالى:
"وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ" (آل عمران: 144).