شهد شهر نوفمبر 2024م، استمرار إحكام الخِناق على المسجد الأقصى المبارك، عن طريق مواصلة الاحتلال فرض حصاره المشدد على المسجد المبارك، والتضييق على رواده ومرابطيه، ومنع أعداد كبيرة من الوصول إليه؛ في الوقت الذي يتم السماح فيه لليهود المغتصبين بممارسة طقوسهم التلمودية في باحاته المشرَّفة.
في شهر أكتوبر الماضي، اقتحم الأقصى (3,991) مستوطنًا؛ بنسبة ارتفاع بلغت نحو 25%، مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي 2023م. وبهذا يسجل المقتحمون رقمًا قياسيًّا جديدًا، مقارنة بعدد المقتحمين في نوفمبر قبل عامَين؛ إذ بلغ عدد المقتحمين آنذاك (3199) مستوطنًا؛ ليصل عدد المقتحمين للأقصى منذ بدء السنة العبرية الجديدة (2 أكتوبر 2024م) إلى (13559) يهوديًّا.
وأدى المستوطنون –بحماية شرطة الاحتلال- طقوسًا وصلواتٍ توراتية (منها: طقس السجود الملحمي)، لا سيما في الجهة الشرقية من المسجد المبارك التي بات المستوطنون يتعاملون معها كأنها "كنيس" غير مُعلَن.
وفي يوم الثلاثاء 26 نوفمبر 2024م ، قاد الحاخام المتطرف، عضو "الكنيست" السابق "يهودا جليك" وفدًا صهيونيًّا أمريكيًّا، وقدَّم شروحًا توراتية حول "الهيكل" المزعوم، واقتحم باحة قبة الصخرة تحت سمع وبصر قوات الاحتلال.
ونشرت "جماعات الهيكل" على صفحاتها في منصات التواصل الاجتماعي صورة قرب المصلى القبلي، تظهر فيها قبة الصخرة، فيما يرفع مستوطن قطعة معدن عليها صورة "الهيكل"، مكتوب عليها بالعبرية "קרוב בימנו- قريبًا في أيامنا"، في إشارة إلى تطلعات هذه الجماعات إلى بناء "الهيكل" المزعوم، في وقت قريب.
كما دعت منظمة "בידינו - למען הר הבית- بأيدينا من أجل جبل الهيكل"، يوم الأربعاء 4 ديسمبر 2024م، إلى عقد مؤتمرها السنوي؛ لتسريع بناء "الهيكل"، تحت عنوان: "طريق النصر بأيدينا.. ما حققناه وإلى أين نحن ذاهبون حتى النصر"، علمًا أن "جماعات الهيكل" عملت في الأشهر الماضية على الربط بين العدوان على غزة من جهة، وبين اقتحامات الأقصى وبناء "الهيكل" من جهة أخرى.
وبالتزامن مع الاقتحامات وممارسة الطقوس الاستفزازية، استمر الحصار المشدد الذي يفرضه الاحتلال على الأقصى منذ العدوان على "غزة"، وقيدت قوات الاحتلال وصول المصلين والمرابطين إلى المسجد، فيما استمرت في سياسة عرقلة وصول الأهالي إلى الأقصى لأداء صلاة الجمعة، من خلال نصب الحواجز في الطرق المؤدية إلى الأقصى، والتدقيق في الهُويَّة، ومنع الشباب من الوصول للمسجد، والاعتداء بالضرب على عددٍ منهم.
هذا، وقد وثَّقت وزارة الأوقاف والشئون الدينية الفلسطينية -في تقريرها الشهري حول انتهاكات الاحتلال لدور العبادة (20) اقتحامًا للمسجد الأقصى المبارك- ومنع رفع الأذان في الحَرَم الإبراهيمي (55) وقتًا، خلال شهر نوفمبر 2024م.
وضِمْن الاعتداء على مقدساتنا الإسلامية في الأراضي المقدسة، طالب وزير أمن الكيان المتطرف "إيتمار بن جفير"، بمصادرة مكبرات الصوت في مساجد المدن الفلسطينية المحتلة المختلطة بالضفة الغربية؛ أي: التي يسكنها فلسطينيون، ويحتلها مستوطنون صهاينة، بزعم أنها: "تُسبب إزعاجًا للسكان المحليين" [في إشارة للمستوطنين الغاصبين].
تأتي تلك الحرب الدينية في ظل ما يشهده قطاع غزة من تطهير عرقي وحرب إبادة جماعية منذ أكثر من (14) شهرًا، أدَّت إلى استشهاد ما يقرب من (45) ألف فلسطيني، وإصابة أكثر من (105) آلاف آخرين، في حصيلة غير نهائية؛ إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
وحدة رصد اللغة العبرية