إن الشباب يواجه تحديات كبيرة في هذا العصر، حيث تحيط به الفتن من كل جانب، فتارة يُجابِه أكذوبة التدخين الذي يصنع الرجال وتارة يُحارِب الاستخدام السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي، وغيرها من الأخطار المحدقة.
* ولا شك أن التدخين عادة ضارة تهدد صحة الفرد والمجتمع، فهو يعتبر من أخطر العادات السيئة التي تضر الأفراد والمجتمعات، حيث يحتوي الدخان على مواد سامة تؤثر سلبًا على الصحة وتزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السرطان وأمراض القلب والرئة، وقد يجد الشباب في التدخين قناعة مؤقتة بمعاني الرجولة والإحساس بالذات؛ ولكن يتضح لهم فيما بعد أن هذا الاعتقاد خاطئ وغير واقعي.
* من جانب آخر يعتبر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مفرط تحديًا كبيرًا للشباب، حيث يمكن أن يؤدي إلى الانعزال الاجتماعي.
* ويبرر كثير من الشباب شغفهم بحب وسائل التواصل الاجتماعي بأنها وسيلة سهلة لرؤية المجتمع والعالَم كله على حقيقتة في لحظات يسيرة من الزمن، وأنهم يجدون فيها هروبًا من الواقع!!
والحذر الحذر من تسلل تلك الأفكار إلى عقول الشباب، فسرعان ما يتذكرون أن التعاون والتآلف والتزاور والعلاقات الحقيقية هي التي تُضفِي على الحياة معنى وجمالًا وجلالًا
* ويمكن للشباب التغلب على هذه المعوقات وتلك العراقيل بالتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يخفى على القارئ الكريم ما ينبغي أن يفعله أولياء الأمور من خلال توجيه الوعي نحو أضرار هذه العادات الضارة وتشجيعهم على تبني أساليب حياة صحية ومتوازنة، ويجب أن يكون التواصل الاجتماعي وسيلة للتواصل الإيجابي والبناء، وليس وسيلة للانعزال والإدمان.
* وفي الختام ينبغي على الشباب أن يقوموا بدورهم وأن يؤدوا رسالتهم، وأن يكونوا على دراية بتحدياتهم وأن يسعوا جاهدين لتحقيق التوازن بين حياتهم الافتراضية والواقعية، وأن يكونوا على استعداد لتغيير عاداتهم السلبية إلى عادات صحية تساعدهم على تحقيق أهدافهم وتحقيق سعادتهم الشخصية في الدنيا والآخرة.
مقال بقلم الشيخ/ أحمد سمير ابراهيم غزالة - وعظ القاهرة