الإدارة العامة للبعوث الإسلامية هى إحدى الإدارات الهامة فى هيكل مجمع البحوث الإسلامية، حيث تقوم بإيفاد بعثات الأزهر من المدرسين والوعاظ للتدريس ونشر الثقافة الإسلامية والعربية فى مختلف دول العالم، فضلا عن إيفاد الوعاظ خلال شهر رمضان من كل عام لإحياء ليالى هذا الشهر الكريم فى كثير من الدول بإمامة المصلين فى الصلوات الخمس وصلاة التراويح والوعظ والإرشاد والإجابة على أسئلة الجاليات الإسلامية بهذه الدول.
والإدارة العامة للبعوث الإسلامية كانت موجودة فى هيكل الأزهر الشريف قبل صدور القانون رقم[103] لسنة 1961 بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التى يشملها، حيث أن الأزهر الشريف يوفد بعض علمائه- منذ قديم الزمان- للقيام بالدعوة الإسلامية فى ربوع العالم، ويذخر أرشيف الإدارة العامة للبعوث الإسلامية بملفات العديد من أعضاء بعثات الأزهر سواء الموفدين للحصول على درجتى الماجستير والدكتوراه من جامعات أوروبا وأمريكا أو الموفدين للدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة منذ ثلاثينيات القرن الماضى.
وتحرص الإدارة العامة للبعوث الإسلامية على تلبية طلبات جميع الدول الراغبة فى استقدام بعض علماء الأزهر من المدرسين والوعاظ نظرا لما يمثله الأزهر الشريف من غطاء روحى للمسلمين فى هذه الدول ونظرتهم إليه باعتباره كعبة العلم، ولذلك تعمل هذه الإدارة جاهدة على تلبية طلبات هذه الدول مع انتقاء أفضل العناصر التى تصلح لحمل رسالة الأزهر الشريف ومنهجه الوسطى إلى مختلف دول العالم.
وتولى الإدارة العامة للبعوث الإسلامية القارة الإفريقية عناية خاصة بالاستجابة لجميع طلباتها من المدرسين والوعاظ نظرا لروابط الدين والدم والتراث والآمال المشتركة فى المستقبل التى تربط بين مصر بلد الأزهر الشريف والدول الإفريقية ، فضلاً عن نهر النيل- شريان الحياة- الذى يربط مصر بدول حوضه ومنابعه.
كما أن الإدارة العامة للبعوث الإسلامية تولى أيضا الدول الإسلامية فى أسيا- لا سيما دول جنوب شرق أسيا والكومنولث الروسى عناية كبيرة وتمدها بالدعاة والمدرسين والوعاظ
ولا تغفل الإدارة العامة للبعوث الإسلامية دول القارات الأخرى أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية وأستراليا، بل تحرص على التواصل مع المراكز والمؤسسات والمعاهد الإسلامية فى دول هذه القارات وتمدها بالأئمة والمدرسين والكتب والمراجع الدينية لتعليم أبناء الجاليات الإسلامية فى هذه الدول مبادئ وقيام وأحكام الدين الإسلامى الحنيف: من جهة، ومن جهة أخرى لإظهار سماحة الدين الإسلامى ونبذه للغلو والعنف والتطرف، ودعوته لقبول الأخر، والتعايش السلمى بين أتباع جميع الديانات، والتعاون من أجل عمارة الأرض وتحقيق التنمية لخير بنى الإنسان جميعاً دون التفرقة بينهم للون أو جنس أو معتقد.
ومن هذه النبذه المختصرة يتبين أهمية دور هذه الإدارة، ولهذا يوليها المسئولون بالأزهر الشريــــــف- منذ نشأتها- جل اهتمامهم لعظم دورها وجسامة مسئوليتها.