طرائـف .. ومواقـف
العافية والصحة
قال على بن أبى طالب ‹ فى قوله تعالى:
ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (التكاثر 8)
هو الأمن والصحة والعافية، وعن ابن عباس رضى االله عنهما: يسأل الله العباد عن الأبدان والأسماع والأبصار فيم استعملوها، وهو أعلم بذلك، وقال ابن عيينه: من تمام النعمة طول الحياة فى الصحة والأمن والسرور، وقالت السيدة عائشة رضى الله عنها: لو رأيت ليلة القدر ما سألت الله إلا العفو والعافية. وقال قبيصة بن ذؤيب: كنا نسمع نداء عبد الملك بن مروان من وراء الحجرة فى مرضه: يا أهل النعم لا تستقلوا شيئًا من النعم مع العافية.
أفرس الناس
قال ابن إسحاق: أفرس الناس ثلاثة:
• عزيز مصر حين قال لامرأته: أكرمي مثواه
• والمرأة التى قالت لأبيها عن سيدنا موسى : قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ
• وسيدنا أبو بكر الصديق: حين استخلف سيدنا عمر رضى الله عنهما.
مكانة الصحابة ــ رضوان الله عليهم
ذكر الصحابة رضوان الله عليهم ــ عند الحسن البصرى فقال: رحمهم الله شهدوا وغبنا، وعلموا وجهلنا، فما اجتمعوا عليه اتبعنا، وما اختلفوا فيه وقفنا.
فضــل الأدب
روى أن أعرابيا وقف على علىّ بن أبى طالب فقال: إن لى إليك حاجة رفعتها إلى الله قبل أن أرفعها إليك، فإن أنت قضيتها حمدت الله وشكرتك، وإن أنت لم تقضها حمدت الله تعالى وعذرتك.
فقال له علىّ: خط حاجتك فى الأرض، فإنى أرى الضر عليك، فكتب الأعرابى على الأرض: إنى فقير، فقال علىٌّ لخادمه: ادفع إليه حلتى الفلانية، فلما أخذها مثل بين يديه، فقال:
كسوتنى حلة تبلى محاسنها
فسوف أكسوك من حسن الثنا حللا
إن الثناء ليحيى ذكر صاحبه
كالغيث يحيى نداه السهل والجبلا
لا تزهد الدهر فى عرف بدأت به
فكل عبد سيجزى بالذى فعلا
فقال سيدنا علىّ لخادمه: أعطه خمسين دينارا، أما الحلة فلمسألته، وأما الدنانير فلأدبه.
حقيقــة
قل الحسن ‹ من أحسن عبادة الله فى شبيبته آتاه الله الحكمة فى سنه، وذلك قوله تعالى وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
مواعظ حول الدنيا
• كان أبو هريرة ‹ إذا مر بجنازة، قال: روحى فإنا غادون، أو اغدى فإنا رائحون، موعظه بليغة وغفلة سريعة يذهب الأول ويبقى الآخر.
• قال الحسن البصرى لرجل حضر جنازة: أتراه لو رجع إلى الدنيا لعمل صالحا؟ قال: نعم، قال: فإن لم يكن هو فكن أنت.
• قال الشاعر:
قدم لنفسك ما استطعت من التقى
إن المنية نازل بك يا فتى
أصبحت ذا فرح كأنك لا ترى
أحباب قلبك فى المقابر والبلى
بيوت الشعر
قيل إن بيوت الشعر أربعة: فخر، ومديح، وهجاء ونسيب، وكان جرير أفحل شعراء الإسلام فى الأربعة فالفخر قوله:
إذا غضبت عليك بنو تميم
حسبت الناس كلهم غضابا
والمديح قوله:
ألستم خير من ركب المطايا
وأندى العالمين بطون راح
والهجاء قوله:
فغض الطرف إنك من نمير
فلا كعبا بلغت ولا كلابا
والنسيب قوله:
إن العيون التى فى طرفها حور
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به
وهن أضعف خلق الله إنسانا
حقـــا
يقول الشاعر:
لا أشتكى زمنى هذا وأظلمه
وإنما أشتكى من أهل ذا الزمن
هم الذئاب التى تحت الثياب فلا
تكن إلى أحد منهم بمؤتمن
لعله عقاب من الله
وقف أعرابى مشوه الفم أمام أحد الولاة يلقى قصيدة يمدحه فيها طلبا للمكافأة، ولكن الوالى لم يأمر بها، بل سأله، ما بال فمك معوجا؟ فقال الأعرابى: لعله عقاب من الله، فقال الوالى: ولأى شىء عاقبك الله؟ قال الأعرابى: لكثرة ما كذبت عليه بالثناء الباطل على بعض الناس.
قرنــاء الســـوء
سئل حكيم عن قرناء السوء، فقال: هم الذين إذا جالسوك ذبحوك بمدحهم، وغضوا عيونهم عن عيوبك، وغضوا أبصارهم عن ذنوبك، وبدلوا سيئاتك حسنات، ورذائلك خلالا فاضلات، وقالوا عن باطلك إنه حق، وعن سُمّك إنه ترياق.